الاعتداء على أعضاء في اللجنة الوطنية الديمقراطية في الولايات المتحدة بسبب لافتة تدعم غزة
استمع إلى الملخص
- عصام برعي حاول رفع العلم الفلسطيني وتم منعه، مما دفع نادية لتخبئة اللافتة تحت ملابسها. بعد رفع اللافتة، تعرضوا للسباب وتم سحب اللافتة منهم بقوة قبل طردهم من القاعة.
- ليونو شيان، يهودي ومندوب في اللجنة، شارك في رفع اللافتة لدعم حظر تصدير الأسلحة، مشيراً إلى أن ذلك سيساهم في فوز كامالا هاريس والحزب. وصف الهجوم على نادية بأنه مروع.
كشف أعضاء في اللجنة الوطنية الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية، في أحاديثهم مع "العربي الجديد"، أن زملاءهم في الحزب اعتدوا عليهم خلال خطاب الرئيس جو بايدن، وذلك بسبب رفعهم لافتة كتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل".
وقالت نادية أحمد، عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية (DNC) المنتخبة من فلوريدا، ونائبة رئيس المجلس المشترك بين الأديان في DNC، إن الاعتداء حدث معها ومع زميلين آخرين هما لِيانو شارون، العضو في DNC من ميشيغان، وعصام برعي المندوب في DNC من كونيتيكت.
وسردت تفاصيل الاعتداء، وكشفت أنها خبأت اللافتة تحت فستانها حتى لا يتم منعها من الدخول، وقالت: "انتظرنا حتى بدأ الرئيس بايدن في الحديث في اليوم الأول للمؤتمر، وفعلنا هذا لأننا نعرف أنه هو الشخص الذي يمكنه وقف إطلاق النار. ويمكنه حرفيًا التقاط الهاتف والاتصال بنتنياهو ووقف كل هذا العنف وسفك الدماء بالطريقة نفسها التي اعتمدها الرئيس ريغان في الثمانينيات".
وأشارت إلى أنه بعد رفعهم اللافتة فوجئت بزملائها يوزعون لافتات عمودية تحمل عبارة "أحب جو بايدن" لمحاولة إخفاء لافتاتهم، وتابعت: "قام بعض الحضور بضربي على رأسي من الخلف. كان الأمر صادماً، لأنهم اختاروا أن يضربوني ويعتدوا عليّ جسدياً رغم أنني امرأة ورغم أنهم يرون أنني أرتدي الحجاب".
ووصفت نادية الاعتداء عليها بأنه كان تجسيداً للفاشية في الوقت الذي يتحدث فيه الحزب عن وقف الفاشية، وقالت: "ما فعلوه بي كان هجوماً جسدياً، وكل من كانوا يوزعون اللافتات ورأوا هذا الهجوم يعتبرون شركاء في هذه الجريمة. وشعرت بالعنصريّة ضدي لأنني مسلمة، وبأنهم أعطوا أنفسهم الحق في معاملتي بهذه الطريقة".
ومن جانبه، قال عصام برعي، المندوب في المؤتمر الوطني الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، إنه حاول في الساعات السابقة الدخول بالعلم الفلسطيني لكن تم منعه، ولذلك تطوعت زميلته نادية لتخبئة اللافتة تحت ملابسها، وقد فوجئوا برد فعل زملائهم.
وكشف برعي، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أنه تم توجيه السباب لهم بأفظع العبارات، وإلقاء بعض اللافتات عليهم بسبب رفع اللافتة التي تطالب بعدم تسليح إسرائيل، بالإضافة لسحب اللافتة منهم بكل قوة، قبل أن تصل الشرطة وتطردهم وتصطحبهم إلى خارج القاعة والمبنى بالكامل، مضيفاً أن الأمن طلب منهم أيضاً عدم التحدث للصحافيين والتوقف عما يفعلونه، ولكنهم رفضوا.
ومن جهته، قال ليونو شيان، المندوب المنتخب في اللجنة الوطنية الديمقراطية من ميشيغان: "رفعنا اللافتة، ولم نكن عنيفين، ولم نكن صاخبين”. وتابع: "شاركت في رفع اللافتة لأني يهودي، وقد تربيت دائماً على أن ما حدث لنا لن يحدث مرة أخرى، بمعنى أنه لن يحدث مرة أخرى لأي شخص في أي مكان وفي أي وقت، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يكون الجميع في العالم بأمان".
وأضاف أنه من المهم أن يتم الضغط على إدارة بايدن وحملة هاريس لفرض قوانينها الخاصة، وهي قوانين تحظر إرسال الأسلحة إلى بلد أو جيش يرتكب الفظائع التي وثقتها كل من المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، والتي ترتكبها إسرائيل.
وأشار إلى أن حظر تصدير الأسلحة سيساهم في فوز كامالا هاريس والحزب، فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل بضعة أيام أن 60% من الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً والذين لم يقرروا بعد في ثلاث ولايات حاسمة: أريزونا، جورجيا، وبنسلفانيا، سيكون تصويتهم لهاريس أكثر احتمالاً إذا فرضت حظراً على الأسلحة، مع 7% فقط في الاتجاه الآخر.
ووصف الهجوم على زميلته نادية بأنه أمر مروع، وقال: "رأيت رجالاً كباراً يضربون امرأة ترتدي الحجاب، وكان ذلك مثيراً للاشمئزاز. بالنسبة لي، حاولوا انتزاع اللافتة من يدي عدة مرات، ولكنني تمكنت من التمسك بها. وأخيراً تمكنوا من انتزاعها من يدي وأخذوها ولم يعيدوها بالطبع"، مضيفاً أن هذا النوع من السلوك حيث يقوم الديمقراطيون بانتزاع اللافتات من أيدي الناس عندما يحتجون سلمياً هو "سلوك الصغار".