دفع الاحتلال الإسرائيلي، في الجمعة الثانية من شهر رمضان، بمزيد من قواته إلى القدس المحتلة، خاصة بلدتها القديمة ومحيطها، ما حوّل المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية تقطعها عشرات الحواجز وينتشر عليها المئات من عناصر قوات الاحتلال، بمن في ذلك عناصر بالزي المدني.
وقيدت قوات الاحتلال دخول المواطنين الفلسطينيين عند تلك الحواجز، وفرضت إجراءات أمنية مشددة، تحسباً لاندلاع مواجهات عقب صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان.
وتأتي هذه الإجراءات العسكرية بعد ليلة ساخنة بالمواجهات العنيفة بين آلاف الشبان المقدسيين من جهة، وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، أوقعت 105 مصابين في صفوف الشبان جراء إصابتهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والتعرض للضرب العنيف والوحشي من قبل جنود الاحتلال.
في حين تسببت اعتداءات المستوطنين بإصابات وأضرار لممتلكات ومنازل وحافلات، كان آخرها الاعتداء على حافلة ركاب تعمل على خط القدس مخيم شعفاط على شارع رقم 1، الذي يفصل القدس المحتلة عن تجمعات المستوطنين في القطاع الغربي من المدينة المقدسة، ما أدى إلى إصابات في صفوف المسنين من الركاب وتحطم معظم زجاج الحافلة.
كما أضرم المستوطنون النار في مركبة لمواطن فلسطيني قرب حي الشيخ جراح الذي شهد محيطه مواجهات عنيفة مع المستوطنين الذين حاولوا اجتياح الحي.
قيدت قوات الاحتلال دخول المواطنين الفلسطينيين عند تلك الحواجز، وفرضت إجراءات أمنية مشددة، تحسباً لاندلاع مواجهات عقب صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان
وكانت شرطة الاحتلال قالت، في بيان لها، عن أحداث أمس وفجر اليوم، إنها تسبب بإصابة أكثر من 20 من أفرادها.
في غضون ذلك، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين"، في بيان لها، لما يقوم به المستوطنون والجماعات اليمينية المتطرفة بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وما يقومون به من ملاحقات لأبناء الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أدى إلى مواجهات في شوارع وأزقة القدس الشريف.
وأكدت الرئاسة، في بيانها الذي أصدرته مساء الخميس، أن "القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي خط أحمر"، وناشدت المجتمع الدولي لـ"حماية أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية"، وحملت حكومة الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية كاملة عن هذا التدهور الخطير".
وقالت الرئاسة الفلسطينية: "في الوقت الذي يتصدى فيه أهلنا في القدس بصدورهم العارية لهذا العدوان، تقوم بعض الجهات المشبوهة بتزوير وتسريب أخبار مفبركة تهدف إلى الإساءة للقيادة وللقضية الفلسطينية".
من جانبه، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في بيان صحافي الليلة الماضية، اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال على المواطنين في مدينة القدس المحتلة، واصفاً تلك الاعتداءات التي أصيب خلالها عشرات الشبان بجروح بأنها "إرهاب دولة منظم، يستهدف تهويد المدينة المقدسة، وفرض وقائع زائفة فيها، والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بالاقتحامات اليومية المتكررة للمسجد الأقصى، ومحاولات إحراق كنيسة الجثمانية قبل أشهر".
وأشاد اشتية بشجاعة أهالي مدينة القدس المحتلة، وتصديهم للمستوطنين وجنود الاحتلال، وإفشال مخططاتهم التي تستهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، بما ينطوي عليه ذلك من "مخاطر تمس بمشاعر المدافعين عن مقدساتهم".
في سياق منفصل، أزال مواطنون فلسطينيون، أمس الخميس، أساسات غرفة أقامها مستوطنون في برية تقوع شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، حيث أفاد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح، لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، بأن مواطنين فوجئوا بقيام مستوطنين بنصب أساسات لتشييد غرفة خشبية في منطقة البرية، حيث قاموا بإزالتها.
من جهة ثانية، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، بإخلاء المواطنين الفلسطينيين بالقوة من مساكنهم لمدة أربعة أيام، في خربة ابزيق بالأغوار الشمالية، لإجراء تدريبات عسكرية، وفق ما ذكر مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، في تصريح صحافي.
من جهتها، أشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، في بيان مقتضب، إلى أن قوات الاحـتلال أصدرت، أمس، إخطار وقف بناء لمغسلة سيارات على مفترق جيت شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية.