الأمم المتحدة تؤكد مقتل مئات المدنيين في أوكرانيا وتدعو إلى التحقيق

18 مارس 2022
غرينفيلد تدعو بوتين إلى "وقف القتل" في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

تحدثت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، أمام مجلس الأمن الخميس، عن مقتل 726، بمن فيهم 52 طفلاً، وجرح المئات في أوكرانيا، منذ بدء الغزو الروسي قبل ثلاثة أسابيع، لكن "العدد الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير".

وأضافت ديكارلو: "معظم هؤلاء الضحايا سقطوا نتيجة استخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق في مناطق مأهولة بالسكان. كذلك تعرضت مئات المباني السكنية، وكذلك المستشفيات والمدارس، لأضرار جسيمة أو التدمير". 

وأضافت: "الوضع في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية الشرقية ينذر بالخطر بشكل خاص، إذ يفتقر العديد من السكان، الذين لم يتمكنوا من المغادرة بأمان، إلى الطعام والماء والكهرباء والرعاية الطبية، كذلك هناك جثث لم تُجمَع ملقاة في شوارع المدينة". 

وأضافت: "قصف بالأمس مسرح ماريوبول، وبحسب تقارير فقد اتخذ كملجأ للمدنيين الهاربين من القنابل. يضاف هذا القصف إلى قائمة الهجمات ضد المباني المدنية"، مؤكدة ضرورة "المساءلة وإجراء التحقيق الشامل". 

وحول عدد المهجرين، قالت: "منذ بداية الغزو الروسي، نزح أكثر من 5 ملايين أوكراني، أي قرابة 12 بالمائة من السكان. وهذا يشمل ما لا يقل عن 3.2 ملايين لاجئ، وما لا يقل عن مليونَي نازح داخل البلاد"، مؤكدة أن "الأمم المتحدة تواصل توسيع نطاق عملياتها على الأرض، بحسب ما تسمح به الظروف".

المندوبة الأميركية تتوعد بمحاسبة روسيا

 من جهتها، دعت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى "وقف القتل" في أوكرانيا ومغادرتها "إلى الأبد"، وتوعدت موسكو بمحاسبتها على "فظاعتها".

وقالت غرينفيلد: "ستُحاسَب روسيا على فظاعتها (..) هناك طريقة واحدة فقط لإنهاء هذا الجنون".

وخاطبت المندوبة الأميركية الرئيس بوتين قائلة: "أيها الرئيس بوتين، أوقف القتل، واسحب قواتك، واترك أوكرانيا مرة واحدة وإلى الأبد".

وأضافت السفيرة الأميركية: "لقد قتلت التكتيكات الروسية الوحشية مدنيين ومسعفين وبعض الصحافيين الذين أظهروا لنا كل حقيقة هذه الحرب".

وذكرت غرينفيلد أن "أوكرانيا لن تكون أبداً انتصاراً لبوتين، وبغضّ النظر عن التقدم الذي يحققه، أو القتل والمدن التي يدمرها، ستقف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا وشعبها". وأكدت سفيرة واشنطن الأممية، أن بلادها "ستفعل كل ما في وسعها لإنهاء هذه الحرب المأساوية وغير الضرورية". 

سفير روسيا يوجه انتقادات حادة إلى الدول الغربية

من جهته، قال السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، إنه "يجري نشر معلومات كاذبة واتهامات في ما يتعلق بقصف مستشفى ولادة، وقصف يزعم أنه استهدف مسرحاً في ماريوبول، والادعاء بقصف مسجد، وعدم السماح للمدنيين بالخروج، وإطلاق النار على المنتظرين في طوابير الخبز، وغيرها من الأكاذيب".

وشدد نيبينزيا على أن "منظمة الصحة العالمية لم تحدد من قصف تلك المستشفيات أو استهدفها"، مضيفاً: "تستخدم من قبل القوميين، ويجري التصوير فيها كما كانت تفعل "الخوذات البيضاء" (سورية)". 

 وادعى السفير الروسي كذلك أن وزارة الدفاع الروسية تلقت أكثر من خمسة ملايين طلب من مدنيين في أوكرانيا لإجلائهم إلى روسيا، موجهاً انتقادات حادة إلى الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالسلاح.

وكانت روسيا قد وزعت مشروع قرار على مجلس الأمن حول تقديم المساعدات الإنسانية، وكانت تنوي عرضه للتصويت الجمعة. وقال إن بلاده لن تسحب مشروع القرار حول العمليات الإنسانية (بشكل تام)، لكنها "لن تطرحه للتصويت".

وتدعي روسيا أن هناك مختبرات في أوكرانيا لإنتاج الأسلحة البيولوجية بدعم من الولايات المتحدة. وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد اجتماعاً مشابهاً قبل أيام حول الموضوع بدعوة من روسيا، وأكدت خلاله الأمم المتحدة أنه لا يمكنها التأكد من صحة ما تقوله روسيا، وأن "لا معلومات لديها عن وجود مختبرات من هذا القبيل".   

يُذكر أن اجتماع اليوم هو الاجتماع الطارئ العاشر الذي يعقده مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بالإضافة إلى اجتماعات أخرى في الجمعية العامة، منذ بدء الحرب قبل ثلاثة أسابيع، كما تعمل كل من فرنسا والمكسيك على إعداد مسودة مشروع قرار حول العمليات الإنسانية لعرضه على الجمعية العامة للتصويت، بعدما قررت عدم عرضه للتصويت على مجلس الأمن بسبب "فيتو" روسي متوقع.

المساهمون