أفادت مصادر يمنية "العربي الجديد"، بأن طائرتين عمانيتين وصلتا إلى مطار صنعاء الدولي، عصر الأربعاء، وعلى متنهما 240 جريحا من القيادات العسكرية البارزة بجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، بعد استكمال رحلة علاجهم، وذلك في صفقة تم بموجبها الإفراج عن رهينتين أميركيتين.
وأكدت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن سلطنة عمان هي التي رعت الصفقة بين الولايات المتحدة الأميركية والحوثيين، والتي تقضي بالإفراج عن رهينتين أميركيتين مقابل سماح التحالف السعودي الإماراتي بعودة 240 عالقا حوثيا، أغلبهم جرحى حرب كانوا يتلقون العلاج بالخارج منذ قرابة عامين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، سمح التحالف السعودي الإماراتي بنقل عشرات الجرحى من الحالات المستعصية من صنعاء إلى سلطنة عمان لتلقي العلاج، ضمن تفاهمات رعتها حينذاك الأمم المتحدة بهدف بناء الثقة بين الطرفين، لكنه لم يتم السماح لهم بالعودة منذ ذلك التاريخ.
ولم تكشف المصادر عن هوية تلك الشخصيات والأماكن التي تلقت العلاج فيها، لكن وسائل إعلام تابعة للحوثيين كانت قد ذكرت في وقت سابق أن سلطنة عمان تكفلت قبل عامين بعلاج جزء من الجرحى فيما تم نقل البقية إلى إيران، أبرز الحلفاء الإقليميين للجماعة.
ووفقا للمصادر، فقد أقلت طائرة عمانية، أثناء عودتها من مطار صنعاء، رهينتين أميركيتين باتجاه مسقط، كجزء من الصفقة غير المعلنة بين جماعة الحوثيين والتحالف السعودي الإماراتي بناء على ضغوط أميركية، وهو ما أكدته صحيفة "وول ستريت جورنال" أيضا.
ولم تعلن سلطنة عمان على الفور نقل الرهائن، كما لم تعلن جماعة الحوثيين رسميا عن الإفراج عن الرهينتين، واكتفى كبير المفاوضين بالجماعة، محمد عبدالسلام، بالكشف عن عودة 240 شخصا قال إنهم جرحى وعالقون بالخارج.
بفضل الله وعونه وصل إلى صنعاء ما يقارب 240 شخصاً من أبناء الوطن ما بين جريح وعالق على متن طائرتين عمانيتين من بينهم الجرحى الذين خرجوا الى مسقط أثناء مشاورات السويد ولم تقم الأمم المتحدة بإعادتهم وفقا للاتفاق.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) October 14, 2020
الشكر والتقدير لسلطنة عمان على جهودها الانسانية مع الشعب اليمني .
وذكر عبدالسلام، في تدوينة على "تويتر"، أن ما يقارب 240 شخصا، ما بين جريح وعالق، عادوا إلى صنعاء على متن طائرتين عمانيتين من بينهم الجرحى الذين خرجوا إلى مسقط أثناء مشاورات السويد ولم تقم الأمم المتحدة بإعادتهم وفقا للاتفاق.
ولا تُعرف على وجه الدقة المدة التي قضتها الرهينتان الأميركيتان لدى جماعة الحوثيين بصنعاء، فيما ذكرت مصادر متطابقة أن عاملا بالإغاثة، احتجزته السلطات الحوثية قبل 3 سنوات كان إحدى الرهينتين.
وكان كبير المفاوضين الحوثيين في ملف الأسرى والمعتقلين، عبد القادر المرتضى، قد أعلن منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أن لدى جماعته الكثير من الأوراق التي تمكنها من استعادة جميع الأسرى والعالقين بالخارج، ومن المرجح أن الرهائن الأميركيين والطيارين السعوديين، الذين يوجدون لديها بصنعاء، هم من بين أبرز تلك الأوراق.
نقل جرحى سعوديين من صنعاء
وشملت الصفقة أيضا، نقل جرحى من قوات التحالف السعودي الإماراتي كانوا أسرى لدى الحوثيين، في ذات الطائرة التي أقلت الرهينتين الأميركيتين من مطار صنعاء الدولي مساء الأربعاء.
وأوردت وكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للحوثيين، أن العديد من جرحى التحالف السعودي الإماراتي، غادروا مطار صنعاء متوجهين إلى سلطنة عمان لتلقي العلاج، دون الكشف عن رقم محدد.
ويبدو أن الإفراج عن الجرحى السعوديين، جاء كمنحة حوثية للتحالف السعودي الإماراتي بهدف تسهيل عودة العدد الكبير من جرحاهم، والسماح للطائرات العمانية بالهبوط في مطار صنعاء.
وكانت جماعة الحوثي قد أبدت استعدادها، في وقت سابق، للإفراج عن 7 من الجرحى السعوديين الذين تم أسرهم في الشريط الحدودي، كمبادرة إنسانية.
وتأتي الصفقة عشية عملية مرتقبة لتبادل 1081 أسيرا بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، تنفيذا لتفاهمات تمت في جنيف منتصف الشهر الماضي.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر استكملت كافة الترتيبات لعملية تبادل الأسرى التي تشمل أيضا 15 جنديا سعوديا و4 جنود سودانيين.