عبّر مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن صدمته من قصف قوات الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، وقال "إن مستوى الدمار لم يسبق له مثيل، والمأساة الإنسانية التي تتكشف تحت أعيننا لا تطاق".
وشدد لازاريني، خلال اجتماع مفتوح لمجلس الأمن الدولي دعت إليه الإمارات والصين لمناقشة تطورات الوضع على الأرض، على أنه "لا يوجد أي مكان آمن في غزة".
تهجير قسري وانهيار النظام المدني
أشار لازاريني إلى نزوح أكثر من نصف سكان غزة، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، واصفا ما يحدث بأنه "تهجير قسري"، كما تحدث عن إشعارات الإخلاء التي يرسلها جيش الاحتلال إلى "المدنيين الذين بقوا في شمال غزة، تحثهم من خلالها على الذهاب إلى الجنوب لتلقي المساعدات الإنسانية، الشحيحة أصلا. لكن الكثيرين، بمن فيهم النساء الحوامل، وذوو الاحتياجات الخاصة، والمرضى والجرحى، غير قادرين على الحركة".
وحول الوضع في ملاجئ "أونروا"، قال لازاريني: "يوجد أكثر من 670 ألف نازح في مدارس ومباني أونروا. إنهم يعيشون في ظروف مروعة وغير صحية، مع محدودية الطعام والماء، وينامون على الأرض دون مراتب، أو في العراء. إن الجوع واليأس يتحولان إلى غضب ضد المجتمع الدولي.. الذي تشكل أونروا للكثيرين في غزة رمزا له، فيصبون غضبهم عليها".
وأكد أن قرابة 70% من الشهداء في غزة نساء وأطفال، ثم تطرق لتقرير صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" أشارت فيه إلى "أن ما يقرب من 3200 طفل قتلوا في غزة خلال ثلاثة أسابيع فقط، ويتجاوز هذا عدد الأطفال الذين يقتلون سنويًا في مناطق النزاع في جميع أنحاء العالم منذ عام 2019".
كما توقف عند استهداف "الكنائس والمساجد والمستشفيات ومرافق الأونروا، بما في ذلك تلك التي تؤوي النازحين"، مؤكدا "مقتل وجرح عدد كبير جدًا من الأشخاص أثناء بحثهم عن الأمان في أماكن يحميها القانون الإنساني الدولي".
ورأى أن الحصار المفروض على قطاع غزة "هو عقاب جماعي"، في ظل حالة الذعر فيه نتيجة "انقطاع الاتصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع"، ما أدى "إلى تسريع انهيار النظام المدني. وقد دفع الذعر آلاف الأشخاص اليائسين إلى التوجه لمستودعات أونروا ومراكز التوزيع حيث نخزّن المواد الغذائية والإمدادات الأخرى التي بدأنا بتلقيها عبر مصر في الأسبوع الماضي".
وشدد على أن "المزيد من الانهيار في النظام المدني سيجعل من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، على أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة في غزة أن تستمر في العمل. كما أنه سيجعل من المستحيل تدفق القوافل".
وأوضح المسؤول الأممي أن "العدد القليل من قوافل المساعدات المسموح لها بالمرور عبر معبر رفح لا يقارن بمستوى الاحتياجات لأكثر من مليوني شخص محاصرين في غزة".
وضع كارثي
من جهتها، وصفت مديرة قسم التمويل الإنساني وتعبئة الموارد في مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ليزا دوغتن الوضع في غزة بالكارثي، وتحدثت عن "حصار وقصف مستمر منذ 23 يوما قتل فيه أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، كما أصيب عشرات الآلاف غيرهم"، وأشارت إلى أنه من الصعب "نقل حجم الرعب الذي يعيشه الناس في غزة، ناهيك عن حالة اليأس المتزايد والبحث عن الغذاء والماء والمأوى وسط قصف متواصل".
ووصفت نظام الرعاية الصحية في غزة بأنه في حالة يرثى لها، قائلة: "ممرات مكتظة بالمرضى على الأرض. الجراحون يعملون بدون تخدير... وهناك نحو 50 ألف امرأة حامل، من المقرر أن تضع 5.500 منهن خلال الثلاثين يومًا القادمة". أما بالنسبة لمرضى غسيل الكلى والأطفال الخدج، فإن حياتهم "تتشبث بخيط رفيع، ناهيك عن عدم تلقي نحو 9 آلاف شخص من مرضى السرطان الرعاية الكافية".
مقتل وإصابة 420 طفلاً كل يوم
أما المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، فنبهت إلى أنه قتل 3400 طفل وجرح أكثر من 6300 في غزة منذ السابع من أكتوبر، وأضافت "هذا يعني أن أكثر من 420 طفلاً يُقتلون أو يُصابون في غزة كل يوم، وهو رقم ينبغي أن يهز كل واحد منا حتى النخاع".
وأشارت إلى تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي سجّل "أكثر من 34 هجوما ضد مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك 21 مستشفى".
وقالت إن "12 مستشفى من أصل 35 في غزة، والتي تُستخدم أيضًا كملاجئ للنازحين، لم تعد قادرة على العمل"، مؤكدة تدمير ما لا يقل عن 221 مدرسة، وأكثر من 177 ألف وحدة سكنية.