وجه رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني اتهامات للحكومة العراقية بتمويل جهات قال إنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار، في إشارة إلى مليشيا "وحدات حماية سنجار"، الذراع المسلح المحلي للعمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصويت البرلمان التركي بالموافقة على مذكرتين من الرئاسة التركية حيال تمديد العمليات العسكرية التركية في مناطق شمال العراق لملاحقة مسلحي الحزب، الذي ينشط في بلدات حدودية عراقية مع تركيا ويتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.
وقال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، الثلاثاء، خلال مشاركته في ندوة مؤتمر يستضيف باحثين وسياسيين عراقيين بمدينة أربيل، إن "حزب العمال الكردستاني يخلق مشاكل لإقليم كردستان، ولا يحترم المؤسسات الشرعية للإقليم، ولا يجوز له جعل أراضي كردستان قاعدة لانطلاق هجماته ضد دول الجوار"، مطالباً الحزب بإعادة النظر في سياساته، والالتزام باحترام السيادة العراقية.
واعتبر البارزاني أن الحكومة العراقية "مقصرة" في تطبيق اتفاقية سنجار التي وقعها الطرفان في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ولم تنجح بغداد في تنفيذها، والتي تنص على إخراج مسلحي حزب العمال والمليشيات من المدينة الواقعة على بعد 115 كيلومترا غرب الموصل، وإعادة أهلها إليها والبدء بإعمارها.
واتهم بغداد بأنها "تمول جهات مرتبطة بحزب العمال في سنجار"، في إشارة منه لمليشيا "وحدات حماية سنجار" المرتبطة بحزب العمال، والتي أقدمت حكومة عادل عبد المهدي على ضمها عام 2018 إلى هيئة "الحشد الشعبي" وصرفت مرتبات شهرية لأفرادها.
البارزاني في حديثه، الذي نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، علق بشأن العمليات التركية في شمالي العراق قائلاً إنه "يجب أن نسأل عن سبب هذه الهجمات، ومن الواضح أن حزب العمال الكردستاني هو سبب هذه المشكلة، فهذا الحزب لا يحترم مؤسسات وحكومة إقليم كردستان ولا يراعي قرارات برلمان كردستان، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه على فعل أي شيء داخل تركيا"، مشيراً إلى أن حزب العمال "يعرقل تنفيذ اتفاق تطبيع الأوضاع في سنجار، وهو من أكبر المشاكل التي تواجه إقليم كردستان".
وتنفذ القوات التركية عمليات عسكرية واسعة داخل الأراضي العراقية، تصل إلى عمق 40 كم ضمن إقليم كردستان العراق منذ عدة أشهر، تستهدف جيوب ومقرات مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل العراق، والتي يتخذ منها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات مسلحة على المصالح والمنشآت التركية.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد 5 عناصر من مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة الزاب، ضمن إقليم كردستان، شمالي العراق. وتستخدم القوات التركية عبارة تحييد في إشارة إلى قتل المسلحين الناشطين بأعمال عدائية بمناطق شمالي البلاد.
ووفقاً لبيان نقلته وكالة "الأناضول"، فإن القوات التركية "تواصل عملياتها لتطهير شمالي العراق من العناصر الإرهابية بشكل فعال وبكل حزم"، وأفادت بأنه جرى تحييد 5 من مسلحي حزب العمال في منطقة "زاب"، شمالي العراق.
وأقر البرلمان التركي، الثلاثاء، مذكرتين رئاسيتين وصلتا إليه قبل أيام من الرئاسة التركية لتمديد مهام الجيش في كل من سورية والعراق ولبنان، في ظل رفض أكبر أحزاب المعارضة لهذه المذكرة.