دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، الحلفاء إلى "تسريع" جهود دعم أوكرانيا، التي تشهد غزواً روسياً منذ حوالي عام، وقال "لا بديل عن انتصار أوكرانيا"، وانضمامها للاتحاد الأوروبي والناتو.
وأضاف زيلينسكي، في مداخلة عبر الفيديو، افتتح بها مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا: "نحتاج إلى السرعة.. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة".
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، في كلمته بالمؤتمر، إن أي دولة حليفة بمقدورها إرسال دبابات قتالية لأوكرانيا عليها أن تفعل ذلك الآن، مضيفاً أن ألمانيا ستسهل اتخاذ هذا القرار من خلال توفير المواد اللوجستية، وتعويض مخزونات، وتدريب جنود أوكرانيين.
وتابع: "بالنسبة لي، هذا مثال على نوع القيادة الذي يتوقعه الناس من ألمانيا"، موضحاً أن بلاده هي أكبر داعم عسكري لأوكرانيا في القارة الأوروبية. وأضاف أن بلاده ستواصل الحفاظ على التوازن بين دعمها لكييف وتجنب التصعيد.
إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في كلمته الأوروبيين إلى "معاودة الاستثمار بشكل كبير" في مجال الدفاعات، مشدداً على أن "الوقت اليوم ليس للحوار" مع روسيا.
وقال ماكرون: "علينا تكثيف دعمنا" لأوكرانيا للمضي نحو "مفاوضات ذات مصداقية"، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة الاستعداد لنزاع طويل الأمد. وأضاف "نحن جاهزون لنزاع طويل الأمد" في أوكرانيا.
وانطلقت اليوم فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، حيث يلتقي رؤساء من حول العالم، قبل أسبوع من الذكرى السنوية الأولى على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسيتناول المؤتمر، الذي يستمرّ ثلاثة أيام، العلاقات الأميركية الصينية، في ظلّ ازدياد التوتر بعدما أسقطت واشنطن ما قالت إنه منطاد تجسس صيني كان يحلّق فوق الأراضي الأميركية.
ويشارك أيضاً في المؤتمر كل من نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيره الصيني، وانغ يي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ. ولم يُدعَ أي ممثل عن روسيا، بمن فيهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي كان يشارك بانتظام في المؤتمر في الماضي.
ويأتي المؤتمر قبل أسبوع من ذكرى الرابع والعشرين من فبراير/ شباط 2022 حين أرسلت موسكو قواتها إلى أوكرانيا، ويتصدّر النزاع جدول جلسات المؤتمر حيث سيكون وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ممثل كييف.
وقال كوليبا في منشور على "إنستغرام" "ستتمثل الأولويات في تسريع شحنات الأسلحة والذخيرة التي وُعدت بها أوكرانيا، بالإضافة إلى اعتماد قرارات سياسية في المستقبل بشأن توفير مقاتلات لأوكرانيا".
ورحّب كوليبا بقرار عدم دعوة مسؤولين روس إلى المؤتمر، وقال "طالما أنّ الدولة الإرهابية تقتل، طالما أنها تستخدم القنابل والصواريخ والدبابات كحجة للسياسة الدولية، فلا ينبغي أن تكون روسيا ولا مواطنوها على طاولة المفاوضات".
وسبق أن قدّمت الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كميات كبيرة من الأسلحة لكييف وتعهّدت بإرسال شحنات إضافية، بما فيها دبابات ثقيلة تطالب بها كييف لمواجهة الهجوم الروسي.
ومع وجود وفد أميركي رفيع المستوى يضم هاريس وبلينكن، وفريق صيني رفيع المستوى بقيادة وانغ، تبرز تكهنات بحصول محادثات على هامش المؤتمر لتخفيف التوترات وسط الخلاف حول منطاد التجسس المزعوم.
ورُصد المنطاد الأبيض الكبير الصيني فوق عدد من مواقع الأسلحة النووية السرية في وقت سابق هذا الشهر، قبل أن يتم إسقاطه قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وانعكس السجال توتراً في العلاقات الدبلوماسية دفع بلينكن لإلغاء زيارة نادرة له للصين. غير أنّ بكين تؤكد أنّ المنطاد كان مخصصاً لأبحاث مرتبطة بالطقس.
(فرانس برس، رويترز)