دعا المجلس الرئاسي الليبي، اليوم الجمعة، "جميع القوات التي اشتبكت أو في حالة اشتباك، بالعاصمة طرابلس" للتوقف الفوري عن الاشتباك والرجوع لثكناتها "دون تأخير مهما كانت الأسباب".
وسمع سكان العاصمة طرابلس أصوات إطلاق نار متقطعة لعدة ساعات بالقرب من معسكر التكبالي، في منطقة صلاح الدين، أحد مقرات اللواء 444 التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية.
وفي مقطع متداول على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر مسلح تابع للواء 444 وأمامه أشخاص مكبلون، موضحاً أنهم من مهاجمي مقر اللواء، وأنهم يتبعون جهازاً أمنياً تابعاً للمنطقة العسكرية في طرابلس.
عـــاجل
— abd allatheef harb (@Abdoko99) September 3, 2021
قـــوات اللواء 444 قتال تتمـــكن في كمـــين محكـــم من أسر عددا وقتل من حلف المجرميـــن وعلي رأسهم مجرمى هز الاستقرار حاولـــو الدخـــول لمعسكر اللواء وإفشال هده الـــمؤسسة العسكرية بأوامر الإمـــارات pic.twitter.com/4AWF5ph8N2
واشتدت الاشتباكات لأكثر من ساعتين، مساء الجمعة، في ذات المنطقة، لكنها توسعت لتشمل المناطق المجاورة لمقر معسكر التكبالي، وفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد".
وقال الشهود إنهم شاهدوا سيارات إسعاف تمر من الطرقات المؤدية لمحيط المعسكر، لكن لم تعلن أي جهة رسمية حتى الآن عن حجم ضحايا الاشتباكات.
وطالب المجلس الرئاسي، في بيانه اليوم الجمعة، رئيس الأركان العامة للجيش إلى اتخاذ الإجراءات الفورية حيال آمري القوات التي حدث بينها الاشتباك، و"ممارسة ما يخوله له القانون من صلاحيات تحقق السيطرة على الموقف، والإبلاغ بأي إجراء يتخذ"، كما طالب مكتب المدعي العسكري بسرعة فتح تحقيق في الحادث.
وشدد المجلس الرئاسي على عدم السماح بـ"تكرار مثل هذه الأحداث، وأي تصرف بالمخالفة لهذه البلاغات يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونا"، مؤكداً أنه سيتابع تنفيذ قراره بشأن وقف الاشتباكات، بما في ذلك تنفيذ العقوبات القانونية على المخالفين.
في الأثناء، قال آمر منطقة طرابلس العسكرية، اللواء عبدالباسط مروان، إن سبب الاشتباكات "تصحيح لمسار اللواء 444" بعد انحرافه وعدم امتثاله للأوامر العسكرية، مشيراً إلى أن الاشتباكات جرت بين قوة تابعة لمنطقة طرابلس العسكرية وبين اللواء 444 التابع لوزارة الداخلية في محيط مقره في معسكر التكبالي في منطقة صلاح الدين.
وأوضح مروان، في بيان له مساء الجمعة، أن سرية الإنذار التابع للمنطقة العسكرية بطرابلس كُلفت بالسيطرة على مخازن سلاح اللواء 444 في معسكر التكبالي، بعد أن تأكد وجود أفراد لا علاقة لهم بالعسكرية فيه.
من جانبه، نعى اللواء 444 أحد ضباطه، مشيراً إلى أنه قُتل خلال الاشتباكات التي شهدها معسكر التكبالي "أثناء التصدي لمشروع خارجي بأيادٍ خبيثة مجرمة ضلت الطريق وحاولت العبث بأمن العاصمة"، بحسب منشور على الصفحة الرسمية للواء.
وأضاف اللواء أن الضابط عمر محمد بلقاسم يحمل رقماً عسكرياً، وأنه من الضباط الذين تصدوا لإحباط الهجوم على معسكر التكبالي، متوعداً من وصفهم بـ"المجرمين" بأن "نهايتهم قد اقتربت وسيلاحقهم القانون".
من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الجمعة، عن قلقها إزاء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس.
وجاء ذلك في بيان للبعثة الأممية عبر موقعها الإلكتروني، عقب ساعات على اندلاع اشتباكات مسلحة بين فرقتين تابعتين للسلطات الليبية في طرابلس.
وأفاد البيان بأنّ "البعثة تعرب عن قلقها البالغ إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، بما في ذلك ما ورد عن استخدام لإطلاق نار عشوائي في منطقة صلاح الدين (جنوبي طرابلس)، أحد الأحياء المكتظة بالسكان في العاصمة".
ودعا إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية، وممارسة جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس".
كما طالبت البعثة الأممية "السلطات الليبية بتحمل مسؤولياتها في ضمان حماية المدنيين، وممارسة السيطرة على الوحدات التابعة لها"، بحسب البيان ذاته.
وقبل أشهر، شهدت ليبيا انفراجاً سياسياً. ففي 16 مارس/ آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة وطنية ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وفي الأسابيع الماضية، عاد ملف القوات والمرتزقة الأجانب إلى الواجهة ليستحوذ على المشهد مجدداً، في خضم حرب البيانات بين الأطراف الليبية، على خلفية مطالبة اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الحكومة الليبية بتجميد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العسكرية "لأي دولة" ذات صلة بالوجود العسكري الأجنبي في البلاد.