الأمن الفلسطيني يقمع مسيرة الشهيد الكيال في نابلس

13 ديسمبر 2021
الإشكال الأمني في الضفة الغربية يأتي بعد إشكال آخر في مخيم برج الشمالي (العربي الجديد)
+ الخط -

قمعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اليوم الاثنين، جنازة الشهيد الفلسطيني جميل الكيال، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وفور وصول مسيرة التشييع إلى دوار الشهداء، وهو مركز مدينة نابلس، محمولا على الأكتاف، ظهر مسلحون ملثمون محسوبون على كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، حيث أطلقوا الرصاص في الهواء، في ظل وجود قوات الأمن الفلسطيني، التي ردت، أيضا، بإطلاق النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في الجنازة.

ووفق مراسل "العربي الجديد"،الذي كان موجوداً في الموقع، فقد حدثت حالة من الفوضى العارمة، وبدأ الناس يركضون في الاتجاهات المختلفة هروبا من الرصاص والغاز المسيل للدموع الذي أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.
في هذا الوقت، كان عدد قليل من المشيعين ما يزال يحمل جثمان الشهيد، حيث حاولوا تأدية الصلاة على جثمانه، لكن كثافة النيران والغاز حالت دون ذلك، فنقلوا الجثمان إلى داخل أزقة البلدة القديمة في نابلس، ومن هناك جرى نقله إلى المقبرة لمواراته الثرى.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن اتفاقا ضمنيا كان يقضي بعدم ظهور مسلحين في الجنازة، لكن وجود قوات الأمن الفلسطيني على مسافة قريبة من جنازة الشهيد استفز الشبان الذين أطلقوا الرصاص في الهواء.
من جهته، استنكر عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس محمد دويكات، في حديث لـ"العربي الجديد"، قمع الأمن الفلسطيني مسيرة التشييع، وقال إن ظهور مسلحين لا يتم التعامل معه بهذه الطريقة.
وتابع المصري "لا يمكن أن يمر هذا الحدث مرور الكرام، سنتابعه مع الجهات المختصة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى وقوعه، وضمان عدم تكراره".
ومع الإعلان عن استشهاد الكيال منتصف الليلة الفائتة، دعت قيادات في حركة فتح عبر سماعات المساجد في نابلس إلى الإضراب والحداد، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، وجرى تعطيل الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة.
وأحدثت هذه الدعوة ارتباكا شديدا، خاصة أنها لم تصدر عن الجهات الرسمية ممثلة بالحكومة أو محافظة نابلس.
وتعليقا على ذلك، أكد محافظ نابلس إبراهيم رمضان، في تصريحات صحافية، أن القرارات التي تخصّ الحالة العامة إنما تصدر عن المؤسسات الرسمية، ونحن ملتزمون بقرار لجنة التنسيق الفصائلي الذي صدر عبر كل وسائل الإعلام المحلي بحالة الحداد، من دون تعطيل مفاصل الحياة الاقتصادية أو الأكاديمية.
وقال رمضان إن ما حدث من إرباك فجر اليوم نتيجته أن الحدث وقع مبكرًا، واجتهد فيه بعض الشباب القياديين بإعلان الإضراب الشامل.
وأضاف المحافظ أن تعزيز حياة المواطنين والحالة الوطنية إنما يتأتى من استمرار تعزيز صموده واستمرار حالة الاشتباك، من دون الحاجة لتعطّل المسيرة التعليمية التي يحاول الاحتلال النيل منها ومن كل تفاصيل الحالة المعيشية الأخرى في المجتمع.
من جهته، أعرب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية الشيخ خضر عدنان عن رفضه المعالجات الأمنية المؤسفة، "والزج بعناصر الأمن في مواجهة جماهير الشعب الفلسطيني في جنازات الشهداء ومهرجانات استقبال الأسرى المحررين".
وتابع عدنان لـ"العربي الجديد" قائلا "إن استهداف السلطة موكب تشييع جثمان الشهيد جميل الكيال بالقنابل الغازية، مشهد تقشعر له الأبدان، إذ كاد نعش الشهيد الكيال يسقط أرضا بعد هجوم السلطة".
وأضاف عدنان "تغوّل السلطة لم يتوقف بقتلهم نزار بنات، والآن استهداف مواكب تشييع الشهداء، فهل المُراد أن نصل بحالات مماثلة إلى قتل جماعي وإرهاب لشعبنا، نحن لا نعيش بعيدين عن الاحتلال وأدواته، ونخشى تكرار ما حصل في لبنان، أمس، بالضفة الغربية".

وكان الكيال قد استشهد، فجر اليوم الاثنين، خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، وأعلنت مصادر طبية داخل مستشفى نابلس التخصصي أن الكيال (32 عاما) استشهد بعد مدة قصيرة من نقله إلى المستشفى، ووصفت إصابته بالحرجة كونها بالمنطقة العلوية من جسده.

كما قال مصدر طبي إن الكيال استشهد عقب إصابته بالرصاص الحي في رأسه.

المساهمون