اعتبرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية أن اللقاء الثلاثي الذي عقد يوم الأربعاء في العاصمة الروسية موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري "لا يخدم الشعب السوري"، وطالبت في الوقت ذاته بكشف تفاصيل اللقاء الثلاثي.
وقال بدران جيا كرد، الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، إن اللقاء "يأتي في سياق الحفاظ على المصالح الروسية التركية أكثر من السورية".
واعتبر كرد أن هذه اللقاءات "عبارة عن محاولات وجهود لترسيخ أقدام الرئيس التركي وحزبه في السلطة عشية الانتخابات المقبلة"، وقال إن أردوغان "سيستخدم كافة أوراقه في سبيل بقائه في السلطة، ما يؤدي لاستمرار سياساته المُعادية المتمثلة في القتل والتدمير والإبادة للكرد وشعوب المنطقة"، بحسب ما نشر موقع الإدارة الذاتية الخميس.
وتوقع أن هذه اللقاءات "ستتطوّر إلى مرحلة جديدة من الصفقات والخُطط المعادية لمصالح الشعب السوري بكافّة مكوناته، وفي المقدمة ضرب مكتسبات شعوب شمال وشرق سورية، وبذل مزيد من الجهود لإحياء اتفاقية أضنة التي كانت مُجحفة جائرة بحق شعوب المنطقة".
أمّا بخصوص القضايا التي جرت مناقشتها خلال اللقاء حول مكافحة الإرهاب وقضية اللاجئين والحل السياسي والاستقرار، فقال كرد: "نرى أن المرحلة القادمة ستكون متوترة أكثر نتيجة هذه التفاهمات، حيث ستدفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد والتوتّر وانتعاش المجموعات الإرهابية المتطرفة، والتفاف كامل لكل الجهود الدولية والمحلية المتعلقة بالمحادثات والحوار من أجل الحل".
وحذر المسؤول الكردي من أن تجر تركيا النظام السوري وتشاركه في خططها "التدميرية" تجاه شمال وشرق سورية، وقال إن حصل ذلك "فسيكون خطراً كبيراً على الجميع، ويدفع المنطقة إلى فوضى شاملة ويُعيد الصراع السوري إلى المربع الأول".
كما طالب في الوقت ذاته بشكل رسمي روسيا والنظام السوري بكشف فحوى هذه اللقاءات الأمنية والعسكرية، وحذر من أي اتفاق على حساب المصلحة الوطنية السورية، وقال: "إن حصل، فستصطدم كل تلك التفاهمات بموقف وإرادة السوريين الرافضة بشكل كامل".
من جانبه، قال سيهانوك ديبو، عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هذا اللقاء "لا يخدم القضية السورية، بل سيعقد الأمور نحو المزيد من الانسداد، ويزيد الانسداد والتأزيم الحالي".
وأضاف: "اللقاء يخدم أجندة تركية خاصة متعلقة بإبقاء أردوغان في الحكم، وكذلك حزبه. وهذا يعني دوام احتلال تركيا مناطق من سورية. وتصريح وزير خارجية تركيا الأخير يؤكد أن احتلالهم مستمر".
كما أكد ديبو أن "الإدارة الذاتية" مع كل علاقة "تنطلق من إرادة الشعوب، وتعزز السلام والأمن، بعكس مقاربة أنقرة على أساس مشروع العثمانية الجديدة". معتبرا أن ما تفعله أنقرة أو تعلنه من طريق للتطبيع مع دول الجوار هي "مسألة مؤقتة ومادة انتخابية تنتهي مع حلول الانتخابات التركية القادمة".
ما تفعله أنقرة أو تعلنه من طريق للتطبيع مع دول الجوار هي "مسألة مؤقتة ومادة انتخابية تنتهي مع حلول الانتخابات التركية القادمة
كما أنها محاولة قصوى ضد حل الأزمة السورية وفق القرار الدولي 2254، الذي ترجمته الفعلية أو الترجمة الواقعية له "نموذج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية نموذجا فعالا ضد الإرهاب التي غذته وتورطت فيه أنقرة إلى اللحظة، وفي الوقت نفسه، بديل نظام الاستبداد المركزي".
وختم بالقول: "كان من الأولى على موسكو رعاية حوار حقيقي بين الإدارة الذاتية وأطراف وطنية معارضة أخرى من طرف والسلطة في دمشق. رغم ذلك، نجد أن حجم التناقضات باتت كبيرة، وأكبر بكثير من رغبة معينة تحاول تسجيل نقاط لصالح أجندتها المباعدة لإرادة السوريين وتطلعاتهم المشروعة في التحول والتغيير الديمقراطي".
وكانت صحيفة "خبر تورك" التركية قد كشفت، الخميس، أن اللقاء الوزاري الأمني الذي عقد في موسكو أمس، وجمع روسيا وتركيا والنظام السوري، تناول مسألتي عودة اللاجئين و"حزب العمال الكردستاني".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها " توصلت تركيا وروسيا والنظام إلى نقاط مشتركة في 7 عناوين، تتعلق بمسألة التنظيمات المسلحة وحزب العمال، من أصل 9 عناوين".