الاحتلال يلوّح بعدوان جديد على غزة... و"حماس" مستعدة

17 يونيو 2016
ليبرمان يتوعد "حماس" بمواجهة أخيرة(جيل كوهين ماغن/فرانس برس)
+ الخط -
عاد الحديث الإسرائيلي عن شنّ عدوان جديد على قطاع غزة، بعد فترة هدوء في التصريحات والميدان، وهو ما يثير أسئلة جديّة في ظل تعاظم ما يُحكى عن ضربة قوية للقطاع، والتهديد الذي نُقل عن لسان وزير الأمن الجديد، أفيغدور ليبرمان، بأنّ المواجهة المقبلة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ستكون الأخيرة.

ووفق موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، قال ليبرمان إنّ إسرائيل لن تسمح باستمرار حرب استنزاف طويلة الأمد. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّنا "لا نبحث عن مغامرة لكن المواجهة مع حماس حتمية، وهذا تهديد متواصل يتصاعد باستمرار، وعلينا أن نكون جاهزين له". وتوحي هذه التصريحات، وأخرى تناقلتها وسائل إعلام الاحتلال، بأنّ شيئاً ما يُجهّز لغزة، خصوصاً في ظل استمرار تشكيل القطاع الإزعاج المزمن لإسرائيل، وتزامناً مع الحديث المتزايد عن مبادرات للتسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، برعاية إقليمية عربية، ودولية.

كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل قرّرت، أخيراً، بناء سور إسمنتي على امتداد الحدود مع قطاع غزة، وذلك لمواجهة خطر الأنفاق الهجومية التي تحفرها "حماس". وأشارت الصحيفة إلى أن السور سيتم بناؤه في باطن الأرض بعمق عشرات الأمتار، وأن هذا السور سيكلّف، وفق الحسابات الإسرائيلية، نحو 500 مليون دولار. ومن المقرر أن يمتد هذا السور الإسمنتي على طول 60 كيلومتراً محيطاً قطاع غزة بأكمله.

في هذا السياق، يؤكد الناشط السياسي في "حماس"، حازم قاسم لـ"العربي الجديد"، أنّ حركته لا تسعى للدخول في حرب جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، إلّا أنها لا تخشى الحرب إذا فُرضت عليها، وهي مستعدة للدفاع عن شعبها في وجه أي عدوان إسرائيلي. ويشير قاسم إلى أنّ الاحتلال يواصل عدوانه وحربه على شعبنا بأشكال مختلفة، منها استمرار حصاره للقطاع، وتدنيسه للمقدسات في القدس المحتلة، وقتل الشباب على حواجز الموت، والتضخم الاستيطاني، واستمرار اعتقال الآلاف من المناضلين، معتبراً ذلك "حربا على شعبنا".

ويلفت قاسم إلى أنّه في حال بادر العدو الصهيوني بعدوان فلن يكون أمام "حماس" والمقاومة إلّا الدفاع عن شعبها في القطاع، مشيراً إلى أنه "ليس سراً أنّ كتائب القسام تواصل تطوير قدراتها في المجالات المختلفة على مدار الساعة". ويوضح الناشط السياسي في "حماس" أنّ حركته ستعمل على تشكيل أعلى مستوى من التنسيق الميداني مع كل فصائل المقاومة العاملة على الأرض، وتحاول الترتيب مع كل الفصائل الفلسطينية للخروج بموقف موحّد في قضية كهذه، وستعمل على وضع كل القوى الإقليمية وأصدقاء الشعب الفلسطيني أمام مسؤولياتهم في حماية الشعب، ولجم عدوان الاحتلال.





ويبينّ قاسم أنّ الاحتلال الإسرائيلي واهم بأنّه يمكنه الهروب من فشله في مواجهة انتفاضة القدس، خصوصاً بعد عملية تل أبيب البطولية، بالعمل على تصعيد التهديدات على غزة، لأنّ أيّ عدوان على القطاع سيؤجج انتفاضة القدس بشكل غير مسبوق، وستصبح كل فلسطين في حالة انتفاضة، على حدّ تعبيره.

من جانبه، يرى مدير مركز "أبحاث المستقبل" في غزة، إبراهيم المدهون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ التهديدات الأخيرة لليبرمان تُعتبر خطيرة ومختلفة عن سابقاتها التي كان يطلقها قبل دخوله الحكومة الإسرائيلية وتولي منصب وزارة الأمن، والتي تُعتبر المقعد الثاني بعد رئاسة الحكومة. ويوضح المدهون أنّ هذه التصريحات لا يمكنها أن تمرّ مرور الكرام، ويجب وضعها في إطارها الصحيح الذي يحمل أبعاداً تشير لمحاولة تهيئة الرأي العام في إسرائيل، والمجتمع الدولي لعدوان جديد على قطاع غزة، سيكون أكثر عنفاً، بالمقارنة مع غيره من الحروب.

ويلفت إلى أنّ ليبرمان بدأ يحصد النجاح في فرض آرائه وأفكاره على صعيد وزارة الأمن الإسرائيلية، ومحاولة فرضها على القادة العسكريين، في ظل وجود قناعات راسخة لديه بضرورة مواجهة حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ منتصف يونيو/حزيران 2007. ويشير مدير المركز إلى أنّ ليبرمان لديه توجُّه حقيقي بضرورة مواجهة "الحركة" عسكرياً، وإسقاط حكمها في قطاع غزة، غير أنه يبيّن أن من المبكر الحديث عن مواجهة قريبة، في ظل استمرار الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، مع محاولة الاحتلال امتلاك أسلحة خاصة لمواجهة الأنفاق.

ويقول المدهون إنّ حركة حماس تتعامل مع هذه التصريحات بنوع من الحكمة والهدوء، لتجنيب الشعب الفلسطيني في القطاع عدواناً جديداً، مع استمرار ذراعها العسكرية، "كتائب القسام"، في تطوير منظومته العسكرية، وزيادة القوة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي. وينبّه إلى أنّ الممارسات الميدانية اليومية المتعلقة بالاختراقات المحدودة على الحدود، لن تؤثر بشكل كبير على تسريع أي مواجهة قريبة بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، إلّا في حال كان هناك خرق واضح لقواعد اللعبة، فستتعامل المقاومة معه بشكل مضاد، وسترد على هذا الاختراق، كما جرى قبل شهرين في المواجهات الحدودية، وفقاً للمدهون.



المساهمون