افتتاح مركز التنسيق المشترك لتصدير الحبوب الأوكرانية: مسار شاق وآمال كبيرة

27 يوليو 2022
خلوصي أكار افتتح مركز التنسيق المشترك لتصدير الحبوب الأوكرانية (Getty)
+ الخط -

افتتح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في مدينة إسطنبول، اليوم الأربعاء، مركز التنسيق المشترك لتصدير الحبوب الأوكرانية، وفقا للاتفاقية الموقعة بين موسكو وكييف برعاية الأمم المتحدة وبوساطة تركية.

وكانت وزارة الدفاع التركية اعلنت أن الأربعاء هو موعد افتتاح مركز التنسيق المشترك لتصدير الحبوب الأوكرانية في إسطنبول، المعني بمراقبة تنفيذ الخطة بعد توقيع الاتفاق الأسبوع الماضي، بما يضمن استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقفت بعد الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط المنصرم، على أن تعيّن الأطراف المعنية ممثلين في هذا المركز.

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالات متكررة ومتتابعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أجل إتمام الاتفاقيات وإزالة العوائق التي حالت دون إتمام الاتفاقية، خاصة في ظل وجود تحفظات وشروط من الجانبين، كما استضافت إسطنبول جولة من المفاوضات المباشرة بين البلدين، ودعت مرارا لوقف إطلاق النار.

وإضافة إلى غياب الثقة الكامل بين الطرفين بسبب الحرب، ومسألة أمن السفن عبر البحر الأسود، يمكن تلخيص التحفظات الأوكرانية بأنها كانت مركزة على مسألة عدم إزالة الألغام بشكل كامل من السواحل الأوكرانية، معتبرة أن إزالتها لنقل الحبوب قد تفتح المجال لهجوم من قبل روسيا على أوكرانيا.

ولحلّ هذه المخاوف، تم الاتفاق على فتح معابر فقط مع بقاء الألغام، والحصول على تعهدات من روسيا بعدم تنفيذ هجمات من تلك المعابر، وفق الاتفاقية الموقعة في إسطنبول الأسبوع الماضي، وما زالت الثقة بالطرف الروسي غائبة، خاصة في ظل قصف روسي استهدف ميناء أوديسا بعد ساعات فقط من توقيع الاتفاقية.

أما التحفظات الروسية، فتتعلق بخشية موسكو من تهريب السلاح عبر السفن العائدة إلى أوكرانيا في ظل بحث غربي عن وسائل وطرق لتوصيل السلاح لكييف من أجل مقاومة الاحتلال الروسي، وتم حلّ هذه المشكلة عبر إنشاء آلية لتفتيش السفن في مركز التنسيق بإسطنبول بإشراف تركي روسي.

وطالبت روسيا بأن يتم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، إذ تُمنع من تأمين سفنها التي تنقل الحبوب والأسمدة إلى الأسواق العالمية، ويبدو أنه تم التوصل إلى توافقات في هذا الإطار، حيث قاد الرئيس رجب طيب أردوغان حملة دبلوماسية واتصالات دولية مع الزعماء الأوروبيين، وكان موضوع حديثه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في لقائهما بمدريد الشهر الماضي.

وسيتم الكشف عن مزيد من تفاصيل الاتفاقية مع افتتاح مركز التنسيق، على أن تنطلق أولى السفن في أقرب وقت ممكن للأسواق العالمية، وستكون هذه السفينة هي الاختبار الأول للنوايا الروسية الأوكرانية الغربية لإتمام عمل المركز.

وتشير التوقعات إلى أن روسيا أيضا لديها ما بين 20 مليونا و25 مليون طن من الحبوب العالقة، والتي لا يمكن تصديرها إلى الأسواق العالمية، بسبب أزمة العقوبات المفروضة عليها.

 وتعقد آمال تركية وأممية كبيرة على أن تؤدي الاتفاقية إلى تجاوز الأزمة الغذائية التي حلت في العالم، وارتفاع أسعار الحبوب، ما أثر على دول العالم الثالث.

وكانت وسائل إعلام تركية عديدة قد أفادت بأن مركز تنسيق معبر الحبوب الأوكراني في مدينة إسطنبول سيرأسه في الوقت الحالي أميرال بحري تركي، وسيضم فريق التنسيق 20 موظفا من الأطراف المعنية الأربعة، وهي روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.

وأوضحت أن أعضاء الفريق سيعملون بغرف وأقسام مستقلة عن بعضها البعض، دون أن يكون هناك أي لقاء فيما بينهم، ودون أي تواصل مباشر بين الطرفين الروسي والأوكراني.

وأشارت إلى أنه في حال حصول أي طارئ أو مشكلة تحتاج حلا ولقاء بين الأطراف، عندها يمكن للطرفين الروسي والأوكراني اللقاء بحضور بقية الأطراف للتوصل إلى حلول لتلك المشاكل الطارئة، كما ستكون غرفة عمليات في مركز التنسيق لمراقبة حركة السفن العابرة من الموانئ الأوكرانية باتجاه البحر الأسود، وصولا إلى إسطنبول تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الأطراف.

والجمعة الماضية، وُقعت في إسطنبول اتفاقية مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير البنية التحتية الأوكراني.

ووقعت الاتفاقية بين تركيا وروسيا والأمم المتحدة من جهة، وبين تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة من جهة ثانية، دون أن يكون التوقيع مباشرا بين أوكرانيا وروسيا.

المساهمون