الاحتلال يعتقل 11 فلسطينياً ومستوطنون يقتحمون الأقصى وموقعاً أثرياً بالضفة الغربية

16 ديسمبر 2020
ثلاثة ممن جرى اعتقالهم ببلدة قراوة بني حسان أسرى سابقون (موسى الشاعر/ فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، 11 فلسطينياً من الضفة الغربية، بينهم فتيان، فيما واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، واقتحم مستوطنون آخرون موقعاً أثرياً بالضفة الغربية، واندلعت خلال ذلك مواجهات مع قوات الاحتلال أصيب خلالها 10 فلسطينيين بالاختناق، ونفذ آخرون اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين.

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن ثلاثة مواطنين جرى اعتقالهم من بلدة قراوة بني حسان في سلفيت، وجميعهم أسرى سابقون، وهم براء سائد عاصي، وأحمد مهيب مرعي، ومصطفى يعقوب عاصي، ومن بلدة بيت أمر في الخليل اعتقل الاحتلال الفتيين الشقيقين، حمودة زهدي عوض (16 عامًا)، وشريف (15 عامًا).

ومن بلدة يعبد في جنين، اعتقل الاحتلال الأسير السابق نضال يعقوب انفيعات، كما اعتقل مواطناً آخر من بلدة دورا القرع في رام الله، وهو محمد صبحي حمدان، إضافة إلى اعتقال ثلاثة مواطنين من نابلس، وهم عماد البظ، وحمد أبو جاموس، ومهدي أبو سير، فيما جرى احتجاز مواطن من أريحا لساعات، وهو خميس رفيق صرفندي، وأفرج عنه لاحقاً.

هاجم شبان الليلة بالزجاجات الحارقة دورية عسكرية في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع النيران في مؤخرة الدورية دون أن يبلغ عن وقوع إصابات

وذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن محمد أبو رجب من بلدة يطا جنوب الخليل الليلة الماضية، بعد مطاردة مركبته بالقرب من مستوطنة "عتنائيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين، بحجة عدم الانصياع لأوامر جيش الاحتلال بالتوقف، وتم اعتقاله والتحقيق معه.

ومن حي باب المغاربة قرب بلدة سلوان، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم المواطن محمد العجلوني وزوجته بعد مداهمة منزلهما هناك، كما اعتقلت تلك القوات الشقيقين محمد وسلطان سرحان من بلدة سلوان جنوب البلدة القديمة بعد اقتحامها لمنزلهما.

على صعيد آخر، هاجم شبان الليلة بالزجاجات الحارقة دورية عسكرية في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع النيران في مؤخرة الدورية دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وأفادت مصادر محلية في بلدة العيسوية "العربي الجديد" بأن هذا الهجوم وقع بعد مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة العيسوية، وأمطرت منازلها بالغاز المسيل للدموع.

في سياق منفصل، اقتحم 115 مستوطناً، بينهم طلبة يهود، باحات المسجد الأقصى اليوم الأربعاء، بحماية قوات الاحتلال، وذلك ضمن الاقتحامات اليومية، التي تتم بالقوة على فترتين: في الصباح وبعد الظهيرة.

ويتوقع أن ترتفع أعداد المقتحمين حتى نهاية الجولة الثانية من الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى في فترة الظهيرة. وتخلل اقتحامات الصباح للمسجد أداء طقوس تلمودية ورقصات على بوابات المسجد، خاصة عند باب السلسلة.

يأتي ذلك، في وقت ندد حاتم عبد القادر عضو مجلس الأوقاف الإسلامية، في تصريح له، بقيام المستوطنين الليلة الماضية، بوضع شمعدانين عند مدخلي باب الغوانمة وباب الناظر بحماية الاحتلال، واصفاً هذه الخطوة بالاستفزازية، ومحملاً الاحتلال تداعياتها.

إلى ذلك، حاول مستوطنان اليوم اقتحام جامع حي بئر أيوب/ سلوان، لكن تدخل الأهالي حال دون ذلك.

في هذه الأثناء، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس شمال الضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال، التي أغلقت الموقع الأثري أمام المواطنين، وفق ما أفاد به رئيس بلدية سبسطية محمد عازم في حديث لـ"العربي الجديد" .

وأكد عازم وقوع 10 إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع في صفوف الأهالي، عقب اندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان، لكن قوات الاحتلال ردت على تلك المواجهات باستهداف المنازل بقنابل الغاز، ما أوقع تلك الإصابات، واستدعيت طواقم الإسعاف للتعامل مع الإصابات.

في شأن آخر، أقدم مستوطنون، الأربعاء، على إعادة بناء غرفة استيطانية على أراضي المواطنين الفلسطينيين في منطقة البقعة المحاذية لمستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين، شرق مدينة الخليل، وخيام في بلدة حلحول شمال الخليل.

كما أقدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، على تجريف أراضٍ زراعية في منطقة فرش الهوى بالخليل.

