اعتداء باريس: تظاهرات غضب كردية والمنفذ يقر بالدوافع العنصرية

24 ديسمبر 2022
تجمع عدة مئات في الساحة وكثير منهم حملوا أعلاما (Getty)
+ الخط -

أكد الرجل الذي يشتبه بقتله ثلاثة أشخاص وجرحه ثلاثة آخرين، أمس الجمعة، بالقرب من مركز ثقافي كردي في باريس لشرطي عند توقيفه أنه فعل ذلك لأنه "عنصري"، كما ذكر مصدر قريب من التحقيقات المتواصلة السبت لتحديد دوافع عمله.

يأتي ذلك وسط تجمع ممثلي الجالية الكردية في فرنسا في وسط باريس اليوم السبت في احتجاج للمطالبة بأجوبة بشأن الهجوم. وقد تخلل الاحتجاج اشتباكات بين الشرطة والمحتجين.

وصرح المصدر أن المشتبه به الذي تمت السيطرة عليه قبل تدخل الشرطة أوقف وبحوزته "حقيبة صغيرة" تحتوي على "مخزنين أو ثلاثة ممتلئة بالخراطيش، وعلبة خرطوش من عيار 45 تحوي 25 خرطوشة على الأقل"، مؤكدا بذلك معلومات نشرتها الأسبوعية الفرنسية "لو جورنال دو ديمانش".

احتجاجات واشتباكات في باريس

وفي أعقاب اشتباك بين حشد غاضب والشرطة بعد ظهر الجمعة، دعا "المجلس الديمقراطي الكردي" في فرنسا على موقعه على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إلى التجمع اليوم السبت في ساحة الجمهورية، وهو مكان تقليدي للاحتجاجات في المدينة.

وتجمع عدة مئات في الساحة وكثير منهم حملوا أعلاما. فيما شهدت باريس اليوم تجدد الاشتباكات بين الشرطة وأفراد من الجالية الكردية الغاضبين من الهجوم.

وذكرت وكالة "رويترز" أن عدة سيارات قُلبت، وتم إشعال نيران صغيرة قرب ساحة الجمهورية، حيث احتشد المحتجون. وأضافت أن صدامات وقعت فيما كان المحتجون يغادرون الساحة، بينما ألقى بعضهم مقذوفات على أفراد الشرطة الذين ردوا على ذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع.

التحقيقات تتواصل

وفي الوقت نفسه، تتواصل التحقيقات السبت لتحديد الأسباب التي دفعت هذا الرجل البالغ من العمر 69 عاما الذي تمت ملاحقته في الماضي بسبب هجوم عنصري، إلى ارتكاب هذا العمل.

ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الهجوم الدنيء" الذي "استهدف أكراد فرنسا". وبطلب منه، سيستقبل قائد شرطة باريس مسؤولي الجالية الكردية صباح السبت.

وجرت الوقائع في شارع بالقرب من مركز ثقافي كردي في حي تجاري حيوي ترتاده الجالية الكردية. واعتقل مطلق النار الذي ارتكب أعمال عنف بسلاح في الماضي، بعيد المأساة وأوقف قيد التحقيق.

ولم تسرب السلطات الفرنسية أي تفاصيل عن الضحايا "غير المعروفين لدى أجهزة الشرطة الفرنسية"، كما قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان.

لكن الناطق باسم "المجلس الديمقراطي الكردي" في فرنسا أجيت بولات قال إن أحدهم فنان كردي لاجئ سياسي و"ملاحق في تركيا بسبب فنه"، والرجل الثاني وهو "مواطن كردي عادي" يتردد على الجمعية "يوميا". وأوضح أن بين القتلى امرأة كانت قد تقدمت بطلب للجوء سياسي "رفضته السلطات الفرنسية".

وفتح تحقيق في جرائم قتل ومحاولة قتل وأعمال عنف بأسلحة مخطط لها ومخالفة قانون السلاح.

