تصعيد كلامي بين ماكرون وبوتين خلال محادثة مطوّلة: روسيا تريد السيطرة على كل أوكرانيا و"الأسوأ آتٍ"
أجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، محادثة مطوّلة، اليوم الخميس، هي الثالثة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها شهدت نقاشًا أكثر حدّة من الطرفين، كما ظهر في البيانات الرسمية التي أعقبتها.
وأشار تقرير نشرته وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية إلى أن المحادثات كانت "صعبة"، وتطرق فيها بوتين إلى أن أوكرانيا مارست "سبع سنوات من تخريب" اتفاقيات مينسك.
وأعرب الرئيس الروسي عن عزمه على مواصلة هجومه "بدون هوادة" ضد "القوميين" في أوكرانيا، وفق الكرملين.
وخلال هذا الاتصال، أعرب بوتين أيضا عن "عدم موافقته" على خطاب بشأن أوكرانيا ألقاه ماكرون في اليوم السابق، وهدد بأنه قد يوسّع قائمة مطالبه الطويلة أصلا من كييف خلال المحادثات، وفقا للمصدر نفسه.
ووفق رواية الرئاسة الفرنسية، فقد أبلغ بوتين نظيره الفرنسي بأن عملية الجيش الروسي تتطور "وفقا للمخطط" الذي وضعته موسكو، وأنها "ستتفاقم" إذا لم يقبل الأوكرانيون بشروطها.
وبحسب هذه الرواية، شدد بوتين على أن "الحل في أوكرانيا يمكن أن يتحقق فقط عبر الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، وتطهير الدولة الأوكرانية من النزعة العسكرية والنازية"، إضافة إلى "ضمان وضعها المحايد، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشروعة لروسيا في مجال الأمن"، وفق البيان.
وتابع المصدر قائلا: "سمح الاتصال لرئيس الجمهورية بإثارة النقاط الخلافية مع روسيا مجددا والتماس اللجوء للبدائل الدبلوماسية للعملية العسكرية، ولإبلاغ الرئيس بوتين بحقيقة نظرتنا للحرب في أوكرانيا، والعواقب التي ستتحملها روسيا على المدى البعيد".
وقال مسؤول فرنسي إن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه ارتكب "خطأ فادحا" في حق أوكرانيا، وأنه "يخدع نفسه" بشأن الحكومة في كييف، وأن الحرب ستكلف روسيا غاليا على المدى الطويل.
وقال المسؤول، وفق ما أوردته "رويترز"، إن بوتين أكد، في الاتصال الهاتفي الذي بادر به اليوم الخميس، تصميمه على "تحييد أوكرانيا ونزع سلاحها، سواء دبلوماسيا أو عسكريا".
وقال مستشار الرئيس الفرنسي: "لم يتضمن ما قاله الرئيس بوتين أي شيء يمكن أن يطمئننا"، وأضاف أن بوتين أكد "روايته" بأنه يسعى إلى "القضاء على نفوذ النازيين في أوكرانيا".
وأفاد بأن ماكرون قال لبوتين: "أنت تكذب على نفسك.. ذلك سيكلف بلدك غاليا وسينتهي الأمر ببلادك بعزلة وضعف، وتحت طائلة العقوبات لفترة طويلة جدا".
وبحسب الإليزيه، فقد أعرب الرئيس الفرنسي عن اعتقاده بأن "الأسوأ لم يأت بعد" في أوكرانيا بعد محادثاته الهاتفية مع نظيره الروسي، الذي أبلغه بأن الهدف من غزو أوكرانيا هو "السيطرة" على كل البلاد.