الأمن العراقي يستبق تظاهرات السبت بمداهمات تفتيش تستهدف مقار الناشطين والصحافيين

30 سبتمبر 2022
يستعد عراقيون لإحياء ذكرى احتجاجات أكتوبر العام الماضي (Getty)
+ الخط -

تنفذ القوات العراقية، منذ فجر اليوم الجمعة، حملة تفتيش واقتحام طاولت عشرات المنازل والمقار والمكاتب الخاصة بالصحافيين والناشطين في العاصمة بغداد، بحثا عن منشورات ويافطات وشعارات مطبوعة قد تُستخدم في التظاهرات التي من المقرر أن تنطلق يوم غد السبت إحياء للذكرى الثالثة لاندلاع تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019، التي يصنفها مراقبون أنها "انتفاضة" عمّت مدن جنوب ووسط العراق وبغداد.

واتفق المتظاهرون من مختلف مدن وسط وجنوب البلاد، بمشاركة من ناشطي محافظتي صلاح الدين وديالى، على الخروج في احتجاجات تحمل مطالب شعبية أساسية، أهمها حصر السلاح المتفلت ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وتداول ناشطون مقاطع مصورة وصورا أظهرت اقتحام قوات الأمن مقر رئيسة الحركة المدنية الوطنية النائبة السابقة شروق العبايجي، وهي من الشخصيات الفاعلة في الحراك الشعبي والمساندة تظاهرات "تشرين". وكما ظهر في الصور، فإن قوات الأمن أقدمت على مصادرة بعض الممتلكات، ومنها صور خاصة بقتلى التظاهرات، فضلا عن سحب جواز سفر العبايجي.

وقالت العبايجي، لـ"العربي الجديد"، إن المقر التابع لهم في حي الكرادة القريب من المنطقة الخضراء "تعرض لاقتحام من قبل قوات أمن نظامية، أقدمت على مصادرة بعض الصور والشعارات المطبوعة في سبيل استخدامها يوم غد في ذكرى تشرين"، معتبرة ذلك "استفزازا للمتظاهرين والناشطين، وهي تصرفات غير مقبولة".

وفي حي الصالحية القريب من المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، أقدمت قوات الأمن على تفتيش مقار بعض المنظمات المحلية ومقار الصحافيين والناشطين، وفروع منظمات أجنبية، بحجة البحث عن سلاح، إلا أن مصادر أمنية من داخل فرق التفتيش أكدت أن "الحملة تهدف إلى البحث عن فرق تنوي اقتحام المنطقة الخضراء بالسلاح".

وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن "العملية الأمنية لم تنجح ولم تعثر القوات على أي أسلحة في مقار الناشطين والصحافيين"، مبيناً أن "الموقف الرسمي قد يصدر مساء اليوم، ليشرح أسباب العملية الأمنية".

الصحافي والناشط علي إسماعيل أكد، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الأمن اقتحمت شقته في حي الصالحية، وطلبت منه الكشف عن مكان الأسلحة، مع العلم أن الشقة تخلو من أي سلاح، وهي أشبه بمقر عمل صحافي"، معتبراً أن "قوات الأمن لم تتعامل معه بطريقة جيدة، وسألته عن مشاركته في الاحتجاجات المقبلة، وقضايا شخصية أخرى".

من جانبها، عدت رئيس حراك "الجيل الجديد" سروة عبد الواحد، في تغريدة لها، مداهمة منزل العبايچي "أمرا معيبا بحق دولة تعتبر نفسها ديمقراطية"، مستدركة بالقول إن "الأحزاب الناشئة والمدنية، ومنها الحركة المدنية، لا تملك مليشيات أو سلاحا، أو ربما أصبح صوتهم يخيفكم ويختل منه توازنكم العقلي!".

يجري ذلك وسط استمرار حالة التأهب الأمني في العاصمة العراقية بغداد، والتي من المفترض أن تشهد يوم غد السبت تظاهرات احتجاجية.

واندلعت التظاهرات العراقية في الأول من أكتوبر/تشرين الثاني 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة، قبل أن تنفجر بشكل واسع في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه.

وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لا سيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ"الطرف الثالث"، على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 800 متظاهر وإصابة أكثر من 27 ألفاً، في وقت لم تُحاسَب فيه أي جهة متورطة في هذه الأعمال.

المساهمون