أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، اليوم الثلاثاء، على عدم وجود أية مناطق آمنة في قطاع غزة يمكن أن يلجأ إليها الفلسطينيون للاحتماء.
ورداً على سؤال لمراسلة "العربي الجديد"، حول تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الاثنين، التي ادعى فيها أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين في غزة وأنه يمكنهم أن يلجأوا إلى مناطق آمنة محددة من قبل الأمم المتحدة داخل القطاع، قال دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي في نيويورك، "دعيني أكون واضحاً، لا توجد مناطق آمنة محددة من قبل الأمم المتحدة في غزة. لقد كان جميع زملائي من المسؤولين الكبار في الأمم المتحدة (أوتشا والأونروا ومنظمة الصحة العالمية) وبضمنهم الأمين العام واضحين للغاية في القول إنه لا توجد مناطق آمنة في غزة".
وأضاف: "هناك ملاجئ ترفع علم الأمم المتحدة وتأوي الآلاف من الأشخاص، والرجال والنساء والأطفال، الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة والحصول على بعض الطعام والماء. لقد رأينا منذ بداية هذا الصراع أنه حتى تلك الأماكن ليست آمنة كذلك".
وحول تصريحات أحد الناطقين الرسميين باسم جيش الاحتلال لمحطة "سي أن أن" مفادها أن "قتل اثنين من المدنيين الفلسطينيين مقابل كل مقاتل من حماس في غزة سيكون نسبة إيجابية للغاية"، قال دورجاريك: "يمكنك أن تتخيل، إننا لا نتعامل بمثل هذا النوع من المقاربات، التي أعتقد أنها غير لائقة، وهو أقل ما يمكن وصفها به. تركيزنا في الرسائل التي نبعثها وراء الكواليس وبشكل علني هو تجنب سقوط الضحايا من المدنيين، وبصراحة كاملة هذا الأمر لم يكن ناجحاً".
وفي سياق متصل، كانت الأمم المتحدة وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قد حذرت من تدهور الأوضاع في غزة بشكل أكبر ومن سيناريو "مرعب على وشك أن يتكشف" في القطاع قد لا تتمكن المنظمات الإنسانية في ظله من الاستجابة للاحتياجات.
وأشار بيان صادر عن منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، ليز هاستينغز، إلى انعدام الظروف اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية في غزة، مبينة أن مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة في القطاع تعمل دون إمكانيات وبنظام صحي منهار وانعدام لمياه الشرب النظيفة، محذرة من خطر انتشار الأوبئة وغيرها من الأمراض.
كما أشارت هاستينغز إلى اضطرار عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى النزوح مجدداً داخل القطاع في الوقت الذي استشهد فيه على الأقل 700 فلسطيني منذ تجدد الحرب.
وشددت المسؤولة الأممية على عدم وجود أي مكان آمن في غزة يمكن التوجه إليه، مؤكدة على أن ما يسمح بإدخاله من مساعدات ووقود إلى القطاع "غير كاف على الإطلاق".
وقالت إنه لا يمكن أن تسير العمليات الإنسانية مع ادخال كميات ضئيلة جداً من الوقود، لافتة إلى قطع عدد من الطرق داخل القطاع أمام فرق وشاحنات الإغاثة، أهمها الطريق الساحلي وطريق صلاح الدين.