الاحتلال ينهي تدشين المرحلة الأولى لمشروع شق "الشارع الأميركي" الاستيطاني في القدس

16 اغسطس 2021
"الشارع الأميركي" جزء مما يسمى مخطط شارع الطوق (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة اليوم الإثنين، عن انتهاء العمل من تدشين المرحلة الأولى من مشروع شق ما يعرف بـ"الشارع الأميركي" الاستيطاني، والذي سيربط بين مستوطنة جبل أبو غنيم جنوب القدس المحتلة وجبل الزيتون إلى الشرق منها في طريق موازٍ بديل لطريق القدس بيت لحم والتخفيف من الضغط المروري هناك لصالح التجمعات الاستيطانية في تلك المنطقة.

ويتكون المشروع من ثلاث مراحل، أُنجزت الأولى نهائياً، فيما المرحلة الثانية على وشك الانتهاء، أما المرحلة الثالثة فتخضع للتخطيط، خاصة أنها ستمر بتجمعات سكانية فلسطينية كثيفة تحاذي بلدة سلوان إلى الجنوب من البلدة القديمة من القدس.

ويبدأ الشارع الأميركي هذا من أقصى جنوب شرق مدينة القدس قرب بيت ساحور ومستوطنة جبل أبو غنيم مرورًا بصورباهر وجبل المكبر، ثم عن طريق نفق يبدأ من سلوان أسفل جبل الزيتون ليخرج عند حاجز الزعيم العسكري.

وعند إتمام التنفيذ، سيتمكن مستوطنو جبل أبو غنيم ومستوطنات شرق بيت لحم من الوصول إلى مستوطنة معالي أدوميم وشمال القدس خلال فترة قياسية، علماً بأن الشارع جزء مما يسمى مخطط شارع الطوق، الذي كانت ما تسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال قد طرحت مخططه (شارع الطوق) بالقدس قبل 14 عامًا، ويعد المقطع الأوسط من الشارع هو الأضخم، ويمتد على طول (12 كم) مع عرض وارتداد يصل إلى (70) مترًا.

ويقول خليل تفكجي، الخبير في شؤون الاستيطان ومدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة، في حديث لـ"العربي الجديد": "إن هذا المشروع سيفضي في النهاية إلى فصل الأحياء الفلسطينية عن بعضها، وفرض السيطرة الأمنية عليها".

وأضاف تفكجي: "هذا المشروع يأتي ضمن (مشروع الطوق) الإسرائيلي الهادف للوصول إلى السيطرة الكاملة على ما يسمى (القدس الكبرى)، ويتضمن إقامة بنية تحتية لربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها"، علماً بأنه صادر أكثر من (1050) دونمًا".

ورأى تفكجي، أن هذا الشارع هو واحد من المشاريع الحيوية لتعزيز الصلة الجغرافية بمستوطنات الاحتلال في القدس وامتدادها في الضفة الغربية، كونه سيربط التجمع الاستيطاني "كفار عتصيون"، الممتد بين جنوب القدس وشرقها إلى أراضي الفلسطينيين في محافظة في بيت لحم، بالكتلة الاستيطانية "معاليه أدوميم" شرق القدس ومستوطنات وسط الضفة وشمالها، في طريق التفافي استيطاني يمتد من الكتلة الاستيطانية شمال الضفة الغربية "أرئيل" جنوب مدينة نابلس إلى "كفار عتصيون" على مشارف محافظة الخليل، وبالتالي تنظيم المستوطنات الإسرائيلية في كتل ضخمة، يجعل نظام أمنها وبناها التحتية أكثر كفاءة، ويسمح بوجود مساحات مفتوحة بينها".

وأشار تفكجي إلى أن هذا الشارع هو أحد مرتكزات "مشروع القدس الكبرى" لاستكمال الطوق الاستيطاني حول مدينة القدس المحتلة.

ويقول المحامي رائد بشير من مواطني جبل المكبر، وأمين سر لجنة الدفاع عن أراضي البلدة سابقاً، في حديث لـ"العربي الجديد": "إن أضرار المشروع كبيرة على البلدة والمناطق المجاورة، فعلاوة على مصادرته مئات الدونمات من أراضي المواطنين، فإنه يهدد بهدم 57 منزلاً لإكمال مقطع الشارع بجبل المكبر، علماً بأن هذه المنازل تأوي نحو خمسمئة مقدسي بين أطفال وبالغين".