من المسجد الأقصى إلى حيّ الشيخ جراح، شهدت القدس المحتلة يوم أمس فصلا جديدا من تصعيد الاحتلال واعتداءاته، حيث اجتاح جنود الاحتلال المسجد واعتدوا على المصلين بالرصاص والقنابل، بموازاة مؤازرة قطعان مستوطنيهم المسلّحين في ناحية حيّ الشيخ جرّاح، قلب المدينة، من أجل اقتلاع السكّان الفلسطينيين من أرضهم وطردهم من بيوتهم، لسرقتها واحتلالها. واستدعت هذه الاعتداءات تنديدا دوليا بما يرقى إلى جريمة حرب، تضاف إلى سجلّ جرائم إسرائيل الحافل.
وصباح اليوم، دعا الاتحاد الأوروبي اليوم السبت، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى التحرك "بشكل عاجل" لوقف التصعيد في القدس المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت من المسجد الأقصى المبارك قبل صلاة فجر اليوم السبت، بعد ليلة دامية. بينما ارتفع إجمالي المصابين في مواجهات الليلة الماضية إلى 205 فلسطينيين. وتوافد المصلون إلى الأقصى، الذي فتحت جميع أبوابه، رافعين تكبيرات العيد خلال استعداداتهم لأداء صلاة الصبح.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الحصيلة النهائية لمواجهات الليلة الماضية في القدس المحتلة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن إجمالي المصابين ارتفع إلى 205 أشخاص موزعين بين الأقصى وباب العمود وحي الشيخ جراح. ونُقل 88 مصاباً إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بينما استقبل المستشفى الميداني الذي أقامه الهلال الأحمر الفلسطيني 20 مصاباً. أما باقي الإصابات، فقد جرى التعامل معها ميدانياً.
دعت موريتانيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف مسلسل التهجير والاستيطان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقالت الخارجية الموريتانية في بيان، إنها تابعت "باستياء كبير تنامي العنف في مدينة القدس الشرقية وإجراءات التهجير القسري لسكانها لصالح التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وللقرارات الأممية".
وعبرت الخارجية عن إدانتها لما يجري في القدس الشريف، داعية المجموعة الدولية للتدخل العاجل "لوقف مسلسل التهجير والاستيطان في الأرض المحتلة، ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني".
وأكد البيان على "ضرورة (إقامة) دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 من يونيو 1967 طبقا لمقتضيات النظم والقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وخطة السلام العربية".
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أنه "لا سلام من دون عدالة"، وذلك تعليقا على الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في مدينة القدس.
جاء ذلك في تغريدة لعون، بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، كل عام.
وقال عون: "في يوم القدس نزفت القدس من جديد، وستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير وسلب الحقوق هو السائد".
في يوم القدس نزفت القدس من جديد، وستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير وسلب الحقوق هو السائد، متكئاً على حماية دولية وعلى كسر قرارات أممية من دون رادع ولا محاسبة.
واذا كان السلام هو الهدف فليتذكر الجميع وبخاصة المجتمع الدولي،أن لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون احترام للحقوق
وأضاف أن هذا المبدأ "يتكئ على حماية دولية، وعلى كسر قرارات أممية من دون رادع ولا محاسبة" في إشارة لتجاوز إسرائيل قرارات الأمم المتحدة التي تنص على أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية.
وتابع عون: "إذا كان السلام هو الهدف فليتذكر الجميع وبخاصة المجتمع الدولي، أن لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون احترام للحقوق".
وشدد البيان على تنديد الرياض "بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
جريمة حرب
ومن طهران، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن بلاده "تندد بقوة بالهجوم على المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين من قبل جنود الكيان الصهيوني المحتل، وإصابة واستشهاد المصلين الفلسطينيين".
وأضاف خطيب زادة في بيان اطلع عليه "العربي الجديد" أن ما حدث في المسجد الأقصى "جريمة حرب كشفت مرة أخرى عن النزعة الإجرامية للكيان الصهيوني غير المشروع"، داعيا المجتمع الدولي إلى إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني.
ودعا المتحدث الإيراني دول العالم ولا سيما الدول الإسلامية إلى القيام "بواجبها التاريخي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد الاعتداءات الصهيونية".
دعا الاتحاد الأوروبي ، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى التحرك "بشكل عاجل" لوقف التصعيد في القدس المحتلة.
وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والأمن بيتر ستانو، في بيان صحافي، بشأن تصاعد التوترات والعنف في القدس: "على مدى الأيام الماضية، تصاعدت التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في القدس الشرقية، بشكل خطير، وشهدت الليلة الماضية، اشتباكات خطيرة في الحرم القدسي الشريف أدت إلى إصابة العديد من الجرحى".
وأكد ستانو، أن "العنف والتحريض أمر غير مقبول وتجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف"، مشيراً إلى أن "الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوترات الحالية في القدس، وضرورة تجنب أعمال التحريض حول الحرم القدسي الشريف، واحترام الوضع الراهن".
ولفت إلى أن الوضع في ما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس الشرقية يثير القلق الشديد، وهذه الأعمال غير قانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي، وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض".