الأمن المغربي يجهض مخططاً إرهابياً ويعتقل 5 أشخاص

06 أكتوبر 2021
انخرط أعضاء الخلية في حملة للاستقطاب والتجنيد لتعزيز صفوفهم (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات المغربية، اليوم الأربعاء، إجهاض مخطط إرهابي وشيك بعد اعتقال خلية متطرفة تنشط في مدينة طنجة (شماليّ المغرب)، تتكون من خمسة أشخاص موالين لتنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية).

وكشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية (مكلف محاربة الإرهاب)، عن أن عمليات التدخل التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بشكل متزامن بمدينة طنجة، أدت إلى توقيف "الأمير" المزعوم لهذه الخلية الإرهابية الذي أبدى مقاومة عنيفة، ما اضطر عناصر التدخل إلى إطلاق قنابل صوتية للإنذار وتحييد الخطر، كذلك ضُبط أربعة أعضاء آخرين متشبعين بالفكر التكفيري، ويحملون مشروعاً إرهابياً له امتدادات عابرة للحدود الوطنية.

وأوضح المكتب المركزي، في بيان اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، أن عناصر القوة الخاصة حرصت خلال عملية التدخل في منزل متزعم هذه الخلية الإرهابية، على إجلاء وتأمين أفراد أسرة المعنيّ بالأمر والسكان المجاورين، بغرض ضمان سلامتهم ودرء المخاطر الناشئة عن إمكانية وقوع أي تفجير محتمل، خصوصاً بعدما كشفت إجراءات التفتيش والمسح المكاني عن وجود قارورة وزجاجات من أحجام مختلفة تضم حمض النيتريك وسوائل كيميائية مشكوكاً فيها، وكميات من المسامير والأسلاك الكهربائية، وست زجاجات غاز من الحجم الصغير، يشتبه في تسخيرها لأغراض إعداد متفجرات تقليدية الصنع.

كما جرى أيضاً، وفق المصدر ذاته، حجز علم كبير يحمل شعار تنظيم "داعش"، وملابس شبه عسكرية، وأسلحة بيضاء من أحجام مختلفة، من بينها قاطعات حادة وسيف من الحجم الكبير، ومعدات ودعامات معلوماتية، فضلاً عن مطبوعات وصور لعدنان "أبو الوليد الصحراوي"، القيادي السابق في تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل والصحراء.

وبحسب المعلومات الأولية للبحث، فإن أعضاء هذه الخلية الإرهابية انخرطوا في حملة للاستقطاب والتجنيد لتعزيز صفوفهم، واقتنوا العديد من المستلزمات والمستحضرات التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، بعد عملية اكتتاب داخلي لجمع المال اللازم، وذلك تحضيراً للقيام بعمليات للتفجير عن بعد، كانت قد حددت كأهداف لها مقرات وشخصيات أمنية، وكذلك محلات عمومية تستقبل مواطنين مغاربة وأجانب.

وقال المكتب إن الخلية الإرهابية راهنت في صنع المتفجرات والعبوات الناسفة وإعدادها، على التكوين التقني لأحد أعضائها، كتقني متخصص في الكهرباء ويعمل في مجال الربط بالكاميرا، والذي كشفت الأبحاث المنجزة عن أنه كان يجري تجارب محاكاة على صناعة المتفجرات بالاعتماد على التقنيات والتطبيقات التي توفرها بعض المواقع المعلوماتية المتطرفة على شبكة الإنترنت.

وأشارت المعلومات الأولية للبحث، وفق المصدر ذاته، إلى أن "أمير" هذه الخلية الإرهابية كان قد دخل في عدة اتصالات مع قياديين بارزين في تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء، من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل مشاريعه الإرهابية، وكذلك ضمان الإمدادات المحتملة بالسلاح وغيره من المعدات اللوجستية الضرورية للعمليات الإرهابية.

ويؤشر تفكيك هذه الخلية الإرهابية، مرة أخرى، إلى استمرار مخاطر التهديد الإرهابي، من خلال سعي بعض التنظيمات المتطرفة لمحاولة ارتكاب عمليات تخريبية من شأنها المساس الخطير بالنظام العام، كذلك فإنه يؤكد مدى جاهزية المصالح الأمنية المغربية للتصدي لهذه المخاطر والتهديدات بما يضمن المحافظة على أمن الوطن وصون سلامة المواطنات والمواطنين، يقول المكتب المركزي.

وكان المغرب قد أعلن، في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي، اعتقال خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش"، تضم ثلاثة أشخاص متشبعين بالفكر المتطرف، ينشطون في مدينة الرشيدية (جنوب شرقيّ المغرب)، ويبلغون من العمر على التوالي 37 و27 و21 سنة. وفي الـ 22 من الشهر نفسه، اعتُقل 4 أشخاص آخرين من الخلية نفسها.

وتواجه السلطات المغربية في حربها ضد الإرهاب، تحديات متزايدة بفعل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والعدوان الخارجي والتدخل الأجنبي، فضلاً عن التطور السريع الذي عرفه الإرهاب الإلكتروني.

وتمكّنت السلطات الأمنية المغربية منذ تفجيرات 16 مايو/أيار 2003 الإرهابية، من اعتقال مجموعة من 210 خلايا إرهابية، على خلفية توقيف ما يزيد على 4304 أشخاص منها. ومنذ عام 2013، اعتقلت 88 خلية على ارتباط وطيد بالمجموعات الإرهابية في العراق وسورية، ولا سيما تنظيم "داعش"، وأُحبِط ما يزيد على 500 مشروع تخريبي.

وتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من إيقاف 1347 شخصاً، في إطار قضايا الإرهاب، منهم 54 شخصاً من ذوي السوابق القضائية، و14 امرأة و34 قاصراً.

ومنذ صدمة أحداث الدار البيضاء الإرهابية، التي جاءت في سياق دولي متسم بارتفاع تحدي الجماعات المتطرفة، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، سارعت الأجهزة الأمنية المغربية إلى تغيير تعاملها مع خطر الإرهاب، باعتماد مقاربة استباقية، كان من ملامحها الرئيسة تفكيك الخلايا الإرهابية قبل وصولها إلى مرحلة التنفيذ.