رصدت الجهات الرقابية على الانتخابات المحلية في الأردن (مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمّان) عدداً من المخالفات، والتي وصفتها الهيئة المستقلة للانتخاب بأنها فردية وغير مؤثرة على العملية الانتخابية.
وتشير نسبة الاقتراع في مراكز الانتخابات، التي فتحت أبوابها الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، إلى ضعف المشاركة في العاصمة عمّان ومحافظة الزرقاء، وإقبال متوسط في المحافظات الشمالية والجنوبية.
وقال مدير تحالف "راصد" لمراقبة الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات عامر بني عامر، في مؤتمر صحافي، إنّ 66 ملاحظة انتخابية وصلت إلى التحالف، تم التحقق منها من خلال الفرق الميدانية، وتم تمريرها للهيئة المستقلة للانتخاب، وتمّت معالجة ما نسبته 89% منها بشكل مباشر.
وأوضح عامر أنّ ما نسبته 11% من الملاحظات بقي قيد الإجراء، لافتاً إلى أنّ من أبرز الملاحظات التي تم رصدها التأثير على سرية التصويت وازدحامات داخل مراكز وغرف الاقتراع ووجود أكثر من شخص عند المعزل وانقطاع للربط الإلكتروني، مثلما جرى في مدرسة تلاع العلي.
وتابع "أظهرت نتائج الرصد والتتبع لتحالف راصد لمراقبة الانتخابات فوز 23 مرشحاً ومرشحة في انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية بالتزكية".
بدوره، أعلن المركز الوطني لحقوق الإنسان، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنه رصد عدداً من الملاحظات والأخطاء التي رافقت عملية الاقتراع، منها تأخر فتح صناديق الاقتراع في بعض المراكز بمحافظات مختلفة، وعدم وجود الترتيبات التيسيرية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في عدد من مراكز الاقتراع في محافظة البلقاء، وكذلك محاولة التأثير على إرادة الناخبين من قبل أحد رؤساء اللجان من خلال التأشير على صورة الناخب في دفتر الاقتراع عند تسليمه للناخب، وخاصة كبار السن في أحد مراكز الاقتراع في محافظة البلقاء.
وقال الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب محمد خير الرواشدة، خلال مؤتمر صحافي، إنّ الهيئة رصدت عدداً من المخالفات والتجاوزات، جلّها فرديّة، مضيفاً أنّ الهيئة تعاملت معها أولاً بأول.
وأشار إلى أنّ الهيئة تلقت ملاحظة عن انقطاع التيار الكهربائي في أحد مراكز الاقتراع بمنطقة الموقر، ولكنها لم تؤثر على سير العملية الانتخابية، لافتاً إلى أنّ هناك بدائل تحافظ على سير العملية الانتخابية.
وقال إنّ هناك انسيابية في عملية التصويت وضبطاً بالربط الإلكتروني، معتبراً أنّ نسبة التصويت حتى الآن "جيدة"، متوقعاً أن يكون هناك زخم في الإقبال على صناديق الاقتراع بسبب تراجع حدة جائحة كورونا.
من جهته، قال المواطن على المهيرات، الذي أدلى بصوته قبل ظهر اليوم في صندوق اقتراع بمركز مدرسة "أم حبيبة" في منطقة وادي السير التابعة للعاصمة عمّان، لـ"العربي الجديد"، إنّ اختياره ارتبط ببعدين؛ الأول قدرة المرشح على تقديم الخدمة، والثاني البعد العشائري بالتصويت لأحد الأقارب، وأشار إلى أنّ عملية التصويت "تمّت بسهولة ويسر"، ودون أي معيقات، ولم تكن هناك محاولات تأثير عليه في مركز الاقتراع.
وفي الاتجاه ذاته كان تصويت المواطن الأردني غالب السليحات، الذي أدلى بصوته في المركز نفسه، وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الخيار ارتبط بالفرز العشائري وقدرة المرشح على الخدمة، ووفق قوله، فإنّ الخيار العشائري لا يتم بعشوائية، بل تسعى كل عشيرة لتقديم الأكثر كفاءة وقدرة على الخدمة.