من جانب آخر، تصدى الأهالي في قرية كيسان شرق بيت لحم جنوب الضفة، الليلة، لمجموعة من المستوطنين الذين هاجموا منازلهم بالحجارة، واشتبكوا معهم بالأيادي، قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن نائب رئيس مجلس قروي كيسان أحمد غزال.

في سياق آخر، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، على جرارين زراعيين في قرية الزبيدات شمال مدينة أريحا شرق الضفة الغربية.

تصدى الأهالي في قرية كيسان شرق بيت لحم جنوب الضفة، الليلة، لمجموعة من المستوطنين الذين هاجموا منازلهم بالحجارة، واشتبكوا معهم بالأيادي، قبل أن يلوذوا بالفرار

واقتحمت طواقم من الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، معززة بالجنود، ظهر اليوم، بلدة الرام شمالي القدس المحتلة، وهدمت منشآت وبركسات (غرفاً من الصفيح) بدعوى عدم حصول أصحابها على تراخيص منها.

آلاف المعتقلين منذ بداية كورونا

إلى ذلك، كشف نادي الأسير الفلسطيني، الأربعاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 3300 مواطن ومواطنة فلسطينيين منذ بداية انتشار فيروس "كورونا" في شهر مارس/ آذار الماضي، ولم تستثن حملات الاعتقال الأطفال والنّساء، وكبار السّن، والمرضى والجرحى.

وأكد نادي الأسير، في بيان له وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، أن الاحتلال حوّل الوباء لأداة قمع وعنف بحق الأسرى، ورغم تزايد تسجيل الإصابات في صفوفهم، لا سيما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلا أنه استمر في عمليات الاعتقال اليومية الممنهجة، والتي رافقتها عمليات عنف وقمع وترهيب بحق المعتقلين وعائلاتهم.

وذكر نادي الأسير أن أعلى نسبة اعتقالات كانت في يونيو/ حزيران الماضي، حيث وصل عدد حالات الاعتقال إلى 469، لافتًا إلى أنه ومنذ إبريل/ نيسان الماضي، سُجلت قرابة 140 إصابة بفيروس كورونا في صفوف الأسرى، وفقًا لما تم الإعلان عنه، ومتابعة المؤسسات المعنية، حيث يمكن أن تكون حالات أخرى لم يُعلن عنها، خاصة أن بنية السجون تُشكل بيئة محفزة لانتشار الوباء، عدا عن احتكار إدارة السجون للرواية الخاصة بها.

وتصاعدت عرقلة زيارات المحامين للأسرى، التي توقفت لفترة مع بداية انتشار الوباء، ثم جرى استئنافها ضمن قيود محددة، الأمر الذي وضع الأسرى في عزل مضاعف، مما شكل خطراً مضاعفًا على مصيرهم، حيث لا تزال هناك تخوفات كبيرة من احتمالية انتشار الوباء في صفوفهم بشكلٍ أوسع، خاصة بعد ما شهده سجن "جلبوع" خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأكد نادي الأسير ضرورة الضغط جديًا على إدارة سجون الاحتلال، من قبل الجهات المختصة والمؤسسات الحقوقية الدولية، خاصة الصليب الأحمر الدولي، وذلك من أجل السماح بتوفير مكالمات هاتفية للأسرى مع عائلاتهم.

وكان نادي الأسير قد استعرض جملة من الحقائق، التي رصدها على مدار الشهور الماضية، على صعيد واقع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع انتشار الوباء، منها المماطلة في توفير الإجراءات الوقائية اللازمة في أقسام الأسرى، كمواد التنظيف والتعقيم، واحتجاز العشرات من المعتقلين الجدد في مراكز توقيف لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، كما جرى في مركزي "حوارة، وعتصيون"، حيث عزلت المعتقلين لفترات تزيد على 20 يومًا في ظروف مأساوية وغير إنسانية تحت مسمى "الحجر الصحي"، واستمرت بممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، ووضعتهم في عزل مضاعف، ضمن إجراءاتها المرتبطة بالوباء؛ وحرمتهم من التواصل مع عائلاتهم بعد أن أوقفت زياراتهم لفترة، وكذلك منعتهم من لقاء المحامين.

وواصلت إدارة سجون الاحتلال بعد استئناف الزيارات عرقلة التواصل بين الأسرى وعائلاتهم ومحاميهم من جهة أخرى، متذرعة بالوباء.

وجدد نادي الأسير مطالبته بضرورة وجود لجنة طبية محايدة تشرف على الأسرى صحيًا، لا سيما في ما يتعلق بأخذ عينات الأسرى ونتائجها، والاطلاع على أماكن احتجاز المخالطين والمصابين بالفيروس، التي تسميها إدارة السجون بـ"الحجر الصحي"، واستمرار الضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السّن على وجه الخصوص، كما ودعا النادي منظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاح للأسرى، وأن يكون ذلك تحت إشراف لجنة طبية محايدة.

المساهمون