قتل مدني بتجدد القصف من قوات النظام السوري على ريف إدلب شمال غربي سورية، وسقط قتلى وجرحى إثر اشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محاولة تسلل من الأخيرة بريف حلب، بينما لا يزال الترقب حاضرا في مدينة طفس بريف درعا بعد فشل الاجتماع الأخير مع النظام في الوصول إلى حل يجنب المدينة أي عمل عسكري.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن مدنيا قتل صباح اليوم جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على قرية بنين في جبل الزاوية جنوبي إدلب، موضحا أن القصف طاول عدة مناطق تزامنا مع تحليق طيران مسيّر فوق المنطقة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عناصر من فصائل "الجيش الوطني" أصيبوا بجروح وقتل عناصر وأصيب آخرون من "قسد"، في اشتباكات على محور حربل بريف حلب الشمالي جراء محاولة تسلل من "قسد" إلى مواقع للفصائل في المنطقة.
وأوضحت المصادر المقربة من "الجيش الوطني" أن الاشتباكات ترافقت مع قصف متبادل، وسقطت قذائف مدفعية في منطقة أبو الزندين الخاضعة لسيطرة النظام دون إحداث أضرار بشرية.
وأضافت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن قصفا مدفعيا من "قسد" أصاب في وقت سابق نقطة للجيش التركي في محور القنطري بريف الرقة الشمالي، قابله قصف تركي أوقع إصابات في صفوف "قسد"، وتجدد أيضا القصف التركي صباح اليوم على مناطق في قريتي أحرص وأم الحوش شمالي محافظة حلب.
اشتباك في أعزاز
وتحدثت المصادر أيضا عن مقتل عنصر وإصابة أربعة آخرين جراء اشتباكات مسلحة وقعت بين عناصر من فصائل تابعة لـ"الجيش الوطني السوري" في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي مساء أمس، مضيفة أن الاشتباكات دارت بين عناصر من فصيل "عاصفة الشمال"، ومسلحين من "آل حوري" من سكان المدينة.
وذكرت المصادر أن القتيل والمصابين هم من عناصر فصيل "عاصفة الشمال" موضحة أن المدينة تشهد استنفارا عسكريا من قبل "الجبهة الشامية" التي أرسلت تعزيزات إلى المدينة بهدف وقف الاشتباك. وشهدت المدينة سابقا اشتباكات مماثلة وقعت على خلفية خلافات شخصية أو عائلية.
من جانب آخر، قتل عنصران تابعان لـ"مجلس هجين العسكري" في "قسد" وأصيب آخران بجروح خطيرة في هجوم بأسلحة رشاشة من مجهولين طاول دورية على ضفاف نهر الفرات قرب بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي. وذكرت مصادر أن الدورية اشتبكت مع مهربين بين مناطق "قسد" ومناطق النظام السوري.
اجتماع طفس
وفي درعا جنوبا، تسود حالة من الترقب في مدينة طفس صباح اليوم بعد فشل الاجتماع الأخير بين النظام وممثلين عن المدينة بحضور روسي، إذ يصر النظام على وضع حاجز ونقاط له داخل المدينة، الأمر الذي ترفضه اللجنة الممثلة عن المدينة.
وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن اجتماعا عقد أمس في مبنى المحافظة بين ممثلين عن طفس ورئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام لؤي العلي بإشراف ممثلين عن القوات الروسية، حيث أكد الأخير على ضرورة تحقيق مطالب النظام المتمثلة في زرع نقاط وحواجز داخل طفس.
وأكدت المصادر أن الاجتماع انتهى دون التوصل إلى أي اتفاق، بعدما طالب ممثلو طفس النظام بسحب قواته وتعزيزاته العسكرية من محيط المدينة وإبعاد الحواجز التي يريد وضعها عن مداخل ومخارج المدينة.
وتعيش طفس على وقع التوتر منذ الأسبوع الماضي، إذ يسعى النظام السوري إلى بسط سيطرته العسكرية على المدينة ووضع حواجز ومقار ضمنها بذريعة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي والفلتان الأمني، علما أن التنظيم غير موجود في المنطقة بأي شكل من الأشكال وفق أهالي المدينة، ويتهمون النظام بافتعال الفلتان الأمني ليكون ذريعة في دخوله إلى المدينة.