بدأت عمليات فرز الأصوات في غالبية مكاتب التصويت، بحضور المراقبين وممثلي المترشحين، بينما انتهت عمليات الفرز في بعض مكاتب التصويت في الخارج.
استمع إلى الملخص
فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها، صباح اليوم السبت، أمام الناخبين الجزائريين، للتصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي يتنافس فيها ثلاثة مترشحين، هم: الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، وسط ترقب لمآلات هذه الانتخابات خاصة في ما يتعلق بالمؤشر العام للتصويت.
وقال محمد محسن الذي صوّت في الساعة الأولى في مكتب تصويت بباب الزوار في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد"، إنه صوّت "بعد نصف ساعة من افتتاح مكاتب التصويت، ليس هناك حضور كبير، وهذه طبيعة الانتخابات بالنسبة للفترة الأولى في العاصمة والمدن الكبرى في الجزائر، لكني أتوقع أن يكون هناك إقبال أكبر على مكاتب التصويت بعد العاشرة صباحاً"، فيما أكد عبد القادر الجزولي الذي صوّت في مكتب ببلدية أدرار جنوبي الجزائر: "كنت أول من يصوّت في مكتب الانتخاب، التنظيم يبدو جيداً في مكاتب التصويت، نحن في بداية اليوم وما زال هناك أمل في الساعات المقبلة"، بينما أكد الطيب بشاني الذي أدلى بصوته في مكتب اقتراه ببلدية حمادي ولاية بومرداس قرب العاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد"، أنه لاحظ "وجود المراقبين الذين يمثلون المترشحين في مكتب الانتخاب، وحتى في المراكز الأخرى، وهذا أمر مطمئن مبدئياً لضمان شفافية هذه الانتخابات".
وأعلنت السلطات في العاصمة والمدن الكبرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة، كوهران وقسنطينة وسطيف وغيرها، منذ مساء أمس، مجانيةَ النقل العمومي، لتمكين الناخبين وتشجيعهم على التوجه نحو مراكز التصويت، فيما وفرت البلديات حافلات النقل لصالح الناخبين، خاصة في المناطق الريفية، ما يؤكد وجود حرص رسمي من قبل السلطة على تحقيق مؤشر تصويت مقنع يكون أفضل من انتخابات 2019 ويتجاوز بحده الأدنى 50%.
واضطرت السلطات إلى طلب دعم من المساجد والمؤسسات الدينية في خطبة الجمعة يوم أمس لدعوة الناخبين إلى التوجه إلى مكاتب التصويت اليوم، وقال عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني خلال خطبة الجمعة أمس: "أدّوا واجبكم الوطنيّ، وشاركوا جماعياً في اختيار وليّ الأمر الذي تثقون بصلاحه. وليكن وقوفكم صفاً واحداً واليد في اليد في مواجهة التحدّيات، والعمل لإحباط المخطّطات الّتي يسعى لتحقيق أهدافها من يتربّصون ببلادنا الدّوائر، ويستهدفون سلمها الاجتماعي بتهديد أمنها القومي".
وتتوجه الأنظار اليوم بشكل خاص أيضاً إلى منطقة القبائل، التي شهدت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية عام 2019 أدنى نسبة تصويت، بأقل من واحد في المائة، خاصة مع متغيرات تتعلق بترشح ابن المنطقة يوسف أوشيش السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، الحزب الأكثر تمركزاً في المنطقة حيث يدير عدداً من البلديات في ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة.
وسمحت السلطات الجزائرية لـ100 من الصحافيين الأجانب من 20 بلداً بتغطية الانتخابات الرئاسية الجزائرية، إضافة إلى قرابة 50 مكتباً ومراسلاً معتمدين للعمل في الجزائر، وفي وقت سابق، قال وزير الاتصال محمد لعقاب إن عدد الصحافيين الذين من المقرر أن يغطوا الانتخابات الرئاسية بلغ 1500 صحافي، وجرى تجهيز مركز للصحافة بالوسائل الضرورية للعمل الإعلامي في قصر المؤتمرات في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية. وتزامناً مع بدء التصويت في الداخل، يستمر تصويت الناخبين من الجالية الجزائرية لليوم الخامس على التوالي، حيث يتيح القانون الانتخابي تقديم موعد تصويت الجالية بسبب ظروف المهجر.
