الأردن: دعوات للتظاهر الجمعة احتجاجاً على اتفاقية "الماء مقابل الكهرباء" مع الاحتلال

23 نوفمبر 2021
خلال تظاهرة في عمان دعماً لفلسطين في مايو الماضي (محمد صلاح الدين/الأناضول)
+ الخط -

لاقى إعلان النوايا الذي تم توقيعه بين الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الإمارات، في معرض إكسبو دبي 2020، أمس الإثنين، للدخول في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه، تحت عنوان "الماء مقابل الكهرباء"، استنكاراً وتنديداً من قبل جهات عدة في الأردن، وسط دعوات للتظاهر رفضاً لهذا الإعلان.

ودعا "الملتقى الوطني الأردني لدعم المقاومة" المواطنين للمشاركة في مسيرة تنطلق من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمان، يوم الجمعة المقبل في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وذلك رفضاً للمذكرة التي وقعتها الحكومة الأردنية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

كما دعت "الحركة الشعبية للتغيير" في الأردن المواطنين للمشاركة في التظاهرة تحت شعار "لاءات الشعب الثلاث؛ لا لاستمرار العبث بالدستور، لا لاتفاقيات الذل والعار، لا لتنفيذ صفقة القرن".

بدورها، رفضت "اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع"، توقيع الحكومة الأردنية ممثلة بوزير المياه، محمد النجار، إعلان نوايا حول مشروع مبادلة المياه بالطاقة، مع الكيان الصهيوني بتمويل من حكومة الإمارات ورعاية أميركية. 

واعتبرت اللجنة، في بيان لها، مساء أمس الإثنين، أنّ هذا الأمر "يدل على أن الموقف الرسمي مستمر في التطبيع مع الكيان، بالاتفاقيات التي ترهن الاقتصاد والمياه والغاز لإرادة العدو، الذي لن يتردد لحظة واحدة بقطع الماء والغاز وكل شيء مرتبط به لخدمة مصالحه ضد مصالح الأردن".

وحمّلت اللجنة الحكومة تبعات هذه الاتفاقيات، مطالبة بـ"إلغائها كلها وإعادة الحقوق الأردنية، والمحافظة على الكرامة الأردنية"، مؤكدةً أنّ "الشعب الأردني ومنذ اليوم الأول للاتفاقيات مع العدو، أعلن رفضه لهذه الاتفاقيات ولكل أشكال التطبيع".

من جهتها، دانت نقابة المهندسين الأردنيين، أشكال التطبيع كافة، وعبّرت عن استنكارها لما أعلن من "نوايا" عامة بين الأردن والاحتلال حول البدء بدراسات جدوى لمشاريع طاقة ومياه مشتركة، معتبرة ذلك "مساساً بالسيادة الوطنية الأردنية، وتنكّراً لمركزية القضية الفلسطينية والعداء الأبدي للصهيونية في وجدان الشعب الأردني". 

واعتبرت النقابة في بيان لها أن "محاولات التطبيع بحجج السعي للحصول على الموارد التنموية، نهج يتنصل من المسؤوليات الوطنية والقومية للأردن وشعبه"، مؤكدةً أن "مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها النقابات المهنية، ترفض رفضاً قاطعاً انخراط المؤسسات الرسمية الأردنية في أي عملية من شأنها تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، واعتباره جزءاً طبيعياً من منطقة مكلومة بإرهابه واغتصابه لأرض فلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً".

طالبت جماعة الإخوان المسلمين الحكومة بالخروج عما وصفته بـ"الصمت السلبي حيال قضايا حساسة وهامة لكل أردني"

وقالت النقابة إنها تجد أن ما أعلن عنه من "موجبات للعمل المشترك" على حد وصف "إعلان النوايا" الذي اشتركت فيه الحكومة الأردنية مع حكومة الاحتلال، "ليس إلا التفافاً على حقائق وضرورات علاج الأزمات البيئية التي يمر بها الأردن بسبب انتهاكات الاحتلال لموارد أرض الأردن وفلسطين، في المقام الأول، وحرمان أهل حوض الأردن من مواردهم المائية والطاقية، والتحكم بها، عبر اتفاقيات وملحقات تدعي السلام، ولا تحمل في طياتها سوى الاستسلام والخنوع والارتهان".

وشددت النقابة على أن "لجوء الحكومة الأردنية لمشاريع مشتركة تطبيعية مع الكيان المحتل، أمر مجرّم أخلاقياً واجتماعياً قبل أن يكون خيانة سياسية واقتصادية لأمن الأردن الشامل وسيادته، وتهديدا لكل أردني في منزله برهن كهربائه ومائه بيد عدوه، الذي لم يكل طوال عقود، عن العمل بأخبث الوسائل لإضعاف دوره المحوري في مقاومة احتلاله للأرض وقتله لأبنائنا وبناتنا في فلسطين الحرة". 

من جانبها، طالبت "جماعة الإخوان المسلمين" في الأردن، الحكومة بالخروج عما وصفته بـ"الصمت السلبي حيال قضايا حساسة وهامة لكل أردني". وأكدت الجماعة، في بيان صحافي، أمس الإثنين، على "موقفها الراسخ برفض التطبيع مع الاحتلال الذي يمارس أبشع أنواع الإرهاب والإجرام بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى ممارسته كل أشكال الانتهاك والتدنيس للمقدسات والمسجد الأقصى المبارك". 

وعبرت الجماعة عن "إدانتها ورفضها لرهن قطاعات حيوية واستراتيجية كالطاقة والمياه، إلى كيان معاد لا يحترم الاتفاقيات، مما يعرض الأمن الوطني الأردني لمخاطر جسيمة". ولفتت إلى أنّ "أي تطبيع أو تعاون مع الاحتلال هو طعنة لنضالات الشعب الفلسطيني الساعي لتحرير أرضه من الكيان الغاصب". 

وأكدت الجماعة أن "استمرار النهج التطبيعي مرفوض في ذاته وتوقيته ومآلاته الكارثية"، مشيرة إلى أن "معاندة الوجدان الشعبي الأردني من شأنها أن تراكم مخزون الغضب الشعبي".

المساهمون