اشتباكات عنيفة بين الأمن الفلسطيني ومقاومين من كتيبة طوباس

27 يوليو 2024
من مراسم تشييع أحد الشهداء في طوباس / 4 يناير 2024 (نضال اشتية/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اندلاع الاشتباكات ومحاولة الاعتقال**: اندلعت اشتباكات عنيفة بين أجهزة الأمن الفلسطينية وكتيبة طوباس بعد محاولة اعتقال قائد من سرايا القدس. فرّ القائد واعتُقل شقيقه وأُفرج عنه لاحقاً بعد تهديدات.

- **تصاعد التوتر والمواجهات**: أغلق الشبان مداخل طوباس وأشعلوا الإطارات، واندلعت مواجهات بالحجارة. استمرت الأجهزة الأمنية بإطلاق النار والقنابل، واعتقلت الناشط وديع فقها وصادرت سلاحاً متطوراً.

- **ردود الفعل والبيانات**: اتهمت كتيبة طوباس الأجهزة الأمنية بالعمل لصالح الشاباك الإسرائيلي وناشدت كبار العشائر للتدخل. حذرت من أن أفعال الأجهزة تخدم الاحتلال وقد تؤدي إلى شلال من الدماء.

اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة، في وقت متأخر من يوم الجمعة، بين أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر مسلّحة تتبع لـ"كتيبة طوباس" في طوباس شمال الضفة الغربية، وذلك عقب محاولة الأجهزة الأمنية اعتقال أحد قادة الكتيبة من سرايا القدس "الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي"، والذي فرّ من المكان، فيما جرى اعتقال شقيقه، قبل أن يفرج عنه عقب تهديدات من الكتيبة.

وبحسب مصادر محلّية، وأخرى مقرّبة من الكتيبة، تحدثت إلى "العربي الجديد"، فإن الأمن الفلسطيني اقتحم المنطقة الجنوبية لمدينة طوباس قرب جامعة القدس المفتوحة، واقتحمت تجمّعاً لشبّان واعتقل من بينهم الشاب حامد مسلماني، وهو شقيق المطارد عمران مسلماني المطلوب للاحتلال الإسرائيلي، وأحد قادة كتيبة طوباس، ثمّ أطلقت النار بشكل مباشر صوب الشبّان، لكن لم تقع إصابات مباشرة. وقال المصدر المقرّب من الكتيبة إن الأجهزة الأمنية اشتبهت بالمطارد عمران واعتقلت شقيقه بدلًا منه، وأطلقت النار بشكل عشوائي، ما يوحي بنوايا مبيتة بالاستهداف والاغتيال بحق أفراد الكتيبة وذويهم والمقرّبين منهم، وذلك في سياق حملات الملاحقة المباشرة، ما دفع أفراد الكتيبة للردّ المباشر بإطلاق النار على مقرّات الأجهزة الأمنية.

وفي أعقاب الحادثة، أغلق عشرات الشبّات الغاضبين مداخلاً وطرقاً رئيسية في طوباس، وأشعلوا الإطارات المطاطية، واندلعت مواجهات بالحجارة بين الشبّان وعناصر الأجهزة الأمنية الذين استمروا بإطلاق النار المباشر، والقنابل المسيّلة للدموع، كما جابوا شوارع طوباس بمركبات مدنية، في سياق ملاحقة الشبّات الرافضين لملاحقة المطارد مسلماني، وفق ما يقول المصدر المقرّب من الكتيبة الذي أوضح أن الكتيبة في مرّات عديدة سابقة أكدت أنها لا تسعى للمواجهة والاشتباك بين عناصر الأمن الفلسطيني، وأن بندقيتهم موجّهة صوب الاحتلال.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية صعّدت من ملاحقتها لأفراد الكتيبة في الآونة الأخيرة، حيث اعتقلت قبل يومين الناشط في الكتيبة، وديع فقها، كما صادرت سلاحاً متطوراً من أحد أبرز قادة الكتيبة، بالإضافة إلى تنفيذها دوريات مستمرة تجوب الشوارع في ساعات الليل والنهار، عدا عن نصب الحواجز والكمائن، وتنفيذ عمليات تشويه ممنهجة بحق قادة وكوادر الأجهزة الأمنية، وذلك كلّه من أجل دفع الكتيبة للخروج من العمل السرّي إلى العلني المكشوف، وجرّهم إلى مربع الخلافات الداخلية على حساب العمل المقاوم.

وبعد الحادثة، نشرت "سرايا القدس - كتيبة طوباس" بياناً عبر صفحتها على "تليغرام"، جاء فيه: "تقوم الأجهزة المكلفة من قبل جهاز الشاباك الإسرائيلي باعتقال واغتيال المجاهدين بلا رحمة ولا شفقة وبلا دوافع دينية وإنسانية، وما يحصل الآن في مدينة طوباس، قام عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمحاصرة أحد مجاهدي كتيبة طوباس أثناء تواجده في إحدى الأمكان، وقاموا بإطلاق الرصاص بشكل مباشر عليه، وعلى المدنيين العزل ولكن بفضل الله نجى من محاولة الاغتيال الفاشلة، واعتقال شقيقه".

وناشدت الكتيبة في بيانها من وصفتهم "كبار عشائر محافظة طوباس" بأن يقفوا عند مسؤولياتهم. وقالوا في البيان "إنه يجب وضع حد لأبناء الأجهزة الأمنية، وأن الطريق الذي سار عليه المجاهدين ليس لقتال أبناء جلدتهم، بل لقتال العدو الصهيوني". وحذّرت كتيبة طوباس من أن "أفعال الأجهزة الأمنية لا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي وذلك من شأنه أن يفتح شلّالاً من الدماء التي حرّمها الله"، وفق بيانهم، وقالوا: "نحن لم نخرج إلا لقتال الأعداء المُحتلين لأرضنا ومُقدساتنا ودحرهم بالدم والعقيدة، ونذكركم بعملية الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو قبل أيام بأغتيال أحد أفراد الأجهزة الأمنية ولم نر منكم أي رد فعل أو استنكار".

نبذة عن كتيبة طوباس

وتعتبر كتيبة طوباس من أبرز الكتائب المقاومة في ساحة الضفة الغربية، والتي تنشط بشكل غير معلن بعيداً عن الأنظار والعروض العسكرية، حيث انطلقت وبدأت أعمالها العسكرية المقاومة في السابع عشر من يوليو/ تموز من عام 2022، وتضمّ عناصر من سرايا القدس، وكتائب القسام، ومقاتلين لا ينتمون لتنظيمات أو فصائل.

إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين شبّان من مخيم الدهيشة، في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ومع عناصر الأجهزة الأمنية وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها طولكرم بعد محاولة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اعتقال قائد كتيبة  مقاومين من كتيبة طوباس مخيم نور شمس، محمد جابر "أبو شجاع"، مساء الجمعة.

وقال مصادر محلّية لـ"العربي الجديد"، إن عشرات الشبّان خرجوا في مسيرة احتجاجية رفضاً لما جرى في طولكرم من محاولة اعتقال أبو شجاع وحصاره في مستشفى ثابت ثابت، فيما واجههم عناصر الأجهزة الأمنية بإطلاق القنابل الصوتية، في الحين الذي ردّ فيه الشبّان بإحراق أبواب مقرّ جهاز الأمن الوقائي المحاذي للمخيم، واندلعت مواجهات بالحجارة وإطلاق الرصاص في الهواء.

المساهمون