البرلمان يشعل صداماً جديداً بين الحكومة اليمنية والانفصاليين

29 يوليو 2021
المجلس الانتقالي رفض انعقاد البرلمان في سيئون (Getty)
+ الخط -

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، الخميس، رفضه بشكل رسمي لانعقاد جلسات مجلس النواب اليمني الموالي للحكومة المعترف بها دوليا في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، ولوّح ببرنامج تصعيدي وعصيان مدني، في خطوة تنذر بصدام جديد بين طرفي اتفاق الرياض الهش الذي تدعمه السعودية.  

وقال المجلس الانتقالي الانفصالي، في اجتماع له برئاسة عيدروس الزُبيدي، إنه "يقف مع أبناء حضرموت عامة وأبناء مدينة سيئون بشكل خاص، في رفضهم لانعقاد مجلس النواب، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء المحافظة". 

وجاء موقف الانفصاليين غداة إعلان الأمانة العامة لمجلس النواب مباشرة عملها من سيئون، والترتيب لتهيئة جلسات انعقاد البرلمان خلال الفترة القادمة من المدينة الجنوبية البعيدة عن سيطرة المجلس الانتقالي.  

وبالتزامن مع الاعتراض الرسمي من هيئة رئاسة الانتقالي، أعلنت القيادة المحلية التابعة للانفصاليين في حضرموت، اليوم الخميس، عن برنامج تصعيدي رافض لانعقاد البرلمان الموالي للحكومة الشرعية، التي وصفها بـ"شرعية الفنادق"، في إشارة إلى الإقامة الدائمة لمسؤولي الحكومة اليمنية في فنادق العاصمة السعودية الرياض.  

وأقرّ انتقالي حضرموت برنامجا تصعيديا يبدأ بوقفة احتجاجية غدا الجمعة، وتظاهرة عصر السبت، فضلا عن الدعوة إلى عصيان مدني شامل يوم الأحد القادم، وفقا لبيان نشرته وسائل إعلام انفصالية. 

وذكر البيان أن البرنامج التصعيدي سيكون لرفض ما وصفها بـ"القرارات العبثية" للحكومة الشرعية باتخاذ مدينة سيئون مقرا لمجلس النواب وقيام رئيس البرلمان، سلطان البركاني بزيارة المكلا.  

ويسعى المجلس الانتقالي إلى استغلال الأزمات المعيشية التي تضرب المناطق اليمنية الجنوبية والشرقية ضد الحكومة الشرعية، حيث أشار إلى أن برنامجه التصعيدي يسعى للوقوف ضد ارتفاع الأسعار ورفع الجور والغلاء عن كاهل المواطنين، وتمكينهم من عائدات ثروات محافظتهم النفطية.  

في المقابل، يبدو أن الحكومة الشرعية قد نسقت لانعقاد جلسات البرلمان مع محافظ حضرموت، سلطان البحسني، صاحب الكلمة الفصل في المحافظة النفطية، وخصوصا بعد زيارة رئيس البرلمان سلطان البركاني، عصر الخميس، إلى مدينة المكلا، برفقة نائب رئيس المجلس المنحدر من ذات المحافظة، محسن باصرة. 

وحظي البركاني باستقبال رسمي رفيع من محافظ حضرموت ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية، في خطوة تشير إلى تنسيق ودعم سعوديين لضرورة تواجد انعقاد البرلمان من سيئون وتواجد مسؤولي الحكومة الشرعية في محافظات جنوبية بعد رفض المجلس الانتقالي عمل مؤسسات الدولة من عدن.  

ولم يعقد مجلس النواب اليمني الموالي للحكومة الشرعية سوى جلسة واحدة في إبريل/نيسان 2019 بمدينة سيئون، تم خلالها انتخاب الشيخ سلطان البركاني رئيسا للبرلمان، وذلك في أول انشقاق للمؤسسة التشريعية عن برلمان صنعاء الموالي للحوثيين وغير المعترف به دوليا.

وبناء على اتفاق الرياض، كان من المفترض أن يعقد مجلس النواب جلساته من العاصمة المؤقتة عدن، بجانب حكومة المحاصصة، لكن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا رفض ذلك.  

وتشهد العلاقة بين الحكومة اليمنية والانفصاليين احتقانا واسعا منذ منتصف مارس/آذار الماضي، عندما قامت عناصر موالية للمجلس الانتقالي باقتحام قصر معاشيق الرئاسي في عدن وإجبار رئيس الحكومة معين عبد الملك وعدد من الوزراء على المغادرة صوب العاصمة السعودية الرياض.

المساهمون