اعتقال صحافية عراقية في مصر بسبب دخولها إلى غزّة

31 يوليو 2015
رنا من داخل الأنفاق (تويتر)
+ الخط -
رداً على البيان الذي أصدره "المرصد العراقي للحريات الصحافية" التابع لنقابة الصحافيين العراقيين، كشفت السفارة العراقية في القاهرة جانباً من الملابسات المتعلقة باحتجاز الصحافية العراقية، رنا عبد الحليم صميدع، في أحد السجون المصرية، بتهمة دخول قطاع غزة والعودة إلى الأراضي المصرية من معابر الأنفاق غير الرسمية وتصويرها مواقع عسكرية مصرية يحظر على الآخرين تصويرها.  

 
وقالت السفارة إنها اطلعت بأسف شديد على نص البيان الصادر مؤخراً من قبل "المرصد العراقي للحريات الصحافية"، المتضمن أنباء غير دقيقة بشأن قضية سجن السلطات المصرية الصحافية العراقية، رنا عبد الحليم صميدع، والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام العراقية من أن أية جهة حكومية، ولا حتى السفارة العراقية في القاهرة، لم تبادر إلى زيارة الصحافية ومعرفة حيثيات قضيتها التي احتجزت وسجنت بسببها. 
 
وأضافت أنه بتوجيه مباشر من السفير العراقي في القاهرة، ضياء الدباس، حضر موظف دبلوماسي ممثلاً عن السفارة وبرفقته محامي السفارة الجلسة الرسمية التي انعقدت في محكمة الإسماعيلية العسكرية بتاريخ 12/11/2014، ضد رنا وتكّون لدى السفارة تصور كامل لحيثيات احتجازها من قبل السلطات الأمنية المصرية، والذي أيدته جملةً وتفصيلاً الصحافية بنفسها من أنها دخلت إلى مدينة غزّة عبر الأنفاق وأمضت ثلاثة أيام ثمّ عادت إلى مصر وكررت محاولتها بعد مرور شهرين لدخول المدينة مرّة أخرى لكنها باءت بالفشل، لعدم حيازتها المبلغ المتعيّن دفعه (10 آلاف دولار) بغية المرور، مما حدا بها إلى المكوث مدة شهر عند إحدى العوائل في منطقة "رفح" من الجانب المصري، على أمل إيجاد طريقة أخرى لعبورها الأنفاق من دون مقابل مادي، بعدها قامت قوة من الجيش المصري بإلقاء القبض عليها بتاريخ 20/8/2014 وقدمت إلى المحاكمة العسكرية بتهمة الوجود في منطقة عسكرية محظورة، وتصوير منشآت عسكرية والخروج من مصر بطريقة غير مشروعة، ومن ثم الدخول إليها بالطريقة نفسها، فضلاً عن وجودها في مصر من دون بطاقة إقامة نافذة المفعول، وقد صدر الحكم بحقها في جلسة 16/11/2014 من المحكمة بالسجن لمدة سنة تبدأ من تاريخ الاعتقال. 
 
اقرأ أيضاً: دولة مبارك والسيسي "اتحشرت" في التوكتوك

وأشارت السفارة إلى أنّها، وكإجراء عاجل من قبلها، سارعت بتقديم معونة مالية للصحافية وتوفير بعض المستلزمات الشخصية، فضلاً عن تسديد المبالغ المترتبة للمحامي المكلف بالمرافعة عنها لغرض اهتمامه بالدعوى المقامة ضدها، كما قامت السفارة بتحمل الأعباء المالية المترتبة للمحامي الذي وكلته تلك الصحافية لتقديم طلب استئناف للحكم إلا أنه تم رفض الطلب.

وأكدت السفارة أنها تدخلت بقوة من أجل نقل الصحافية من سجن الإسماعيلية إلى سجن النساء في القناطر لتوفير ظروف أفضل لها.   
 
وكان رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، قد كلّف السفير العراقي في القاهرة بمتابعة قضية الصحافية العراقية المحتجزة في مصر، رنا عبد الحليم، ومتابعة وضعها وسلامتها والعمل على توفير ظروف إطلاق سراحها.

وقال نقيب الصحافيين العراقيين، مؤيد اللامي، إنه يثمّن الاستجابة السريعة لبيان "المرصد العراقي للحريات الصحافية" الذي طالب فيه العبادي بالتدخل شخصياً بعد مرور أشهر على احتجاز رنا في سجن القناطر بالقاهرة، من قبل السلطات المصرية وامتناعها عن الإفراج عنها بعد محاولتها التوجه إلى غزّة وعبور الحدود لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزّة، حيث عدت مخالفة قانونية وعبوراً غير مشروع، مع أن المئات من المتضامنين حول العالم يتوجهون عبر البحر والحدود البرية إلى فلسطين لإعلان التضامن.

وكان ناشطون عراقيون يقيمون في مصر قد اتصلوا بـ"المرصد العراقي للحريات الصحافية" وطالبوا بتدخله لدى السلطات الحكومية للتحرك من أجل ضمان سلامة رنا عبد الحليم، وإطلاق سراحها.

وعملت رنا عبد الحليم، الشاعرة والقاصة والإعلامية، مراسلة ومذيعة ومقدمة برامج‏، كما أنها أحد أعضاء "اتحاد الأدباء العراقيين"، وعضو "منتدى نازك الملائكة"، وناشطة، وقد صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان "مشاكسة المدرسة". وقد دخلت إلى قطاع غزّة من مصر عبر الأنفاق وحاولت الوصول إلى القدس لرفع العلم العراقي، كما تقول، إلا أن حكومة حماس أبعدتها ومن ثمّ اعتقلت في مصر قبل أكثر من سنة.

اقرأ أيضاً: تأجيل جلسة النطق بالحكم في إعادة محاكمة صحافيي الجزيرة 

دلالات