بدأت عمليات فرز الأصوات في غالبية مكاتب التصويت، بحضور المراقبين وممثلي المترشحين، بينما انتهت عمليات الفرز في بعض مكاتب التصويت في الخارج.
أغلقت مكاتب التصويت في انتخابات الرئاسة في كافة البلديات والولايات في الجزائر، بعد تمديد التصويت لساعة إضافية حتى الثامنة مساء.
ولم تعلن سلطة الانتخابات بعد على النسبة العامة للتصويت، حيث كانت آخر نسبة أعلنتها، في حدود الساعة الخامسة بنسبة 26.49 في المائة، قبل ثلاث ساعات من إغلاق مكاتب التصويت.
يبرز الحضور النسوي في الانتخابات الرئاسية الجزائرية لافتاً على أكثر من صعيد، سواء من خلال الترشيحات أو وجودهن في مراكز التصويت، كمشرفات على إدارة العملية الانتخابية، أو مراقبات لصالح المرشحين، وقبل ذلك في الحملة الانتخابية، ما يطرح أسئلة حول إمكانية أن تلعب النساء دوراً في حسم النتائج.
التفاصيل عبر الرابط:
قررت السلطة المستقلة للانتخابات الجزائرية تمديد التصويت في الانتخايات الرئاسية في كل الولايات حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي. وأفادت بارتفاع نسبة التصويت حتى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي إلى 26.46%، مشيرة أيضاً إلى ارتفاع نسبة المشاركة في المهجر إلى 18.81%.
أكد مدير حملة المترشح الرئاسي يوسف أوشيش أن المديرية رصدت بعض التجاوزات، خلال الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم السبت. وقال بالول، في تصريح لـ"العربي الجديد": "سجلنا في بعض الولايات، عرقلة عمل بعض ممثلي مرشحنا وحزبنا (جبهة القوى الاشتراكية) في بعض المراكز الانتخابية".
وأوضح أوشيش أنه تم تسجيل تجاوزات أخرى من قبيل "ناخبين يحملون أكثر من وكالة واحدة، بينما القانون واضح، ولا يمكن للناخب أن يحمل أكثر من وكالة للتصويت مكان شخص غائب". وقال مدير حملة المترشح أوشيش: "سجلنا غياب أسماء بعض الناخبين في القوائم الانتخابية لمراكز التصويت التي اعتادوا التصويت فيها"، مشيراً إلى أنه تم إخطار سلطة الانتخابات بهذه الاختلالات.
وجه أحمد صادوق مدير حملة المترشح الرئاسي عبد العالي حساني، تحذيرات من استمرار بعض التجاوزات خلال العملية الانتخابية للرئاسيات اليوم، ودعا سلطة الانتخابات إلى التدخل سريعاً لوقفها ضماناً لنزاهة الانتخابات.
وقال صادوق لـ"العربي الجديد" إن مديرية الحملة وزعت المراقبين على مكاتب التصويت بشكل يسمح برصد أي تجاوزات، مشيراً إلى أنه "تم رصد عدة تجاوزات بينها عملية تصويت في مكان ناخبين غائبين تتم في بعض مراكز التصويت"، وذكر منها مركزين انتخابيين في بلدية ورماس بولاية وادي سوف جنوبي الجزائر، إضافة إلى توثيق تدخل من مسؤول مكتب انتخابات لتوجيه الناخبين بتسليمهم أظرفة جاهزة للتصويت، بها ورقة مرشح بعينه بحسب صادوق.
