- المسيرة شهدت مشاركة مؤسسات الأسرى وترديد هتافات للأذرع العسكرية للمقاومة وضد التنسيق الأمني، مؤكدة على الحق الفلسطيني في الأرض.
- تأكيد الفلسطينيين على وحدتهم وتمسكهم بحقهم في مقاومة الاحتلال، مع رفض التطهير العرقي وإبادة الشعب الفلسطيني، والإصرار على النضال لتحقيق الحرية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
خرج آلاف الفلسطينيين في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مساء أمس السبت، في مسيرة هتفت للمقاومة الفلسطينية، ونددت بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث انطلقت المسيرة من دوار المنارة في مركز المدينة إحياءً للذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني.
المسيرة التي جابت شوارع رام الله، رفع خلالها المتظاهرون لافتات تدعو الضفة الغربية إلى مزيد من الحراك المساند لقطاع غزة، إضافة إلى رفع أعلام فلسطينية، ورايات تحمل صور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو يرفع صورة الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، فضلاً عن لافتات تدعو إلى إسقاط غصن الزيتون ورفع البنادق.
وكانت حراكات شبابية ومجتمعية قد دعت منذ أسبوع تقريباً إلى هذه المسيرة بالتزامن مع مسيرات في مراكز المدن في الضفة، ودعت مؤسسات الأسرى للانضمام إلى المسيرة، بينما بثّ شبان مقاطع صوتية لكل من زعيم حركة حماس الراحل الشيخ أحمد ياسين، وأخرى للرئيس الراحل ياسر عرفات قبل الانطلاق في المسيرة التي هتفت للأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وبشكل خاص كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كذلك هتفت ضد التنسيق الأمني، وكرر المشاركون هتافات: "حط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد ضيف"، و"الضفة بدها مروان، يرحم روح العاروري"، في إشارة إلى كل من مروان البرغوثي، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في يناير/ كانون الثاني الفائت، و"يا برغوثي ويا مروان موضوعك عند القسام"، في إشارة إلى توقع الإفراج عنه خلال صفقة بين الاحتلال والمقاومة.
وقالت عضو المجلس الثوري لحركة فتح، زوجة مروان البرغوثي، المحامية فدوى البرغوثي لـ"العربي الجديد"، إن "حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزة لها امتداد في ساحة السجون الإسرائيلية"، معتبرة أنها بمثابة المعركة الأخرى التي تديرها سلطات الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني"، وأكدت أن الأولوية للمسيرات والحراكات ووقف الحرب والعدوان المستمر على غزة منذ أشهر.
بدوره، قال الناشط في المقاومة الشعبية، هشام أبو ريا، لـ"العربي الجديد"، إن "التفاعل الكبير في يوم الأرض، بما في ذلك الهتاف الرئيسي كان للمقاومة، ما يعني أن الأرض جوهر الصراع، وأن الجماهير حينما خرجت في الميادين تهتف للمقاومة فإنما أرادت أن تقول إن الأرض تنتزع وتسترد ولا تستجدى من قرارات دولية أو مجتمع دولي، بل يقع ذلك على عاتق المقاومين والشعب الفلسطيني".
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الفلسطينيين يؤكدون خلال هذه المناسبة الوطنية الغالية عليهم، أنهم شعب لا يتجزأ كحال الأرض التي لا تتجزأ، وخلال مثل هذه المناسبة تشحذ الهمم لتعبئة كل طاقات الشعب الفلسطيني في معركة واحدة تجمع بين غزة والضفة وكل التجمعات الفلسطينية"، معتبراً أنها معركة إنهاء الاحتلال.
وأكد رباح أن "المطلوب هو المزيد من الصمود وتوحيد البنادق والسواعد لمواجهة الاحتلال ومقاومته، وألا يقتصر ذلك على غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية لإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني الذي يهدف للتطهير العرقي وإبادة الشعب الفلسطيني".
بدوره، اعتبر عضو "المؤتمر الشعبي الفلسطيني-14 مليون"، تيسير الزبري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن خروج الفلسطينيين في مثل هذه المناسبة في الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 يعني التمسك بالأرض، وأن الشعب الفلسطيني لم يتنازل في يوم من الأيام عن حقه في تقرير مصيره.
وقال إن رسائل المتظاهرين الداعمة للمقاومة الفلسطينية هي الرسالة ذاتها التي تصدر عن أهل غزة وهم تحت الدمار والضرب والموت، وتابع: "لا خيار إلا أن نقاوم الاحتلال وندحره عن أرضنا ونقيم الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة".
وكانت الحراكات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، قد دعت إلى مسيرات عند الثامنة والنصف من مساء أمس السبت، تحت شعار "لغزة طالعين في كل الميادين" في مراكز مدن رام الله والبيرة، ونابلس، والخليل، وجنين، وأريحا، وطوباس، وقلقيلية، وطولكرم، فيما دعت مؤسسات الأسرى الأهالي، وبخاصة عوائل الأسرى في سجون الاحتلال، إلى رفع الصوت من أجل غزة والمعتقلين في سجون الاحتلال.