انفجرت عدة سيارات وشاحنات تحمل ذخائر وأسلحة داخل أحد مقارّ مليشيات "الحرس الثوري الإيراني"، اليوم الأحد، بعد دخولها من الأراضي العراقية إلى السورية عبر معبر "القائم" الحدودي، فيما أعلنت "المقاومة الإسلامية" في العراق، استهداف موقع عسكري إسرائيلي في الجولان، ومعسكر أميركي في الحسكة.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، إن انفجارًا عنيفًا سُمع داخل قرية الغبرة بريف مدينة البوكمال شرقيّ محافظة دير الزور، بالقرب من الحدود العراقية، مرجحاً أن تكون طائرة مُسيّرة قد استهدفت مستودعاً للأسلحة، فيما أكد أن المنطقة المستهدفة تضم مقارّ تابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني"، ومليشيا "لواء فاطميون" (الأفغانية).
من جانبه، أشار الناشط وسام العكيدي، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن طائرة مسيّرة يُرجح أنها تابعة لقوات التحالف الدولي استهدفت شاحنتين و3 سيارات تحمل أسلحة وذخائر تتبع للمليشيات الإيرانية، بعد دخولها من الأراضي العراقية إلى أحد المستودعات في الطرف في قرية الغبرة الواقعة في الطرف الغربي لمدينة البوكمال الحدودية، وبعضها في بلدة السيال، شرقيّ محافظة دير الزور، شرقيّ البلاد، لافتاً إلى أن الاستهداف أوقع قتلى وجرحى من الجنسية العراقية.
وأشارت وكالة "أثر برس" الموالية للنظام السوري، إلى أن طائر مُسيّرة استهدفت سيارة عسكرية عراقية عند معبر القائم بريف مدينة البوكمال شرقيّ محافظة دير الزور، دون ذكر أي تفاصيل أخرى عن الاستهداف.
استهداف موقع إسرائيلي في الجولان ومعسكر أميركي في الحسكة
في غضون ذلك، أعلنت "المقاومة الإسلامية" في العراق، التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة، اليوم الأحد، استهداف موقع عسكري تابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، في أول إعلان من نوعه على جبهة الجولان، وأعلنت أيضاً استهداف معسكر "قسرك"، للقوات الأميركية في الحسكة شمال شرقيّ سورية.
وقالت الفصائل العراقية في بيان: "استمراراً بنهجنا في مقاومة قوات الاحتلال في العراق والمنطقة، وردّاً على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزّة، تم استهداف قاعدة قسرك للقوات الأميركية بالحسكة شمال شرقيّ سورية، بطائرة مسيرة أصابت الهدف بشكل مباشر".
وأضاف البيان أن "الفصائل العراقية استهدفت قاعدة للعدو الصهيوني في الجولان المحتل بطائرة مسيرة مفخخة، والإصابة كانت ناجحة ومباشرة".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعرّض الجيش الأميركي لأكثر من 100 هجوم على الأقل في العراق وسورية، كان معظمها بصواريخ وطائرات مسيّرة هجومية.
توقعات بتصعيد دائرة الحرب
من جهته، أعرب الباحث في الشأن الأمني أحمد الشريفي، خلال حديث مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده بتصاعد دائرة الحرب في المنطقة، خصوصاً بعد تنفيذ أميركا وإسرائيل لعمليات اغتيال استهدفت قادة بارزين في فصائل المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين، مشيرًا إلى أن استهداف الجولان المحتلة بداية لهذا التصاعد.
وبيّن الشريفي أن "قصف الجولان المحتل من قبل الفصائل المسلحة، وتحديداً العراقية، يؤكد أن هناك توجهاً نحو توسعة الحرب واستهداف مواقع ومصالح أميركية وإسرائيلية في المنطقة بشكل أكبر من السابق، لكن هذا الأمر قد يدفع نحو ردود أفعال عسكرية أميركية وإسرائيلية تجاه تلك الفصائل وقياداتها، وهو ما يحوّل الأراضي العراقية إلى ساحة قتال حقيقية في الأيام المقبلة".
وأكد الباحث في الشأن الأمني أن "تصعيد الفصائل العراقية من عمليتها العسكرية داخل العراق وسورية، سيزيد من الحرج على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وسيؤكد استمرار الإخفاق من قبل الحكومة في إيقاف الفصائل وتحركاتها، كما يعطي صورة بأن المشهد الأمني العراقي خارج السيطرة الحكومية، وهو ما سيكون له تداعيات دولية تجاه العراق على مختلف الملفات".
وتسعى الحكومة وأطراف في التحالف الحاكم "الإطار التنسيقي" لوقف الهجمات ومنع التصعيد، خصوصاً بعد عدة ضربات جوية نفذتها واشنطن داخل العراق ضد مواقع الفصائل المسلحة وتهديدها باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.
وتضم جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق"، كلاً من "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، والأوفياء"، و"الإمام علي".