وأكد صادوق أن "المنسق المحلي لسلطة الانتخابات يظهر انحيازاً كبيراً، وسبق تنبيه سلطة الانتخابات إلى انتمائه السياسي الذي يتعارض قانوناً مع تعيينه"، مشيراً إلى أن "هذه الممارسات أسلوب رديء يشوه العملية الانتخابية، ويتعين على سلطة الانتخابات التدخل ضد هذا الشخص ووقف هذه التجاوزات"، كما انتقد صادوق "عمليات تصويت أخرى تتم في مكان النساء من قبل ناخبين، وتجري في مكاتب انتخاب في منطقة البياضة جنوبي البلاد"، وعبر صادوق عن استيائه من "قيام صفحات رسمية للدولة بالترويج لنشاط انتخابي يدخل ضمن الانتخابات الرئاسية"، في إشارة منه إلى صفحة رئاسة الجمهورية التي نشرت اليوم صور الرئيس المترشح عبد المجيد تبون خلال إدلائه بصوته، وهو ما اعتبره تجاوزاً بينما كان يفترض احترام السياق الانتخابي.
أطلق ناشطون جزائريون حملة للرصد والتبليغ عن أية مخالفات او تجاوزات تخص الانتخابات الرئاسية، وحملت الحملة وسم "رانا شفناك" أي (نحن نرصدك)، ودعت الحملة التي يقوم عليها نشطاء الناخبين إلى إرسال أية صور وملاحظات تخص هذه التجاوزات وتوثيقها، والمساعدة في كشف من يحاول المساس بشفافية الانتخابات، وقالت الحملة في منشور: "نريدها انتخابات تسترجع قيم الشفافية والنزاهة، والتزوير ليس إرادة سلطوية بل فعل محلي".
وقال النائب في البرلمان، عمر معمر، الذي أطلق المبادرة بمعية نشطاء آخرين إن "هذه الحملة تسعى إلى تشجيع الناخبين على رفض الممارسات الرديئة، وتوجيه رسالة وعي إلى الناخبين للتبليغ، وردع المزورين وفقاً للفصل الثامن من القانون الانتخابي"، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "التجارب السابقة أثبتت أن العملية الانتخابية تُحسم في جزء منها بعد الحملة الانتخابية أي في يوم الانتخاب. حيث كنا نشهد توجيه الناخبين للتصويت لصالح مرشح معين أو نقل الناخبين من مناطق إلى أخرى مقابل التأثير عليهم للحصول على أصواتهم". وأكد معمر أن هذه الحملة أتت أكلها بهدف خلق وعي ورقابة شاملة على الانتخابات، وتشكيل حالة ردع بالنسبة لكل من تسول له نفسه القيام بممارسات تخل بنزاهة الانتخابات .
تشد منطقة القبائل شرقي الجزائر الأنظار إليها في هذا اليوم الانتخابي ترقباً لمؤشرات التصويت، وأظهرت الأرقام التي أعلنتها السلطة المستقلة للانتخابات تحسن مؤشرات التصويت مقارنة مع انتخابات عام 2019، على الرغم من أنها تبقى ضئيلة مقارنة بباقي الولايات.
وبلغت نسبة التصويت في ولاية تيزي وزو 5.09%، مقارنة مع نسبة 0.1% في رئاسيات 2019، فيما سجلت ولاية بجاية معدل تصويت بـ5.80%، مقارنة مع 0.25% في 2019، وهي نسب مرشحة للتطور في غضون الساعات المتبقية للتصويت.
وفي ولاية البويرة، التي تعد ثالث ولايات منطقة القبائل، وصلت نسبة التصويت إلى حدود 10 في المائة حتى الواحدة ظهرا، مقارنة مع 20 في المائة عند إغلاق مكاتب التصويت في انتخابات عام 2019، ما يعني أن العوامل والمتغيرات التي صاحبت هذه الانتخابات، لاسيما مشاركة جبهة القوى الاشتراكية بمرشحها يوسف أوشيش، وهو ابن المنطقة، ستصب في صالح تسجيل نسبة تصويت مقبولة تغير معادلات علاقة المنطقة بالاستحقاقات الانتخابية وبالسلطة عموماً.
