الاحتلال يخطط لدخول المرحلة الانتقالية في غزة مع نهاية يناير

09 يناير 2024
كثف جيش الاحتلال عملياته البرية في جنوب قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة (Getty)
+ الخط -

بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، توسيع عملياته في عمق مدينة خانيونس، جنوبيّ قطاع غزة، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ مسؤولين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأميركيين بشكل خاص بأنهم يأملون استكمال الوصول إلى المرحلة الانتقالية من الحرب على غزة في نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري.

وبحسب جيش الاحتلال، فإنّ هذه المرحلة ستعتمد على عدد أقل من القوات والغارات الجوية، ويتوقع أن تركز أكثر على مهام "جراحية" تقوم بها مجموعتان أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية التي ستتحرك داخل المراكز السكانية في قطاع غزة وخارجها للعثور على قادة حركة حماس والأسرى الإسرائيليين لديها وتدمير الأنفاق.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري إنه جرى خفض القوات والغارات في منطقة شمال قطاع غزة، أما في الجنوب، فإنّ "التركيز سيكون على معاقل حماس الجنوبية والوسطى، خصوصاً في  خانيونس ودير البلح".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أنّ عدد القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من غزة انخفض إلى أقل من نصف عدد الجنود البالغ حوالى 50 ألف جندي، الذين كانوا موجودين في تلك المنطقة حتى الشهر الماضي خلال ذروة التوغل البري. 

ومع ذلك، أوضح المسؤولون الإسرائيليون للأميركيين، وفقاً للصحيفة، أنه على الرغم من أنهم يأملون إكمال الانتقال إلى المرحلة الانتقالية بحلول نهاية الشهر، إلا أن الجدول الزمني ليس ثابتاً. وقالوا إنه "إذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة أكثر صرامة مما كان متوقعاً، أو اكتشفت تهديدات لم تتوقعها، فإن حجم الانسحاب ووتيرته قد يتباطآن، ويمكن أن تستمر الضربات الجوية المكثفة".

وقالت الصحيفة إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يتعرض لضغوط سببها موقفه من الحرب، أخبر مساعديه الشهر الماضي بأنه يريد من الإسرائيليين أن ينتقلوا إلى هذه المرحلة في الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري. وقد قدم الإسرائيليون إلى الأميركيين جدولاً زمنياً خاصاً بهم للانتقال. وعند سماع ذلك، حثّ مساعدو بايدن الإسرائيليين على التحرك بسرعة أكبر.

خطط وأفكار للمرحلة الانتقالية

وقالت الصحيفة إنه مع بدء المرحلة الانتقالية، "هناك شعور متزايد بالإلحاح بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين للتوصل إلى خطط لاستعادة النظام العام والحفاظ عليه في قطاع غزة مع تسريع القوات الإسرائيلية لانسحابها".

وحول شكل إدارة قطاع غزة في هذه المرحلة، ذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين أخبروا نظراءهم الأميركيين بأنهم يتصورون وجود شبكة فضفاضة من رؤساء البلديات المحليين ومسؤولي الأمن والقادة من العائلات الفلسطينية البارزة في قطاع غزة تتدخل لتوفير الأمن الأساسي على المدى القريب في المناطق التي يعيشون فيها. ويمكن لهؤلاء القادة المحليين، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية وفرض النظام اليومي.

وذكرت الصحيفة أنه "على الرغم من أنّ العديد من هؤلاء القادة المحليين سيكون لهم على الأرجح بعض العلاقات مع حماس، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن النهج القائم على كل منطقة على حدة، جنباً إلى جنب مع مجموعات الإغاثة على الأرض، هو أفضل خيار لهم للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية وتوفير قدر من الأمن للمدنيين".

فكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات غير مرجحة

وقد طرح المسؤولون الإسرائيليون مجموعة واسعة من الأفكار الأخرى، وفقاً للصحيفة، إذ أعرب بعضهم عن أمله في أن توافق الدول العربية على إرسال قوة لحفظ السلام. وروج آخرون لفكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، ولكن بإشراف إسرائيلي على أمن القطاع. لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إن نظراءهم الإسرائيليين لم يطلبوا منهم رسمياً متابعة فكرة تشكيل قوة دولية، لأنهم يعلمون أن ذلك من غير المرجح أن يحدث.

وقالت الصحيفة إن الخطط الإسرائيلية افتقرت عموماً إلى التفاصيل، وسط خلاف عام بين أعضاء الحكومة حول مقدار السيطرة التي يجب أن تحتفظ بها إسرائيل على غزة بعد الحرب.

ومن أجل توفير الأمن في قطاع غزة على المدى المتوسط والطويل، اقترح المسؤولون الأميركيون إعادة تدريب أفراد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وقال المسؤولون إنهم يعتقدون أن هناك ما لا يقلّ عن 6000 عنصر من هذه القوات في قطاع غزة، لكن إعادة تدريبهم ستستغرق عدة أشهر، في حين أنّ من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستقبل انتشارهم أو كيف سيستقبلهم السكان المحليون، بحسب الصحيفة.