استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل والتحقيقات**: أعلن جيش الاحتلال فتح تحقيق في الحادثة، بينما أدانت حركة حماس الجريمة واعتبرتها جزءاً من "جرائم الإبادة". أعرب البيت الأبيض عن قلقه وطالب بتفسير من إسرائيل.
- **التصعيد الإسرائيلي في الضفة وغزة**: صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 700 فلسطيني في الضفة و136 ألف شهيد وجريح في غزة، وسط دمار ومجاعة.
نكّل جيش الاحتلال الإسرائيلي بجثامين ثلاثة فلسطينيين استشهدوا خلال اشتباك مسلح معه، أمس الخميس، في بلدة قباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة. وقال شهود عيان لمراسل "الأناضول"، إن جنودا بجيش الاحتلال الإسرائيلي ألقوا جثامين الشهداء الفلسطينيين الثلاثة من سطح منزل في قباطية قرب مدينة جنين، حيث قتلهم هناك بعد محاصرة المنزل منذ صباح الخميس.
وأضاف الشهود أن جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي حملت بعد ذلك الجثامين عبر رافعتها الحديدية ذات الأسنان المدببة. ولفت الشهود إلى أن الجيش أجرى قبل ذلك عمليات تجريف في محيط المنزل المحاصر. ويأتي ذلك فيما انتشرت مقاطع فيديو تناقلها ناشطون إعلاميون عبر منصات التواصل الاجتماعي توثق وصول قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى سطح المنزل، وإطلاق النار على أحد الجثامين، قبل إقدامها على إلقاء الجثامين الثلاثة من فوق سطح المنزل، ثم تفجير قنبلة في المكان.
لحظة إلقاء جنود الاحتلال أحد الشهداء من سطح المنزل المحاصر في بلدة قباطية جنوب #جنين pic.twitter.com/adk1cXcaa6
— العربي الجديد (@alaraby_ar) September 19, 2024
ولم تتضح على الفور هوية الشهداء الثلاثة، وسبب إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على قتلهم، لكنه عادة ما ينفذ عمليات مشابهة بحق فلسطينيين في الضفة الغربية يقول إنهم "مطلوبون" على خلفية مقاومتهم إياه. وإضافة إلى الشهداء الثلاثة، اغتال الجيش فلسطينيين اثنين وأصاب عشرة آخرين خلال اقتحامه قباطية اليوم، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.
وذكر الشهود أن العملية تخللها اقتحام لعدة منازل وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وشن حملة اعتقالات في البلدة. وهذا هو الاقتحام الثاني لبلدة قباطية خلال يومين، إذ اقتحمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس الأربعاء، وحاصر منزلا واعتقل مواطنا فلسطينيا قبل أن ينسحب.
جيش الاحتلال: الواقعة خطيرة ولا تتوافق مع قيمنا
إلى ذلك، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه فتح تحقيقاً في الحادثة، زاعماً أن " الواقعة خطيرة ولا تتوافق مع قيمه". وقال في بيان منفصل إن جنوده "قتلوا أمس الخميس سبعة مسلحين في اشتباكات وغارة جوية على قباطية".
وقال زكريا زكارنة، وهو عم أحد الشهداء، إنه رأى ما حدث. وأضاف لـ"رويترز" أن جنوداً إسرائيليين صعدوا إلى السطح بعد استشهاد الفلسطينيين. وتابع: "حاولوا يطولوهم بجرافات الاحتلال (لكن) ما قدروش يطولوهم فا حملوهم وزقوهم (دفعوهم) على الأرض من الطابق الثاني.. ألم حزن غضب مش طلع في إيدي إيش إللي أسويه. حسبي الله ونعم الوكيل".
حماس: جريمة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال بغطاء أميركي
في السياق، قالت حركة حماس، أمس الخميس، إن "جرائم الإبادة" التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وآخرها التنكيل بجثث ثلاثة أشخاص اغتالهم في قباطية، تتم وسط صمت دولي وغطاء سياسي وعسكري أميركي. وأضافت الحركة: "المشاهد الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال، بإلقاء جثامين الشهداء من أسطح المنازل، تؤكد مجددا همجيته ووحشيته، والذي يرتكب المجازر والإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة منذ عام وسط صمت دولي وغطاء سياسي وعسكري أميركي". وقالت الحركة إن "التمثيل والتنكيل بجثث الشهداء جريمة منكرة يجب أن تتم إدانتها بشدة من كل الدول والمنظمات الأممية والحقوقية". وتابعت: "هذه الجرائم الفظيعة التي تُرتكب في غزة والضفة الغربية تمثل انتهاكا صارخا لكل المعايير الإنسانية والقانونية الدولية، وتؤكد أن هذا الاحتلال الفاشي لا يحتاج الذريعة كي يمارس قتله وجرائمه بحق شعبنا وشعوب المنطقة".
البيت الأبيض: المشهد مثير للقلق الشديد
من جهته، أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن مشهد جندي إسرائيلي يركل كما هو ظاهر جثة ويسقطها عن سطح مبنى في الضفة الغربية المحتلة مثير "للقلق الشديد" مؤكداً أنه طلب تفسيراً من إسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: "شاهدنا ذلك الفيديو، ونعتبره مثيراً للقلق الشديد. إذا ثبتت صحته، فإنه يظهر بوضوح سلوكاً بغيضاً وفظيعاً من جنود محترفين".
وبموازاة حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 700 فلسطيني وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و700، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية. فيما خلفت الحرب الإسرائيلية، بدعم أميركي مطلق، على غزة أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية.
(الأناضول، رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)