وقال وزير الاتصال، محمد لعقاب، في تصريح صحافي عقب الادلاء بصوته في الانتخابات إن "هناك ملاحظة مهمة، لأول مرة ومنذ سنوات تجري حملة انتخابية عادية وطبيعية في منطقة القبائل، نشطها كل المترشحين، سواء من خلال التجمعات أو النشاط الجواري، وهذا أمر إيجابي لم يحدث منذ سنوات (بسب الحساسية السياسية للمنطقة)، وأعتقد أن هذا جاء في سياق الزيارة التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى ولاية تيزي وزو (قبيل بدء الحملة الانتخابية)، والمشاريع التي أطلقها، والمواقف التي عبر عنها".
أدت المؤشرات المنخفضة لمعدلات التصويت إلى ازدياد حالة القلق من إقبال ضعيف على الانتخابات، وفي مدرسة طكارلي عبد الغني بلدية الدرارية في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، تشير البيانات إلى أنه من مجموع الناخبين المسجلين في هذا المكتب، والمقدر بـ 3698 ناخباً، لم يصوت إلى غاية الواحدة ظهراً سوى 130 شخصاً أي 3.5%.
وتوقع متابعون أن يكون ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة وكبرى المدن ذات الكثافة الانتخابية، سبباً في تأخر إدلاء عدد كبير من الناخبين بأصواتهم، إلى غاية فترة ما بعد العصر، حيث تكون درجات الحرارة قد اعتدلت نسبياً.
قال رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي إن نسبة التصويت بلغت 13.11% حتى الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت الجزائر، إذ أدلى 3.3 ملايين ناخب بأصواتهم من مجموع ما يقارب 24 مليون ناخب حتى الآن.
وذكر شرفي في السياق نفسه أن هناك ارتفاعاً طفيفاً لنسبة التصويت في الخارج إلى 16.18%، برغم أن أفراد الجالية في المهجر كانوا بدؤوا التصويت منذ يوم الاثنين الماضي، ويفسر هذه الزيادة الطفيفة أن اليوم هو السبت وهو عطلة في أغلب دول العالم.
قال البروفيسور الجزائري نوري إدريس لـ"العربي الجديد" إنه من الصعب فهم سيكولوجية الناخب الجزائري وتوقع اتجاهاته، معتبراً في الوقت ذاته أن السلوك الانتخابي يُقرأ من خلال حزمة دوافع قد تقف وراء الكتلة الناخبة، وأسباب أخرى موضوعية وذاتية يمكن أن تفسر استمرار العزوف الانتخابي لدى كتلة أخرى، مضيفاً أن "دوافع المصوتين مختلفة، هناك المنضبطون الذين يصوتون لمرشح الإدارة بغض النظر عمن يكون، وهؤلاء يشملون عادة الأسرة الثورية (قدماء المجاهدين وأبناء الشهداء) ومن المنتمين إلى أحزاب الإدارة، وهم المنتفعون أو الباحثون عن مصلحة شخصية".
ويرى إدريس، وهو من أبرز الباحثين المتخصصين في علم الاجتماع السياسي في الجزائر، أن "هناك فئة أخرى تصوت تبعاً للشائعات أو معلومات حول منحة البطالة أوملف السكن (مثلاً)، التي أطلقت خلال الحملة الانتخابية، وفي الغالب هؤلاء يصوتون من أجل دمغ بطاقة الناخب خوفاً من أن يتم مطالبتهم باستظهارها يوماً ما"، كما أن "هناك فئة كذلك تصوت لأن خطاب السلطة التخويفي من خطر خارجي أقنعها"، خاصة هذه المرة مع وجود مخاطر وتوترات ظاهرة في الإقليم بجوار الجزائر.
