الإرهاب مستمر في العراق: أكثر من 600 ضحية سنوياً

29 ابريل 2021
"داعش" تمكن أخيراً من إعادة الهجمات والتفجيرات إلى قلب العاصمة بغداد (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، الأربعاء، أنّ أعداد الضحايا من العراقيين الذين سقطوا نتيجة العمليات "الإرهابية" خلال عامي 2019 و2020 زادت على 1200 ضحية، محذرة من أنّ "الرقم كبير وخطير ويستدعي معالجات سريعة".

وعلى الرغم من إعلان الحكومة العراقية تحرير أراضي البلاد كافة منذ نهاية عام 2017 من تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أنّ القوات العراقية لم تستطع بعد إنهاء بقايا التنظيم، التي تنشط على فترات في المناطق المحررة، وتنفذ أعمال عنف شبه مستمرة توقع قتلى وجرحى من القوات الأمنية والمدنيين.

وقال عضو اللجنة، علي البياتي، في تصريح صحافي، إنّ "الإرهاب عاد ليستهدف من جديد المحافظات التي كانت سابقاً مسرح عملياته، فلا يكاد يخلو يوم من دون عمليات إرهابية وضحايا جدد"، مبيناً أنّ "أعداد الضحايا سنوياً بسبب الإرهاب تتجاوز 600 شخص، حيث إنّ نسبة 5-4% من الوفيات في العراق تكون بسبب العمليات الإرهابية، وهذه نسبة عالية وتحتاج إلى معالجة حقيقية".

ودعا البياتي إلى ضرورة "إيجاد معالجات حقيقية في مكافحة الإرهاب، تعتمد الآليات الدولية والتغيير في الاستراتيجيات التقليدية المعمول بها"، مؤكداً أنّ "الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب تتحدث عن أربعة أركان أساسية كفيلة بالقضاء على الإرهاب، هي معالجة الأوضاع التي تساعد على انتشاره، ومنع التطرف ومكافحته، وبناء قدرات الدولة، واحترام حقوق الإنسان".

واعتبر أنّ "ضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، ركنان أساسيان لمكافحة الإرهاب، لكن جزءاً يسيراً من هذه الفقرات حققت في العراق، رغم أنه من أكثر الدول التي تضررت من الإرهاب، والأموال التي صرفت في هذا المجال كبيرة".

وتنفذ القوات العراقية عمليات متسارعة تحاول من خلالها إنهاء تحركات "داعش" وإحباط خططه.

من جهته، أكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة العراقية، أنّ "الإرهاب في العراق ما زال خطيراً، على الرغم من الضربات المتسارعة التي تنفذها القوات العراقية في المحافظات المحررة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، بقوله: "أستطيع أن أقول إن العمليات الأمنية العراقية حجمت كثيراً من تحركات بقايا التنظيم، الذي لا يستطيع العودة كما كان من السيطرة على مناطق معينة، إلا أنه مع ذلك ينفذ هجمات هنا وهناك، ويتحرك بتكتيكات معينة يحقق من خلالها ضربات وهجمات غالباً ما تسبب ضحايا".

وأشار الضابط إلى أنّ "القوات العراقية تحدّث بشكل مستمر خططها، وتستعين أحياناً بطيران التحالف الدولي بضرب تحركات بقايا التنظيم، إلا أن أسلوب العصابات الذي تنفذه بقايا التنظيم، من خلال الضربات المتسارعة، ومن ثم الفرار، يحقق له أهدافه بإيقاع خسائر بين المدنيين أحياناً، وعناصر الأمن"، مضيفاً: "نأمل من خلال خططنا الأخيرة، التي تتضمن توسيع دائرة الهجمات وتنفيذ الضربات المتسارعة، أن تحدّ من تحركات التنظيم، وأن تسهم بفرض الأمن".

ولفت إلى أنّ "الحكومة العراقية تمنح الملف الأمني أولوية أولى، وأن رئيس الوزراء يشرف بنفسه على الخطط الأمنية ونتائجها، ونأمل إنهاء بقايا التنظيم وبسط السيطرة الأمنية في عموم البلاد".

يشار إلى أنّ "داعش" تمكّن أخيراً من إعادة الهجمات والتفجيرات إلى قلب العاصمة بغداد، إذ استطاع أن يوقع خسائر كبيرة من خلالها.

المساهمون