بدوره، قال المواطن ليث السليحات لـ"العربي الجديد"، إنّ المشاركة في الانتخابات "استحقاق سياسي، وأمر مهم أيضاً للحصول على الخدمات، إضافة إلى الأبعاد الاجتماعية المتعلقة بالانتخاب"، وتمنى أن تفرز الانتخابات الحالية مجالس محلية "قادرة على تلبية حاجات المواطنين في ظل الزيادة السكانية، وعدم مواكبة الخدمات والبنية التحتية لهذه المتغيرات".
من جهته، قال المحامي ربيع المحاميد، لـ"العربي الجديد"، وهو أحد المراقبين على الانتخابات ويمثل نقابة المحامين الأردنيين، إنّ "عملية الاقتراع في مركز أم حبيبة تسير دون مخالفات واضحة"، مشيراً إلى أنّ العملية الانتخابية "تسير بكل يسر وسهولة".
وفُتحت في الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، بتوقيت العاصمة الأردنية عمّان، صناديق الاقتراع في انتخابات المجالس المحلية ومجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة العاصمة عمّان، في ظل مشاركة حزبية ضعيفة لا تتجاوز 2% من المرشحين، ومقاطعة من قبل "حزب جبهة العمل الإسلامي"، أكبر الأحزاب الأردنية.
ويبلغ إجمالي عدد المرشحين 4646 (3801 مرشح و845 مرشحة)، على رئاسة 100 بلدية و1018 مقعداً لمجالس البلديات و289 مقعداً لمجالس المحافظات، فيما يبلغ عدد مراكز الاقتراع 1850 مركزاً، أما عدد صناديق الانتخاب فبلغ 6937 صندوقاً تشرف عليها 125 لجنة انتخاب، حيث يشارك نحو 50 ألف شخص وموظف في العملية الانتخابية، وفق الهيئة المستقلة للانتخاب.
وقالت الهيئة إنها ستغلق صناديق الاقتراع في الساعة 7 مساء الثلاثاء، مع احتمال التمديد لبعض مراكز الاقتراع، وفق شروط يحددها القانون.
وأكد المتحدث باسم الهيئة المستقلة للانتخاب محمد خير الرواشدة، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أنّ الهيئة جاهزة لإجراء الانتخابات، مشيراً إلى أنها "قامت بتغطية جميع المحافظات ومراكز الاقتراع بمتطلبات اليوم الانتخابي، منها جداول الناخبين الموزعة على صناديق الاقتراع".
وأضاف أنّ مديرية الأمن العام قد خصصت 55 ألف رجل أمن لحماية العملية الانتخابية وتمكين المواطنين من ممارسة الاقتراع، مشدداً على أنه "لن يُسمح بأي تجاوز لا يراعي مصلحة الناخب أو سلامة المجتمع".
وتُجرى هذه الانتخابات للمرة الأولى وفق القانون الجديد الذي صدر في الجريدة الرسمية في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وهو قانون الإدارة المحلية رقم (22) لسنة 2021، والذي "أعاد جزءاً كبيراً من صناعة القرار في المجالس المحلية إلى النظام البيروقراطي ممثلاً بوزير الإدارة المحلية، بما يسجل تراجعاً إلى الخلف في الطريق الديمقراطي وحق المواطنين في اتخاذ القرار"، بحسب مراقبين.
وأتاح القانون الجديد لوزير الإدارة المحلية، بموافقة مجلس الوزراء، تعيين عضوين إضافيين في كل مجلس محافظة أو مجلس بلدي، تكون لهما حقوق الأعضاء الآخرين.
كما أقرت الحكومة تعيين أمين العاصمة من قبل مجلس الوزراء، وكذلك ثلث أعضاء المجلس، فيما ينتخب سكان العاصمة ثلثي أعضاء المجلس انتخاباً مباشراً مع تخصيص ما لا يقل عن 25% من المقاعد للنساء.
يذكر أنّ الانتخابات المحلية الأخيرة بالأردن جرت في 15 أغسطس/آب 2017.