وأشار المتحدث إلى أن هناك فئة قليلة تصوت من منطلق القناعات السياسية، وقال "لا أعتقد أن هناك فئة تصوت سياسياً وفقاً لمشروع سياسي في هذه الانتخابات، ما عدا كتلة الناخبين المنتمين إلى حركة مجتمع السلم، وفئة قليلة من مناضلي جبهة القوى الاشتراكية، آخذين بعين الاعتبار أن جزءاً من قواعد القوى الاشتراكية غاضبة من خيار المشاركة في الرئاسيات وقاطعت تجمعات مرشح الجبهة يوسف أوشيش في تيزي وزو (منطقة تمركز الحزب) "، وأضاف "أتوقع هذه المرة ارتفاع نسبة المشاركة في منطقة القبائل وانخفاضها في باقي المناطق".
وفي مقابل ذلك يرى إدريس أن كتلة المقاطعين للتصويت متنوعة من حيث الدوافع والأسباب التي تدفع إلى "اللاتصويت"، ويشير بشكل خاص إلى أن الفترة التي سبقت الانتخابات كانت شهدت قتل الممارسة السياسية، ويعتبر أنه "لم تكن هناك حملة انتخابية أساساً بالمعنى السياسي، ما شاهدناه أقرب الي حملة انتخابات بلدية"، وقال إن "كتلة المقاطعين هم كذلك فئات كثيرة، لكل منها دوافعها، إذ إن هناك مقاطعين دائمين ممن لا يصوتون مهما كان الوضع، وهؤلاء أقرب إلى العزوف منه إلى الموقف السياسي، وفئة أخرى لن تصوت في هذه الانتخابات، ممن أصيبوا بالإحباط وخاب ظنهم بعد الحراك الشعبي عام 2019، ولا يزالون في حالة غضب من المآلات السياسية، فيما توجد فئة ثالثة تعتبر أن الانتخابات لا تشكل حلاً، ولا ترى أن مشاركتها في الانتخابات ستغير شيئاً".
وكانت مجموعة من الشباب الجزائري في مدرجات في ملعب وهران غربي البلاد، قبل أقل من 36 ساعة من فتح مكاتب التصويت، خلال مباراة المنتخب الجزائري مع نظيره الغيني، يهتفون ضد المشاركة في الانتخابات ويعلنون رفضهم التصويت، ورغبتهم في الهجرة غير النظامية، وقالوا في هتافاتهم "والله ما نفوطي (لن الصوت)، حراقة (أهاجر) في بوطي (قارب)".
أكد رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي ثقته بأن الشعب الجزائري سيختار المرشح الأكثر استحقاقاً لتولي منصب رئيس الجمهورية في العهدة القادمة، وقال "أنا موجود اليوم بصفة مواطن لممارسة حقي الدستوري أدعو كافة المواطنين في الداخل والخارج للإقبال بقوة على صناديق الاقتراع للمساهمة في هذا الاستحقاق الانتخابي بما يمثل من أهمية في تعزيز المسار الديمقراطي في بلادنا العزيزة"، مضيفاً أن "الانتخابات تجري في ظل سياق إقليمي ودولي بالغ التوتر والاضطرابات ويكون مرشحاً للتطور".
دعا المرشح الرئاسي يوسف أوشيش الناخبين، بخاصة الكتلة التي تعودت على ممارسة العزوف الانتخابي، إلى الإقلاع عن العزوف والمشاركة في ما وصفه بـ"صناعة المستقبل"، وقال أوشيش الذي أدى واجبه الانتخابي في تيزي وزو، 80 كيلومتراً شرقي الجزائر، إن "التغيير يبدأ اليوم، ورسالتي إلى كل الجزائريين والجزائريين الذين لم يدلوا بعد بأصواتهم، بأن يخرجوا بقوة للمشاركة في التغيير"، وأضاف "نقول لهم يمكنكم أن تساهمو بأصواتكم في مشروع التغيير ولصالح مشروع بعث الثقة" مطالباً "الكتلة التي كانت تعزف عن التصويت" بمغادرة مربع العزوف "حيث يمكنها أن تشارك في التغيير، وهذه فرصة مهمة للتصويت على برنامجنا الذي يعد فرصة مهمة، والفرصة متأتية لنا جميعا لصناعة التغيير، والكرة بيد الشعب لصناعة مستقبلنا بأنفسنا".
