الانتخابات البريطانية.. مناظرة أخيرة ساخنة بين سوناك وستارمر

27 يونيو 2024
سوناك وستارمر خلال مناظرة بجامعة نوتنغهام ترنت في نوتنغهام، 26 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المناظرة بين زعيمي حزب المحافظين وحزب العمّال في جامعة نوتنغهام تناولت بشكل رئيسي الاقتصاد والهجرة، مع تجاهل للسياسة الخارجية باستثناء الاتحاد الأوروبي، وسط أجواء متوترة واتهامات متبادلة.
- ريشي سوناك حذر من ارتفاع الضرائب تحت حكم العمّال، بينما كير ستارمر انتقد فشل المحافظين على مدار 14 عامًا، مع تطرق لفضيحة الرهان على موعد الانتخابات وتبادل الاتهامات حول النزاهة.
- النقاش حول الهجرة والضرائب والخروج من الاتحاد الأوروبي ساد المناظرة، مع اتهامات متبادلة ودفاع عن السياسات المقترحة، واستطلاع سريع لم يظهر فائزًا واضحًا، مما يعكس الانقسام بين الناخبين.

شهدت المناظرة الأخيرة بين زعيمي حزب المحافظين وحزب العمّال، مساء أمس الأربعاء، مواجهة حادّة حول قضايا عديدة، إلا أن أبرز ما ركّز عليه القائدان هو قضايا الاقتصاد والهجرة، في منافسة شديدة بينهما لم تخل من التوتر والمقاطعة والاتهامات المتبادلة، قبل الانتخابات البريطانية الأسبوع المقبل. المناظرة التي استضافتها جامعة نوتنغهام، شهدت منذ بدايتها حتى منتصفها أصواتًا قادمة من الخارج يمكن سماعها من الداخل، وهي أصوات متظاهرين كما أشارت مذيعة قناة بي بي سي، التي لم تقل ما هي مطالب المتظاهرين، لكنها قالت "هذا جزء من ديمقراطيتنا"، لكن الأصوات القادمة من الخارج كانت واضحة حول غزّة وضد الزعيمين اللذين يعتبران منحازين لإسرائيل.

ورغم الهتافات من الخارج، بقيت المناظرة في الداخل حول القضايا الداخلية في بريطانيا، ولم تتطرق للسياسة الخارجية سوى بسؤال واحد حول الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن سياق الاقتصاد البريطاني وتأثر المصالح الصغيرة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبدا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في هذه المناظرة أكثر حدة من المناظرة الأولى، وأكثر هجومية على خصمه زعيم المعارضة كير ستارمر، فيما حاول ستارمر البقاء بشخصية هادئة ومتزنة، ما دفعه إلى أن يكون في موقف دفاعي في الكثير من المواقف أمام هجوم سوناك عليه بالعديد من الأسئلة في محاولة لوضعه في مواقف حرجة.

وانصب مضمون خطاب ريشي سوناك مساء أمس حول التخويف من حكومة بقيادة حزب العمّال، محذرا من حدوث ارتفاع كبير في الضرائب على المواطنين، مستخدمًا مصطلح "عدم الاستسلام" للعمّال وخططهم، فيما سعى كير ستارمر إلى تبيان فشل حزب المحافظين على مدار 14 عامًا، وأن البلاد بحاجة إلى أن تقلب صفحة الفوضى التي جلبها حكم المحافظين.

وكانت الأسئلة الموجهة من قبل الجمهور معدّة مسبقًا، لكن دون علم المتناظرين، ليتم توجيه السؤال مباشرة لهما من قبل الحضور.

وهيمنت فضيحة الرهان على موعد الانتخابات البريطانية على افتتاحية المناظرة، إذ تمحور السؤال حول ابتعاد الناس عن السياسة والثقة بالسياسيين بسبب عدم النزاهة لدى السياسيين، في الوقت الذي يتهم فيه عدد من المسؤولين في حزب المحافظين ويُحقق معهم بسبب هذه الفضيحة، مع العلم أن أحد مرشّحي حزب العمّال يتعرض للتحقيق أيضًا بسبب رهانه على موعد الانتخابات البريطانية. 

ريشي سوناك قال إنه يشارك الجمهور غضبه حول هذه القضية، وأنه بعد التحقيق الداخلي في حزب المحافظين تقرر وقف دعم مرشحين اثنين بسبب الفضيحة، فيما ذكر ستارمر أنه سحب دعم مرشّح حزب العمّال مباشرة دون تردد أو تأخر كما حصل في حالة المحافظين على حد قوله، معتبرًا أن الانتخابات البريطانية الحالية هي حول القيادة، وهذا الموقف يثبت من تصرف بشكل نزيه، مشيرًا لفضائح سابقة للمحافظين، مثل فضيحة "بارتي غيت" أثناء جائحة كورونا.

