وزير الأمن الإسرائيلي يمدد إغلاق الأراضي الفلسطينية ويلغي "تسهيلات" رمضان

08 ابريل 2023
إلغاء التسهيلات لوصول فلسطينيي الضفة إلى مدينة القدس (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

قرر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم السبت، تمديد فرض الإغلاق على الأراضي الفلسطينية وإلغاء تسهيلات أقرتها وزارته سابقاً خلال شهر رمضان، حتى نهاية عيد الفصح، مساء الأربعاء المقبل.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث (رسميتان)، وفق ما نقلته "الأناضول"، أنّ "غالانت قرر تمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة بسبب الوضع الأمني"، وذلك بعد أن كان مقرراً انتهاؤه ليلة السبت الأحد.

وبحسب المصدرين، فقد أمر غالانت أيضاً بانضمام الجيش إلى قوات الشرطة في وسط إسرائيل، لمساعدتهم على حفظ الأمن.

ويشمل قرار غالانت أيضاً، إلغاء التسهيلات المصدّق عليها خلال شهر رمضان المتعلقة بوصول فلسطينيي الضفة إلى مدينة القدس.

وعادة عندما يشمل الإغلاق قطاع غزة، تغلق السلطات الإسرائيلية معبري كرم أبو سالم التجاري (جنوب)، وبيت حانون (إيريز) الخاص بحركة الأفراد (شمال) غزة.

أما في الضفة الغربية فيتم تجميد مفعول التصاريح التي يحملها العمال الفلسطينيون للعمل داخل إسرائيل، بجانب تجميد عمل بعض المعابر وإغلاق عدد من الشوارع التي تمر بالمستوطنات الإسرائيلية.

أما التسهيلات الرمضانية فتشمل السماح للنساء والأطفال والمسنين من سكان الضفة الغربية، بدخول مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى من دون الحاجة إلى تصاريح.

بن غفير يرفض منع المستوطنين من دخول الأقصى في العشر الأواخر من رمضان

من جهته، رفض وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، توصية الأجهزة الأمنية بإغلاق المسجد الأقصى أمام المستوطنين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.

ونقل موقع "القناة السابعة" التابعة للتيار الديني القومي، مساء السبت عن بن غفير قوله: "إغلاق المسجد الأقصى أمام اليهود يمثل خضوعاً للإرهاب"، قبل أن يضيف: "أقدّر كثيراً الجهات التي قدّمت هذه التوصية، لكني أرى أنّ إغلاق المسجد الأقصى يهدد المصلين اليهود في حائط المبكى، فضلاً عن أنه يمثل هدية للإرهاب"، على حد زعمه.

وذكر الموقع أنّ الأجهزة الأمنية أوصت المستوى السياسي الحاكم في تل أبيب بإغلاق المسجد الأقصى أمام المستوطنين في العشر الأواخر من رمضان، كما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة.

وفي السياق، قال المعلق العسكري لصحيفة "معاريف"، تال ليف رام، إنّ لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مؤشرات على إمكانية تفجّر مواجهات داخل المسجد الأقصى بسبب نية المعتكفين مواصلة الاعتكاف و"التحصّن فيه".

وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، لفت رام إلى أنّ التقديرات السائدة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أنّ تفجّر مواجهات في المسجد الأقصى، ستفضي إلى إطلاق صواريخ من قطاع غزة على العمق الإسرائيلي.

يأتي ذلك بالتزامن مع إصابة عدد من الشبان الفلسطينيين، السبت، في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية ببلدة الطور وسط القدس.

ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أنّ اشتباكات اندلعت في بلدة الطور وسط مدينة القدس، في أعقاب انتشار كثيف لقوات الاحتلال في أنحاء البلدة.

وقال الشهود إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت نحو الشبان، مشيرين إلى أنّ عدداً من الشبان أصيبوا بجروح طفيفة، حيث تمت معالجتهم ميدانياً.

وتشهد مدينة القدس، منذ بداية الأسبوع الماضي، توتراً في أعقاب إقدام شرطة الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى ليلاً، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه.

وأدت الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والداخل الفلسطيني، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة.

الخارجية الأردنية تحذر من "تبعات كارثية" لخرق إسرائيل الوضع التاريخي في الأقصى

في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الأردنية، يوم السبت، من التبعات الكارثية لاستمرار إسرائيل في خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة وحق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل.

وحذر الناطق الرسمي باسم الوزارة، سنان المجالي، في بيان، من أنّ "قيام قوات الشرطة بانتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين مجدداً في محاولة لتفريغه من المصلين، تمهيداً لاقتحامات كبيرة للمسجد، سيدفع الأوضاع نحو المزيد من التوتر والعنف الذي سيدفع ثمنه الجميع".

وقال إنّ الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية التصعيد في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ومسؤولية التدهور الذي سيتفاقم إن لم توقف اقتحاماتها للمسجد الأقصى وترويعها للمصلين في هذه الأيام المباركة.

وأضاف البيان أنّ "إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤون الحرم وقادرة على ضمان أمنه إذا ما أوقفت إسرائيل اعتداءاتها على الأقصى، ورفعت القيود التي تفرضها عليها وعلى طاقمها، واحترمت الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات وحق المصلين في العبادة".

وأكد البيان أنّ "الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وعلى المصلين هي التي تفجر العنف وتزيد التوتر، وأنّ وقف إسرائيل انتهاكاتها للحرم وللقانون الدولي ولحق الفلسطينيين في تأدية واجباتهم الدينية سيحول دون المزيد من التوتر".