دعا المرشح الرئاسي عبد العالي حساني شريف الناخبين الجزائريين إلى التوجه بكثافة إلى مكاتب الاقتراع للتصويت، وقال حساني في تصريح للصحافيين، عقب الإدلاء بصوته في مدرسة بأعالي العاصمة الجزائرية، "وصلنا اليوم إلى الاقتراع في هذا المسار الانتخابي الهام في البلاد، هذا الاستحقاق الانتخابي مهم وحاسم في تاريخ البلاد، ونأمل في أن يذهب الشعب بقوة إلى مراكز الاقتراع"، مضيفاً "هذا المسار خضناه بكل روح ومسؤولية تجاه الوطن والشعب والقيم السياسية والتعددية والحرية والتداول على السلطة، وقد خضنا حملة متميزة عرضنا فيها برنامجاً سياسياً يتناول قضايا الوطن والشعب سميناه فرصة، تضمن 26 فرصة والتزاماً".
أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والمترشح للانتخابات عقب تصويته أنه يأمل "أن تكون الانتخابات سلسة وديمقراطية وأن تكون البلاد منتصرة في كل الظروف"، مضيفاً "هناك حضور مكثف للشباب للتصويت، الداخل والخارج يتابع ما يحدث في الجزائر، والجميع يشهد أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة، والفرسان الثلاثة أعطوا صورة مشرفة للجزائر، وللديمقراطية في الجزائر"، مشيراً إلى أن "من يفوز بهذه الانتخابات سيواصل المشوار المصيري بالنسبة للدولة الجزائرية وبالنسبة للشعب الجزائري حتى نصل إلى التنمية وبناء البلاد، والتحول إلى ديمقراطية الحقوق وليس ديمقراطية الشعارات، بحيث يكتسب الشعب يوماً بعد يوم حقوقه".
دعا المرشحون للانتخابات الجزائرية الثلاثة، الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، الناخبين إلى المشاركة في التصويت، ووجهوا نداءات خاصة إلى الكتلة التي تعودت على ممارسة العزوف الانتخابي والمقاطعة، لتغيير موقفها ودعم مشاريع التغيير السياسي في البلاد.
قال رئيس سلطة الانتخابات الجزائرية محمد شرفي إن نسبة التصويت في الخارج 14% منذ بدء التصويت للجالية الاثنين الماضي، إذ أدلى 165 ألف ناخب بأصواتهم من مجموع أكثر من 900 ألف ناخب مسجلين في اللائحة الانتخابية.
قال شرفي في إيجاز صحافي إن أكثر من مليون ناخب (1.05 مليون) ناخب أدلوا بأصواتهم بعد ساعتين من فتح مكاتب التصويت، من مجموع ما يقارب 24 مليون ناخب مسجلين في اللائحة الانتخابية.
أعلن رئيس سلطة الانتخابات الجزائرية محمد شرفي أن نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية بلغت حتى الساعة العاشرة 4.56%، وهي نسبة تبدو أقل من تلك المسجلة في انتخابات عام 2019 في التوقيت نفسه تقريباً، إذ كانت سجلت 7.92% بعد ثلاث ساعات من التصويت في الانتخابات السابقة .
قال مراسل "العربي الجديد" إن معدل التصويت بدا بطيئاً في الساعة الأولى في العاصمة والمدن الكبرى، بينما شهدت مكاتب التصويت في مدن الداخل وبلداته نسق تصويت أفضل.
أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات إتاحة منصة رقمية للناخبين المسجلين الذين لم يستخرجوا بطاقة الناخب، تتيح لهم معرفة مركز التصويت الخاص بهم وإمكانية التصويت باستخدام بطاقة التعريف أو رخصة السياقة، وتضم اللائحة العامة للناخبين 24.3 مليون ناخب.
فتح قرابة 63 ألف مكتب تصويت أبوابه في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي أمام الناخبين الجزائريين للإدلاء بأصواتهم، ويشرف على تأطير الانتخابات وتنظيمها 500 ألف موظف منتدب.