وعندما سألت المذيعة زعيم العمّال بشأن ما إذا كان يعرف عن وجود أعضاء آخرين من حزبه قد يكونون ضمن من وضعوا رهانًا على موعد الانتخابات البريطانية الحالية، تجنب الإجابة عن السؤال مباشرة بالنفي أو التأكيد. وبعد ذلك دارت معظم المناظرة حول قضايا تحسين الاقتصاد ورفع الضرائب والخدمات الصحية، فيما بدت قضية الهجرة وقوارب اللاجئين ورقة رابحة في يد رئيس الحكومة رفعها مرارًا في وجه خصمه في محاولة لتسجيل النقاط.

ففي قضية الضرائب، كرر رئيس الوزراء ادعاءه القديم الذي يستخدمه منذ بداية الحملة الانتخابيّة بأن حزب العمّال سيزيد الضرائب إذا فاز في الانتخابات، في حين أن حزبه سيخفضها، وهو ادعاء رفضه ستارمر، وأشار إلى التداعيات الاقتصاديّة والفوضى للتخفيضات الضريبيّة غير الممولة في عهد ليز تروس. وتكررت قضية رفع الضرائب خلال المناظرة أكثر من مرّة حتى عندما كان السؤال عن موضوع آخر، واتهم سوناك ستارمر بأنه سيفرض ضريبة على رواتب المتقاعدين، فيما لم يؤكد ستارمر ذلك قائلًا "لن يكون المتقاعدون في وضع أفضل مع ريشي سوناك. إنه يقدم وعودًا لا يستطيع الوفاء بها لأنها غير ممولة".

وبشأن قضية الهجرة وقوارب اللاجئين، قال ريشي سوناك إن حزبه لديه خطة واضحة للتعامل مع هذا الملف وهي ترحيل اللاجئين غير الشرعيين إلى رواندا، بينما اتهم حزب العمّال بعدم تبنيه خطة واضحة، الأمر الذي يعني بقاء اللاجئين في المملكة المتحدة مدى الحياة. بدوره، أكد كير ستارمر أن خطته هي محاربة العصابات التي تُهرّب اللاجئين عبر القوارب نحو بريطانيا والقضاء عليها، فيما تبادل الزعيمان الاتهامات حول مَن الأجدر للتعامل مع هذا الملف.

واتّهم ستارمر سوناك بأن خطته للترحيل إلى رواندا الحالية قد تستغرق مئات السنوات لترحيل اللاجئين، بينما اتهم سوناك خطة ستارمر بالتفاوض مع البلدان الأصلية للاجئين بأنها غير منطقية، موجهًا كلامه له قائلا "هل ستذهب وتبرم اتفاقًا مع حركة طالبان؟"، داعيًا المصوتين إلى عدم الاستسلام لسياسة حزب العمّال، وهو ما لاقى تصفيقًا من الجمهور. وفي قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، قال ستارمر إنه لن يقبل أن المملكة المتحدة لا تستطيع الحصول على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أفضل من الصفقة الحالية، بينما ادعى سوناك أنه ستكون هناك حرية حركة من الباب الخلفي في ظل حزب العمال وأنه شخص لديه علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي لكن ليس على حساب قدوم اللاجئين.

وعندما سأل أحد الحضور "هل أنتم حقا أفضل ما لدينا لتكونوا رئيسًا للوزراء؟"، استذكر ستارمر دوره كمدير للنيابة العامة بينما عزز سوناك سجله في الاقتصاد. وفي مقابلة مع الشخص نفسه الذي سأل السؤال بعد المناظرة مباشرة، قال لـ"بي بي سي" إنه يشعر بخيبة أمل كونه لم يحصل على إجابة واضحة منهما لأن كلا منهما "تحدث عن سيرته الذاتية التي نعرفها". وبعد نقاش حاد استمر 75 دقيقة، أشار استطلاع سريع أجرته شركة "يو جوف" إلى عدم وجود فائز واضح في الانتخابات البريطانية. فعند السؤال عن صاحب الأداء الأفضل "مع ترك تفضيلاتك الحزبية جانبًا"، جاءت النتيجة بنسبة 50/50.

المساهمون