أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بمنع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، الأذان عبر قطع أسلاك مكبرات الصوت داخل المسجد الأقصى المبارك قبل موعد رفع أذان صلاة العشاء، بالتزامن مع إلقاء رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت كلمة عند حائط البراق.
وأقيم احتفال الليلة في ساحة البراق ألقى خلاله بينت ومسؤولون آخرون كلمات، وسط تدابير أمنية مشددة وإغلاق كامل لمحيط البلدة القديمة من القدس ومحاور الطرق المؤدية إلى حائط البراق.
في سياق متصل، قررت سلطات الاحتلال السماح للمستوطنين، اعتباراً من بعد غد الخميس، باستئناف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بعد أن توقفت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
ويأتي ذلك وسط دعوات أطلقتها جماعات الهيكل لأوسع اقتحامات للمسجد الأقصى، تتخللها مسيرة رفع الأعلام الإسرائيلية.
على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدداً من الآبار والمناطق الأثرية في مسافر يطا، وهددت المواطنين ورعاة الأغنام من استخدامها أو العبث بها، وفق تصريحات لمسؤول لجان الحماية والصمود في مسافر يطا فؤاد عمور.
أيضا، اعتدى مستوطنون، الثلاثاء، على راعي أغنام قرب منطقة الخلال في قرية كفر مالك شرق رام الله وسط الضفة الغربية. وتوجه أهالي القرية للمنطقة لحماية الأراضي من المستوطنين وطردهم منها.
تحذيرات من المساس بالشيخ عكرمة صبري
في سياق آخر، حمّل المحامي خالد زبارقة، من طاقم محامي الدفاع عن رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن أي اعتداء على حياة الشيخ صبري من قبل متطرفين يهود، مشيرا إلى البيان الذي صدر اليوم عن عدد المحامين بهذا الخصوص.
وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، قال المحامي زبارقة: "نحن أصدرنا هذا البيان وننتظر أن يقوم الاحتلال باتخاذ إجراءات حقيقية بشأن ما يصدر من تهديدات وتحريض على الشيخ صبري، بعدها سننتظر ما الذي يمكن اتخاذه، ولكن نحن نحمل الاحتلال ومؤسساته من شرطة ومخابرات منذ الآن كل المسؤولية عن أي مساس لا سمح الله يستهدف حياة الشيخ صبري".
وأضاف زبارقة: "واضح أن هذه الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحرض اليوم وبصيغة التهديد على سماحة الشيخ عكرمة، وتدعو إلى تصفيته جسديا واغتياله، تقف من ورائها جماعات كبيرة لها تأثير على هذه الجماعات المتطرفة، وهناك خوف شديد من أن يقوم بعض المتهورين من هذه الجماعات باستهداف سماحته، خاصة أن هذا التهديد حقيقي مثل لنا بالدليل القطعي، علما بأن هذه الجماعات الإرهابية المجنونة تستعمل الإرهاب من أجل تنفيذ أجندتها المتطرفة".
وتابع: "لذلك كان علينا كطاقم محامين ندافع ونتابع ملفات الشيخ عكرمة أن نصدر هذا البيان حتى نضع جميع الأطراف عند مسؤولياتهم، سواء الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية، أو الجهات العربية والسلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي"، و"نضع الجميع أمام هذه الحقيقة" لـ"يتخذ الجميع الإجراءات اللازمة لحماية سلامة الشيخ عكرمة".
وكان طاقم محامي الشيخ عكرمة صبري أصدروا بيانا، بخصوص التحريض الممنهج ضد الشيخ صبري على منصات وصفحات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية المتطرفة في الأيام الأخيرة، وصلت إلى التحريض على قتل واغتيال الشيخ صبري، وتضمنت هذه المنشورات نشر صورة الشيخ وفوقها إشارة ترمز إلى وضعه تحت الرصد والاستهداف.
وأكد البيان أن هذه المنشورات هي منشورات تحريضية خطيرة وواضحة، وتعتبر جريمة مكتملة الأركان بذاتها، وتستوجب اعتقال مرتكبيها وناشريها وكل من يؤيدها ومن يتفاعل معها بشكل فوري، وتقديمهم للمحاكمة.
ووفق البيان، فإن مضمون هذه المنشورات يتضمن أعلى مستويات التحريض وأخطرها، بما في ذلك القتل والاغتيال، الأمر الذي يستوجب ضرورة اعتقال المسؤولين عنها فوراً ومحاسبتهم عليها.
وأدان المحامون سلوك الشرطة الإسرائيلية، وعدم اعتقالها لهؤلاء المحرضين، الأمر الذي يوفّر غطاء لهؤلاء المتطرفين، و"هو بمثابة تشجيع وضوء أخضر لهم للمزيد من التحريض، علماً أن نفس جهاز الشرطة لا يتردد في اعتقال أبناء الشعب الفلسطيني في كل فرصة ومناسبة بتهمة التحريض".