هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عدة مخازن ومنشآت صناعية، كانت قد أخطرت بهدمها أواخر الشهر الماضي، في قرية دير شرف غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وشمالي القدس، فيما أخطرت بهدم منشآت أخرى في بلدة العيسوية بالقدس.
وقال مدير مكتب "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" في شمال الضفة الغربية، مراد اشتيوي لـ"العربي الجديد" إن "جرافة واحدة على الأقل شرعت بهدم ثلاث منشآت متجاورة، تقع على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي نابلس وطولكرم، بحجة البناء دون ترخيص".
وسبق أن اقتحمت قوة تابعة للاحتلال قبل نحو أسبوعين المنطقة، وسلمت أصحاب المنشآت إخطارات بإزالتها، بحجة أنها شُيدت دون ترخيص من سلطات الاحتلال، كون المنطقة مصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، الأمر الذي يقضي بضرورة الحصول على موافقة "إسرائيلية" مسبقة.
وأوضح اشتيوي أن الاحتلال استند إلى القرار العسكري رقم 1797 الذي سنّه منذ عدة سنوات فقط، ويسمح لمن يسمى بـ"مفتش المنطقة" الذي يعمل في "الإدارة المدنية الإسرائيلية" بتوجيه إخطارات محكومة بسقف زمني محدد (96 ساعة غالباً)، لأصحاب المنشآت المخالفة بنظرهم.
وتابع اشتيوي: "هذا إجراء لا نقره ولا نقر وجود الإدارة المدنية ولا نقبل بقراراتها أو صلاحياتها، علاوة على أن الوقت الممنوح قصير جداً، ولا يستطيع الشخص المُخطر إتمام الإجراءات، وبالتالي فهو إجراء شكلي، ومعظم المنشآت المخطرة جرى هدمها بعد انتهاء المهلة".
من جانب آخر، هدمت قوات الاحتلال مسكنين يعودان للشقيقين سالم ومحمد زواهرة واستولت على محتوياتهما قرب قرية مخماس شمال شرقي القدس المحتلة، تبلغ مساحة كل منهما نحو 30 متراً مربعاً، واستولت على ألواح الطاقة الشمسية التي تغذيهما، وفق مصادر صحافية.
ونفذت طواقم من بلدية الاحتلال في القدس بحماية بوليسية حملة مداهمة لمنازل في حي البستان من أحياء بلدة سلوان جنوب القدس، وسلمت أصحابها استدعاءات للمثول والتحقيق.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال فخري أبو ذياب عضو لجنة الدفاع عن حي البستان وأحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم في الحي، "إن الحملة استهدفت العديد من أصحاب المنازل التي كانت صدرت بحقهم أوامر هدم قبل عدة سنوات ولم يتم تنفيذها"، موضحاً أن هذه الاستدعاءات تشير إلى اعتزام بلدية الاحتلال في القدس تنفيذ عمليات هدم وشيكة لهذه المنازل.
كما داهمت طواقم بلدية الاحتلال في الوقت ذاته حي عبيد في بلدة العيسوية بالقدس، وسلمت عدداً من أوامر الهدم هناك، بالإضافة إلى تصوير مبان ومنشآت قيد البناء توطئة لاستصدار أوامر هدم جديدة بحقها.
وأفاد محمد أبو الحمص عضو لجنة الدفاع عن بلدة العيسوية، في حديث لـ"العربي الجديد" بأن الحملة بدأت منذ ساعات الصباح، قامت خلالها قوات الاحتلال بتسليم العديد من أوامر الهدم لم يتم حصرها حتى الآن، إضافة إلى تصوير مبانٍ أخرى.
ويقدر باحثون فلسطينيون، ومنهم أبو ذياب، إجمالي عدد المنازل المشيدة دون ترخيص، وفق إجراءات الاحتلال، في القدس قاطبة والمهددة بالهدم بنحو 25 ألف منزل، من بينها 6817 منزلاً تتوزع على أحياء بلدة سلوان: وادي حلوة، والبستان، وبطن الهوى، ووادي الربابة، ووادي ياصول، وعين اللوزة.
في غضون ذلك، استأنف عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، التي فرضت قيودا على حركة المصلين والمرابطين المتواجدين في الساحات.
ونشرت قوات الاحتلال آليات عسكرية قرب قرية تياسير شرق طوباس شمال شرقي الضفة، لإجراء تدريبات عسكرية في المنطقة.
إلى ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، إن قوات وحدة "المتسادا واليماز" التابعة لمصلحة سجون الاحتلال اقتحمت قسم أربعة في سجن جلبوع الساعة الرابعة فجرا، وأجرت حملة تفتيش وقمع واسعة في السجن مما تسبب بحالة من السخط والتوتر في صفوف الأسرى في السجن.
واستنكرت الهيئة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في المعتقلات الإسرائيلية من اقتحامات وحشية من قبل إدارة مصلحة السجون من أجل التضييق عليهم وفرض العقوبات عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم.