الأمم المتحدة: إعلان إسرائيل غوتيريس شخصاً غير مرغوب فيه "قرار سياسي"

03 أكتوبر 2024
غوتيريس خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، 24 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار إعلان إسرائيل أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "شخص غير مرغوب فيه" ردود فعل دولية، حيث اعتبرت الأمم المتحدة القرار سياسيًا. وأكد المتحدث باسم الأمين العام على استمرار التعاون بين إسرائيل والأمم المتحدة.
- جدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم لغوتيريس، ووصفت روسيا القرار بأنه "صفعة"، بينما أكدت الصين وفرنسا ومالطا وكوريا الجنوبية دعمها الكامل للأمين العام. تجاهلت الولايات المتحدة القرار، مؤكدة دعمها لإسرائيل.
- أعربت دول مثل فرنسا والنرويج والأردن عن دعمها لغوتيريس، مشددة على أهمية دور الأمم المتحدة في الاستقرار العالمي، ودعت الأردن المجتمع الدولي لرفض الإساءة للأمين العام.

لاقى إعلان إسرائيل أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "شخص غير مرغوب فيه"، تنديدًا أمميًّا ودوليًّا، وسط تأكيدات على دعمه في الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن القرار سياسي، ويأتي في إطار استمرار الهجمات ضد موظفي المنظمة الأممية.

وفيما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحافي يومي الأربعاء، عن ترحيبه بدعم أعضاء مجلس الأمن الدولي لغوتيريس، أشار إلى أن التعاون بين إسرائيل والأمم المتحدة مستمر على المستوى العملي. ولفت إلى أن دولًا أخرى اتخذت قرارات مماثلة بحق موظفين آخرين بالأمم المتحدة، مضيفا: "كما أعربنا سابقًا، لا نعتقد أن هذا الوضع يمكن تطبيقه على موظفينا". وأكد دوجاريك أنه لم يسبق أن صادف بيانًا مماثلًا خلال حياته المهنية التي استمرت 24 عامًا.

أعضاء مجلس الأمن يجددون دعمهم لغوتيريس

إلى ذلك، جدد أعضاء مجلس الأمن الدولي دعمهم للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي أعلنته إسرائيل "شخصًا غير مرغوب فيه". وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في الجلسة الطارئة بشأن التطورات في لبنان الأربعاء، إن القرار الذي اتخذته إسرائيل بحق غوتيريس "صفعة على وجهنا جميعًا لا مثيل لها". ووصف نيبينزيا الخطوة الإسرائيلية بأنها "قبيحة"، داعيًا جميع أعضاء مجلس الأمن إلى الرد عليها بمختلف الأدوات.

بدوره، أكد فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، دعم بكين الكامل للأمين العام، واصفًا القرار الإسرائيلي بأنه "لا أساس له"، فيما قال الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير نيكولا دي ريفيير، إن بلاده تؤكد دعمها وثقتها الكاملتين بغوتيريس. أما الممثلة الدائمة لمالطا لدى الأمم المتحدة، فانيسا فرايزر، فأكدت استمرار الدعم لغوتيريس، معربة عن امتنانها لقيادته الأمم المتحدة في الأوقات الصعبة. كما أعرب الممثل الدائم لكوريا الجنوبية جونكوك هوانغ عن امتنانه لغوتيريس، مشيرًا إلى أن الأمين العام "يسعى بلا كلل من أجل السلام في الشرق الأوسط".

لكن في المقابل، تجاهلت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، القرار الإسرائيلي مؤكدة أن واشنطن "تقدم الدعم الكامل لإسرائيل".

وفي وقت سابق الأربعاء، قرر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إعلان غوتيريس "شخصًا غير مرغوب فيه" بإسرائيل ومنعه من دخولها، بسبب ما اعتبرته تل أبيب "فشلًا في ذكر اسم إيران وإدانة هجومها على إسرائيل". وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان: "قرر وزير الخارجية يسرائيل كاتس اليوم إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شخصًا غير مرغوب فيه في إسرائيل، ومنع دخوله إلى البلاد". وأضافت: "يأتي هذا القرار في ضوء رد غوتيريس على الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل، حيث فشل في ذكر إيران بالاسم ولم يدن عدوانها الخطير بشكل لا لبس فيه".

و"ردًّا على اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية وحسن نصر الله ومجازرها بغزة ولبنان"، أطلقت إيران الثلاثاء عشرات الصواريخ على إسرائيل (180 بتقدير تل أبيب)، ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

واغتالت إسرائيل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله وآخرين، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بقصف على مقر إقامته خلال زيارة لطهران نهاية يوليو/ تموز الماضي، واتهمت إيران تل أبيب باغتياله.

فرنسا: نأسف لقرار إسرائيل بشأن غوتيريس

إلى ذلك، أعلنت فرنسا، وقوفها إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن باريس "تأسف لقرار إسرائيل الظالم والخطير وغير البناء بإعلان غوتيريس شخصًا غير مرغوب فيه". وشدد البيان، على ثقة فرنسا ودعمها الكامل لغوتيريس. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط.

وأضاف البيان: "تذكر فرنسا بالتزامها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي من أجل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين".

النرويج: نعارض بشدة محاولات إسرائيل تشويه سمعة غوتيريس

كما أعلنت النرويج، الخميس، دعمها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، عبر حسابه على إكس: "تقف النرويج خلف غوتيريس في جهوده للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على السلام والأمن". وأضاف: "أعارض بشدة محاولات إسرائيل تشويه سمعة الأمم المتحدة وأمينها العام". وأشار غار ستوره، إلى أن الأزمات التي يواجهها العالم بما في ذلك بالشرق الأوسط، "تتطلب أممًا متحدة قوية".

الأردن يؤكد دعم غوتيريس

إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم الخميس، دعم الأردن الكامل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في مواجهة حملات الحكومة الإسرائيلية للإساءة له ولدوره الرئيسي في تطبيق ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وحماية الأمن والسلم الدوليين.

وشدد الناطق باسم الوزارة، سفيان القضاة، في بيان، على ضرورة رفض المجتمع الدولي الإساءة للأمين العام للأمم المتحدة، وإلزام إسرائيل احترام ميثاق الأمم المتحدة، وتطبيق القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقرارات منظمة الأمم المتحدة. وأكد إدانة الأردن أي محاولة تستهدف الانتقاص من دور الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات التابعة لها. وأشاد القضاة بمواقف غوتيريس المرتكزة إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمستهدفة ضمان احترام القانون الدولي، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، خصوصًا في المنطقة.

(الأناضول، العربي الجديد)