ذكرت شبكات محلية أن عنصراً من "قوات سورية الديمقراطية" "قسد"، قُتل عصر اليوم الجمعة، إثر استهدافه بعدة طلقات نارية من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية وسط بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، شرقي سورية.
وأشارت أيضاً إلى جرح عنصر آخر من "قسد" مع شخص مدني إثر هجوم نفذه مجهولون يقودون دراجة نارية استهدف نقطة عسكرية لـ"قسد" وسط بلدة الشحيل شرقي دير الزور، تلاه انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية زرعها مجهولون على الطريق الرئيسية في بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي، أدى لوقوع جرحى إصاباتهم طفيفة.
وفي دير الزور أيضاً، أشار مصدر عسكري في المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "اللواء نزار أحمد الخضر قائد الفرقة 17 مشاة في جيش النظام، ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة دير الزور، قام صباح الجمعة بجولة تفقدية على طريق دير الزور–تدمر، وأمر بنشر قوات من الفرقة قوامها 400 عنصر على كامل الطريق، مدعومةً بصواريخ حرارية مضادة للدروع والأفراد، وعربات مزودة بمدافع رشاشة متوسطة وثقيلة، بهدف حماية الطريق الاستراتيجية من هجمات خلايا تنظيم "داعش".
وأشار المصدر، إلى أن عمليات الرصد كشفت أن جولة الخضر تزامنت مع سير قافلة مؤلفة من 40 شاحنة وحافلة محملة بالمواد النفطية تابعة لميليشيا "القاطرجي"، انطلقت من المناطق التي تُسيطر عليها "قسد" بريف الحسكة، إلى مناطق سيطرة النظام السوري في محافظة حماة مروراً بدير الزور، وتناوب على مرافقتها مروحيتان من طراز "Mi 25" أقلعتا من مطاري الشعيرات و"تي فور" بريف حمص. وأعرب المصدر عن اعتقاده في أن النظام يلجأ إلى هذا التكتيك الجديد بهدف حماية القوافل ورصد حركة الطريق ومنع أي هجمات من عناصر تنظيم "داعش" عليها.
وفي ريف حلب شمالي البلاد، قضى طفل نازح متأثراً بجراح أُصيب بها إثر قصف مدفعي من قبل قوات "قسد"، الإثنين الفائت، استهدف مدينة الباب شرقي حلب.
كما خرجت مظاهرات في مدينتي الباب وأعزاز شمال شرقي حلب ضمن ما يُعرف بمناطق "درع الفرات"، الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، حملت شعارات "لا شرعية للأسد وانتخاباته"، وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالبدء بخطوات فعالة للإطاحة ببشار الأسد ونظامه، وإخراج المليشيات من سورية، بعد عشرة أعوام من القتل والتدمير للشعب السوري بمشاركة وحماية روسية وإيرانية، بحسب الشعارات التي رددها المتظاهرون.
في حين شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني"، مساء الجمعة، حالة غضب شعبية لدى الأهالي والنشطاء، بعد تداول صورة توثّق توزيع مساعدات من قبل إحدى المنظمات الإغاثية التركية، حملت علم النظام السوري في أحد المخيمات بمنطقة أعزاز، وعلى إثرها شنت شعبة المخابرات التابعة لـ"الجيش الوطني" حملة اعتقالات ضمن المخيم طاولت المسؤول عن المخيم تلال الشام الذي رُفعت فيه اللافتة، وعدداً من العاملين فيه.
أما في محافظة إدلب، فقد تظاهر عشرات النازحين والمُهجّرين من مناطق حمص وحماة وإدلب والغوطة ودرعا وأرياف إدلب، والمقيمين في مراكز الإيواء داخل مدينة إدلب، بعد صلاة الجمعة، ضد قرارات إدارة المُهجّرين التابعة لما يُسمى بـ"حكومة الإنقاذ"، الذراع المدني لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
وأوضح أحد المدنيين الذين شاركوا في المظاهرة لـ"العربي الجديد"، والذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن "الاحتجاجات جاءت ضد قرار الإدارة الذي نص على ترحيلهم إلى مخيمات شُيدت حديثاً بالقرب من بلدة كفرجالس بمحيط المحافظة".
وأشار إلى أن "إدارة المُهجّرين قطعت عنهم المساعدات الغذائية والخبز ومياه الشرب، التي لم تعد تصل لمراكز الإيواء البالغ عددها 17 مركزاً منذ ثلاثة أشهر"، في خطوة من قبل الإدارة والحكومة لإجبارهم على إخلاء المراكز والتوجه للمخيمات، علماً أن تلك المراكز تضم ما يزيد عن 2500 عائلة، بحسب قوله.
ولا تزال الخروقات لوقف إطلاق النار مستمرة بشكل شبه يومي من قبل قوات النظام والميليشيات الحليفة، ضمن ما يعرف بـ"منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، إذ استهدفت مدفعية النظام اليوم الجمعة قرى وبلدات: الزيارة والقرقور وقسطون والعنكاوي والقاهرة والبارة وكنصفرة والفطيرة وكفرعويد وسفوهن وفليفل والجلقة وتلال الكبانة والتفاحية، وجميعها ضمن أرياف اللاذقية الشرقية وحماة الغربية وإدلب الجنوبية.
وفي جنوب البلاد، استهدف مسلح يستقل دراجة نارية، صباح الجمعة، عنصراً من قيادة شرطة محافظة القنيطرة في سوق قرية القصيبة، بريف القنيطرة الجنوبي، ما أدى إلى مقتله على الفور.
كما بدأت قوات النظام في ريف درعا الغربي بالانسحاب من النقاط التي سيطرت عليها مؤخراً، مستبدلة بعناصرها عناصر من أبناء المنطقة، ويترافق ذلك مع فتح الطرقات بين بلدات المزيريب واليادودة وتل شهاب، بعد الانتهاء من عمليات التفتيش يوم أمس في مدينة طفس ومحطيها، وذلك تنفيذاً للاتفاق المبرم بين قوات النظام السوري واللجنة المركزية في ريف درعا الغربي، الذي تم التوصّل إليه قبل أيام برعاية روسية، والذي وصف بـ"النهائي"، بعد سلسلة تسويات نقض النظام وحلفاؤه معظمها.