استمرت الاشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الخميس، مما أدى إلى اختراق الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم وزاد من خطر انهيار الهدنة، التي بدأت الإثنين الماضي لمدة أسبوع.
وقال سكان إن اشتباكات بين الفريقين المسلحين المتناحرين اندلعت أمس الأربعاء في الخرطوم ومدن أخرى، وفي تصريحات في ساعة متأخرة أمس الأربعاء، اتهم الجيش وقوات الدعم السريع بعضهما البعض بخرق الاتفاق.
وفي نفس السياق، أعلنت نقابة أطباء السودان، اليوم الخميس، ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 865، جراء الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي.
وقالت النقابة (غير حكومية)، في بيان، إن "الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع استمرت وأدت إلى سقوط مزيد من الضحايا".
وخلال ثلاثة أيام، 21 و22 و23 مايو/أيار الجاري، "بلغ عدد الوفيات والإصابات التي جرى حصرها بين المدنيين حالتي وفاة و103 إصابات في العاصمة الخرطوم، ليرتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 865 وعدد الإصابات إلى 3634".
وأفادت النقابة بوجود عدد كبير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر، لعدم تمكنها من الوصول إلى جميع المستشفيات جراء صعوبة التنقل في ظل الوضع الأمني الراهن.
وكانت آخر حصيلة أعلنتها النقابة، الإثنين الماضي، سجلت 863 قتيلاً و3531 مصاباً بين المدنيين.
وكان فولكر بيرتس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان، حذر خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، من انهيار قطاع الصحة في السودان، مشيراً إلى "إغلاق أكثر من ثلثي المستشفيات، ومقتل العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية، ونفاد الإمدادات الطبية"، مشدداً على أن "التقارير المتكررة عن استخدام المرافق الصحية كمواقع عسكرية أمر غير مقبول".
كما كشف تقرير لمركز الخبراء العرب للخدمات الصحافية ودراسات الرأي العام، صدر الإثنين الماضي، أن "قوات الدعم السريع" أخلت نحو 21 مستشفى ومؤسسة صحية في الأسبوعين الثالث والرابع من القتال، وتسبب ذلك في "تعطل 55% من المستشفيات عن مهامها السريرية والعلاجية والخدمات التشخيصية"، وفق التقرير الذي يرصد الفترة من 15 إبريل إلى 15 مايو/أيار الجاري.
وكان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السودان لمدة أسبوع بدأ مساء الإثنين الماضي بموجب اتفاق وقعه طرفا النزاع في مدينة جدة بوساطة سعودية أميركية، بينما تستمر المحادثات بين طرفي النزاع في السعودية في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المتواصل في الخرطوم ومدن أخرى.
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)