الاحتلال يزعم إحراق فلسطينيَين منزلاً في بؤرة استيطانية قرب رام الله

10 يونيو 2024
بؤرة استيطانية مقامة على أراضي قرية دير جرير، رام الله 25 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فلسطينيان يرتديان الزي العسكري أحرقا منزلًا متنقلًا في بؤرة استيطانية "سدي أفرايم" بالضفة الغربية، مستهدفين مقطورة لزوجين حديثي الزواج لم يكونا موجودين، وأعقب ذلك بحث مكثف من القوات الإسرائيلية عن المهاجمين.
- رد الجيش الإسرائيلي بعمليات تمشيط واسعة في قرية كفر نعمة، شملت اقتحامات للمنازل والمنشآت ومصادرة تسجيلات كاميرات وتفتيش هواتف، في محاولة لتعزيز الأمن والسيطرة على البؤر الاستيطانية.
- التوسع الاستيطاني والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية تثير قلق الفلسطينيين وتعتبر مصدر توتر مستمر، مع تصاعد العنف ودعوات لعمليات أمنية "عميقة" لمواجهة التهديدات من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنّ فلسطينيين يرتديان الزي العسكري أحرقا، ليل الأحد الاثنين، منزلاً متنقلاً منصوباً على شاحنة في بؤرة استيطانية تسمى "سدي أفرايم" غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (كان) عن مصادر أمنية أنّ أحدهما على الأقل كان مسلّحاً وأن البحث عنهما جارٍ.

وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أنّ المسلحين أشعلا النيران بعد أن حاولا العثور في المكان على زوجين تزوجا قبل أقل من أسبوع، لكنهما لم يكونا في الغرفة المتنقّلة في ذلك الوقت. ووفق رواية الموقع، عندما اكتشف الفلسطينيان أن المنزل خالٍ قررا إضرام النيران فيه ومغادرة المكان.

ونقل الموقع عن ضابط تحقيق في سلطة الإطفاء الإسرائيلية أنه بناء على مقطع فيديو من مكان الحادث، جرى سكب مادة قابلة للاشتعال على المبنى، وبعد ذلك جرى إشعاله.

وعلى مدار ساعات منذ صباح اليوم، تنفذ قوات كبيرة من جيش الاحتلال عمليات تمشيط في قرية كفر نعمة غرب رام الله، بحثا عن كاميرات مراقبة لمصادرة تسجيلاتها، بدعوى التحقيق في أسباب حريق المنزل المتنقل. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، باقتحام عدد من الآليات العسكرية قرية كفر نعمة نحو الساعة التاسعة من صباح اليوم، إضافة إلى عشرات الجنود المشاة، قبل انتشارهم داخل القرية بحثا عن كاميرات المراقبة.

وقال رئيس مجلس قروي كفر نعمة، رأفت خليفة، إن جيش الاحتلال واصل عمليات تمشيط على مدار عدّة ساعات في كل المنطقة المقابلة لجبل الريسان، اقتحم خلالها العديد من المحال والمنشآت لمصادرة التسجيلات. وبحسب خليفة، جرى اقتحام المدرسة الصناعية في القرية، ومصادرة تسجيلات الكاميرات منها، والتحقيق مع طاقمها الإداري وتفتيش هواتفهم النقالة، واقتحام غرف صفّية مغلقة، بعد كسر أبوابها بالقوة.

وكان مستوطنون استولوا على قمة جبل الريسان وأقاموا بؤرة استيطانية عليها في عام 2018، ما أدى حينها إلى احتجاجات فلسطينية استمرت لأشهر بمسيرات أسبوعية، أصيب خلالها العديد من الشبان.

واستشهد قرب البؤرة الشابان خالد نوفل في فبراير/شباط 2021، من قرية راس كركر المجاورة، وطارق معالي في يناير/كانون الثاني 2023، برصاص مستوطنين، بادعاء محاولتهما تنفيذ عمليات، لكن الأهالي في حينها أكدوا أن كل من يقترب من الأراضي المجاورة لهذه البؤرة يتعرض للمضايقات، رغم أنها أراض يملكها فلسطينيون ويزرعونها على مدار الوقت. ويخشى الأهالي من أطماع للمستوطنين للاستيلاء على مزيد من الأراضي حول البؤرة الاستيطانية التي تمت السيطرة على أراضيها بالقوة وبحماية جيش الاحتلال قبل سنوات.

على الجانب الآخر، علّق يسرائيل غانتس، رئيس المجلس الاستيطاني "بنيامين": "نحن نحذر منذ مدة طويلة من المخاطر التي تشكلها قرى المنطقة، والتي تواصل إخراج عمليات وتشكّل تهديداً أمنياً كبيراً على دولة إسرائيل"، داعياً الجيش الإسرائيلي إلى القيام بعملية "عميقة" في القرية التي خرج منها المسلحون. وأضاف: "سنعمل على أن تتحول سدي أفرايم إلى بلدة (مستوطنة) كبيرة".

وتشكل البؤر الاستيطانية المكونة من غرف متنقلة وتنتشر في معظم المساحات الفارغة في الضفة، المصدر الرئيسي لهجمات المستوطنين الإرهابية على القرى الفلسطينية.

وينتمى أفراد هذه البؤر إلى التنظيم الاستيطاني الإرهابي، المعروف باسم "شبيبة التلال"، والذي كان وراء هجمات حرق وقتل وتدمير استهدفت قرى فلسطينية خلال الأشهر الأخيرة.

ومن خلال هذه البؤر، استولى المستوطنون على أراضٍ واسعة للفلسطينيين ومنعوا المزارعين من الوصول إلى أراضيهم أو التنقل بحرية وأمن، وأكثر من ذلك، يشنون هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين بشكل منتظم. ويحمل المستوطنون من التنظيم الإرهابي "شبيبة التلال" أفكاراً متطرفة تقوم على طرد الفلسطينيين من كامل الضفة الغربية.

ويتخذ التنظيم مركزاً رئيسياً في سلسلة الجبال الشرقية للضفة الغربية، انطلاقاً من صحراء القدس والخليل جنوباً إلى الشريط الشرقي لمحافظة رام الله في الوسط، وصولاً إلى المناطق الجنوبية الشرقية لمحافظة نابلس شمالاً، لكنه بدأ خلال الأشهر الأخيرة في التوسع والانتشار في عمق الضفة.

المساهمون