الاحتلال يواجه العمليات الفردية الفلسطينية بالاعتقالات والعقاب الجماعي

09 ديسمبر 2021
الاحتلال يعتقل نحو 100 فلسطيني يومياً (الأناضول)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال يواجه موجة العمليات الفردية التي توالت، أخيراً، عبر تكثيف الاعتقالات في صفوف الشباب الفلسطيني وشن عقوبات جماعية تهدف إلى ردع الشباب عن التفكير في تنفيذ مثل هذه العمليات مستقبلاً.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ضمن قائمة العقوبات الجماعية الهادفة للتأثير على المجتمع الفلسطيني بشكل يقلص استعداد الشباب لتنفيذ عمليات، يعمد جيش الاحتلال إلى تدمير منازل منفذي العمليات ومنع جميع أفراد العائلة من دخول إسرائيل.

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن المؤسسة الأمنية في تل أبيب ترى أن موجة العمليات الفردية التي تحدث حالياً لا تقترب من حيث الكم والنتائج من الموجة التي تفجرت عام 2015؛ إلا أنها ترى في المقابل أن الوسائل التي اتخذتها في ذلك الوقت يمكن أن تكون ناجعة في مواجهة الموجة الحالية.

وأكدت الصحيفة أن استنفار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وصل حالياً إلى الذروة؛ مشيرة إلى أن القيادات العسكرية تقوم بإصدار التعليمات من دون توقف للجنود المنتشرين في مختلف المناطق داخل القدس والضفة الغربية.

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال كثف، أخيراً، من استخدام الوسائل التكنولوجية الهادفة إلى وقف موجة العمليات الفردية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية إشادتها بدور التعاون الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في تحقيق إنجازات تقلص من عدد من العمليات.

وعند المقارنة بين موجة العمليات الحالية وموجة العمليات في 2015، أبرزت المصادر الأمنية حقيقة أنه خلال موجة العمليات الفردية في 2015 كان يتم تنفيذ 30 عملية شهرياً، في حين أن عدد العمليات الفردية حالياً أقل من ذلك.

وأوضحت المصادر أن مستوى التحريض على العمليات الفردية عبر مواقف التواصل الاجتماعي حالياً أقل مما كانت عليه الأمور في 2015؛ فضلاً عن أن العمليات التي تتم حالياً لا تترافق مع موجة من التظاهرات الجماهيرية العارمة في القدس ومدن الضفة الغربية، كما كانت عليه الأمور في 2015.

واستدركت المصادر قائلة إنه على الرغم من ذلك، فإن بعض الشباب الفلسطيني الذي ينفذ العمليات الفردية حالياً يستخدمون الأسلحة النارية فإن إسرائيل مطالبة باستخدام الوسائل نفسها التي استخدمتها في مواجهة موجة عمليات 2015.

ويعد جنود وعناصر شرطة الاحتلال هم الأهداف المفضلة لمنفذي العمليات الفردية، كما نقلت الصحيفة عن المصادر الأمنية الإسرائيلية.
وشددت المصادر على أن نجاح العمليات الفردية يزيد من دافعية المزيد من الشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات أخرى.

وأكدت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعي أنها مطالبة حالياً بتكثيف مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن إحباط عملية يخطط لتنفيذها شخص لا ينتمي لتنظيم تنفيذها يمثل تحدياً للوحدات المسؤولة عن إحباط العمليات.

وأوضحت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبذل جهوداً هائلة داخل مواقع التواصل بهدف تحديد عبارات محرضة أو استخدام كلمات تحث على تنفيذ العمليات؛ مشيرة إلى أنه عندما يتم تحديد شخص عبر عن هذه التوجهات على مواقع التواصل يتعاون الجيش وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في اعتقاله.

وحسب الصحيفة، فإنه في بعض الأحيان يلجأ جيش الاحتلال وأجهزة السلطة الأمنية إلى الاتصال بالفلسطينيين الذين يكتبون عبارات تفهم على أنها تحريض على تنفيذ عمليات ويتم تحذيرهم من مواصلة هذا النهج؛ حيث أجرى الجيش خلال الشهر الأخير حوالي 40 اتصالا من هذا النوع.

وفي ما يتعلق بالاعتقالات كوسيلة لإحباط العمليات الفردية، قالت الصحيفة إن عمليات الاعتقال قفزت، أخيراً، إلى 100 اعتقال كل ليلة بعدما كان متوسط الاعتقالات يتراوح بين 60 إلى 70 اعتقالا في الليلة في جميع أرجاء الضفة الغربية.

المساهمون