ومطلق النار المفترض الذي أصيب بجروح طفيفة في وجهه أثناء اعتقاله، معروف من قبل القضاء.

وكان قد حُكم عليه في يونيو/ حزيران الماضي بالسجن 12 شهرًا بتهمة ارتكاب أعمال عنف بسلاح في 2016. وقد طعن في الحكم.

والرجل اتهم أيضًا في ديسمبر/ كانون الأول 2021 بارتكاب أعمال عنف ذات طابع عنصري، مع سبق الإصرار مستخدما أسلحة والتسبب بأضرار لأفعال ارتُكبت في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2021.

وفي هذه القضية الثانية، يُشتبه بأنه جرح بسلاح أبيض مهاجرين في مخيم في باريس وقام بتخريب خيامهم، كما ذكر مصدر في الشرطة حينذاك.

وقالت المدعية العامة لباريس لوري بيكوو إنه بعد توقيفه الاحترازي لمدة عام، أُطلق سراحه في 12 ديسمبر/ كانون الأول بموجب القانون ووُضع تحت إشراف قضائي.

دافع عنصري؟

في 2017، حُكم على الرجل بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ لحيازته أسلحة. لكن من جهة أخرى، قال دارمانان إنه غير معروف في ملفات استخبارات البلاد والمديرية العامة للأمن الداخلي و"لم يُصنف على أنه فرد من اليمين المتطرف".

وقالت المدعية العامة إن فرضية هجوم إرهابي استبعدت في هذه المرحلة من التحقيقات.

وصرح والد المشتبه به البالغ من العمر 90 عاما لوكالة "فرانس برس" إن ابنه وصباح يوم الحادث "لم يقل شيئا عندما غادر المنزل (...) إنه مجنون"، مشيرا إلى أنه يميل إلى "الصمت" و"منغلق".

وأوضح دارمانان أنه "أراد مهاجمة الأجانب" و"من الواضح أنه تصرف بمفرده"، مشيرا إلى أنه كان يتردد على ميدان رماية.

وشدد على أنه "ليس من المؤكد أن القاتل الذي أراد قتل هؤلاء الناس (...) فعل ذلك لاستهداف الأكراد تحديدا"، بينما تتناقل الجالية الكردية شائعات عن هجوم "سياسي".

وقالت لور بيكوو خلال مؤتمر صحافي إن "الدوافع العنصرية للوقائع" ستكون "بالتأكيد جزءًا من التحقيقات". وأضافت مساء الجمعة في بيان "ليس هناك في هذه المرحلة ما يثبت أي انتماء لهذا الرجل لحركة أيديولوجية متطرفة".

لكن "المجلس الديمقراطي الكردي" في فرنسا قال إنه من "غير المقبول" عدم وصف إطلاق النار بأنه "هجوم إرهابي".

وصرح أجيت بولات المتحدث باسم المجلس في مؤتمر صحافي في مطعم يبعد مائة متر عن مكان الهجوم "من غير المقبول عدم الحديث عن الطابع الإرهابي ومحاولة الإيحاء بأنه مجرد ناشط يميني متطرف (...) جاء لارتكاب هذا الاعتداء على مقرنا".

وأضاف أن "الوضع السياسي في تركيا فيما يتعلق بالحركة الكردية يدفعنا بشكل واضح إلى الاعتقاد بأن هذه اغتيالات سياسية"، قبل أن يضيف أن المجلس يعتقد أن الرئيس التركي رجب طيب "أردوغان والدولة التركية يقفان وراء هذه الاغتيالات".

وذكر مصدر في الشرطة لوكالة "فرانس برس" أن أعمال عنف اندلعت الجمعة مع الشرطة واعتقل شخص واحد.

في الخارج، وصف المستشار الألماني أولاف شولتز إطلاق النار بأنه "عمل مروع"، وعبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "تعازيه الحارة".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون