قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، الجمعة، إنه "وعلى الرغم من مضي خمسة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا لكن لا بوادر لنهايتها في المستقبل القريب، بدلاً من ذلك، اشتد القتال".
ووصفت الاتفاقية الموقعة في 22 يوليو/تموز في إسطنبول لتسهيل النقل الآمن للحبوب والمواد الغذائية من موانئ أوديسا وتشرن ومورسك ويوجني الأوكرانية بـ"منارة أمل" للبشرية. وأكدت أنّ هذه الاتفاقية الإنسانية ستساعد "إلى جانب التفاهم بين الاتحاد الروسي والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن تعزيز وصول المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، في سد فجوة الإمدادات الغذائية العالمية وخفض الأسعار المرتفعة".
وشددت المسؤولة الأممية على أنّ "الأطراف التزمت بضمان وصول الحبوب للأسواق العالمية". وشددت في الوقت ذاته على أنّ نجاح المبادرة يرتكز على "تجنب حوادث مثل الضربات الأخيرة على أوديسا وخلق ظروف مؤاتية". وذكّرت، في الوقت ذاته، الدول الأعضاء بالتزام الأمم المتحدة بوحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية.
وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية، خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، خلال اجتماع له لنقاش الوضع في أوكرانيا.
وتوقعت المسؤولة الأممية أن تزداد حدة القتال في عدد من المناطق. وعبرت في الوقت ذاته عن أسفها لتوقف الحوار السياسي.
وحول الوضع الإنساني أشارت إلى تقديم الأمم المتحدة لمساعدة إنسانية لقرابة 11 مليون أوكراني. وأشارت إلى نزوح قرابة 5 ملايين لاجئ أوكراني لأوروبا ناهيك عن النازحين داخلياً. وقالت إنّ الأمم المتحدة تمكنت من التحقق من إصابة أكثر من 12 ألف مدني أوكراني، من بينهم أكثر من 5 آلاف قتيل و7 آلاف جريح.
كما أشارت ديكارلو إلى استهداف البنية التحتية والمستشفيات والمدارس وذكرت أنّ جميعها تشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. وقالت "إنّ تأثير الحرب على قطاع الصحة في أوكرانيا مثير للقلق بشكل خاص. كان هناك 414 هجومًا على مراكز للرعاية الصحية في أوكرانيا، مما أسفر عن 85 حالة وفاة و100 إصابة".
إلى ذلك تطرقت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة في نيويورك، ليندا توماس- غرينفيلد، في مستهل مداخلتها أمام المجلس، إلى ميثاق الأمم المتحدة وقالت "إنه التزام وقعت عليه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة... جاء من أجل إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب".
ثم تحدثت عن انتهاكات روسيا الصارخة للقانون الدولي بما فيها حماية المدنيين وخرقها للقانون الدولي وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة، منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي. وأشارت إلى طلب محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة اللتين طالبتا بوقف روسيا لعملياتها بشكل فوري، "وفي المقابل وسعت روسيا من هجماتها... وهي تسعى لتفتيت أوكرانيا ككيان جيو سياسي ومسحها عن خارطة العالم، وتحاول أن تضم أراضي إضافية أوكرانية. وتنظر روسيا في خطط لضم مناطق كخرسان وكل مناطق دونيتسك لأراضيها وهذا انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة".
وعلى الرغم من ترحيبها بالتقدم المحرز لتصدير الحبوب، ذكّرت توماس- غرينفيلد مجلس الأمن بالهجمات التي قامت بها روسيا في منطقة ميناء أوديسا. وطالبت روسيا بالسماح بخروج السفن. واعتبرت أنّ قوات روسيا قامت بانتهاكات فظيعة في حربها في أوكرانيا. وقالت إنّ استمرار الحرب الروسية تشكل العقبة الوحيدة لإنهاء الأزمة.
في المقابل، قال نائب السفير الروسي للأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، "منذ الجلسة الأخيرة حول أوكرانيا في مجلس الأمن (قبل قرابة الشهر)، حققنا تقدماً في إطار العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية وتم تحرير 255 مدينة ولم يبق إلا وقت قليل إلى أن تعود هذه الأراضي إلى سلطتنا". وتحدث عن "احتفال الأهالي بنا وخرج الناس لتحية القوات الروسية". وادعى أنّ القوات الأوكرانية تستخدم المواقع المدنية كمخازن للأسلحة وتستهدف أخرى أوكرانيا وتدعي أنّ روسيا هي التي قامت بذلك. ثم اتهم "الغرب بالتواطؤ في جرائم الحرب التي ترتكبها كييف بمنحها مدفعية بعيدة المدى لأوكرانيا وأسلحة أخرى".
أما مندوب أوكرانيا، سيرغي كيسليتسيا، فوصف السفير الروسي في القاعة بأنه "ممثل روسيا الإرهابية بمقعد الاتحاد السوفياتي". واتهم روسيا بقصف الموقع الذي احتُجز فيه سجناء حرب أوكرانيون. ووصفها بالاستعمارية وقال إنّ سلوكها بالمجلس لن يختلف عما تقوم به على الأرض. وتحدث عن قصفها لميناء أوديسا بعد توقيعها الاتفاق حول صفقة الحبوب. وشدد على مسؤولية "الأطراف الدولية للتأكد من التزام روسيا باتفاقية الحبوب الموقعة وتصدير الحبوب والأسمدة الأوكرانية".
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات، اليوم الجمعة، بشأن قصف سجن في منطقة انفصالية في الشرق أسفر عن مقتل العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين الذين تم أسرهم بعد سقوط ماريوبول في مايو/ أيار.
وقالت روسيا إنّ أوكرانيا استخدمت قاذفات صواريخ هايمارس المتعددة التي قدمتها الولايات المتحدة في الهجوم على سجن في أولينيفكا، في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.
وقال مسؤولون من روسيا والسلطات الانفصالية في دونيتسك إنّ الهجوم أسفر عن مقتل 53 أسير حرب أوكراني وإصابة 75.
ونفى الجيش الأوكراني وقوع أي قصف صاروخي أو مدفعي على أولينيفكا، وأصر على أنه لا يقصف مناطق مدنية ويضرب فقط أهدافًا عسكرية روسية.