استهداف جديد لناشطين مدنيين في بغداد والنجف وذي قار: محاولات الإسكات مستمرة

05 ديسمبر 2020
الهجوم على أربعة ناشطين في بغداد والنجف وذي قار (الأناضول)
+ الخط -

قالت مصادر بوزارة الداخلية العراقية في العاصمة بغداد، اليوم السبت، إن أربعة ناشطين في بغداد والنجف وذي قار، بينهم امرأة، تعرضوا لهجمات مسلحة ليلة أمس وفجر اليوم السبت، سبّبت إصابات في اثنين منهم، وذلك في أحدث موجة عنف يتعرض لها الناشطون المدنيون في العراق، التي عادة ما توجَّه أصابع الاتهام إلأى مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء استهدافهم، وسط عجز حكومي عن تقديم الحماية لهم.

ووفقاً لمسؤول بوزارة الداخلية العراقية في بغداد، فإن الناشطة انتصار جلوب تعرضت لهجوم بالأسلحة الخفيفة خلال توجهها إلى منزلها بسيارتها الشخصية شرقي العاصمة في الساعة الحادية عشرة من ليلة أمس، ما أدى إلى إصابتها بجروح في الكتف، كذلك أصيب شخص مرافق لها بسبب تطاير زجاج السيارة بفعل إطلاق النار من قبل المهاجمين، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم استهدف جلوب في منطقة قناة الجيش، شرقي بغداد، وتمكنت قوة أمنية من نقل الناشطة إلى مستشفى قريب، وهي بحالة جيدة.

وتعتبر جلوب، المعروفة بـ"أم محمد"، إحدى أبرز الشخصيات النسوية في الاحتجاجات العراقية، وتصدت لقضايا حقوقية تتعلق بحقوق المرأة والعنف الأسري وغيرها.

في غضون ذلك، أكد ناشطون في مدينة النجف نجاة الناشطين علي الموسوي وزيد العراقي من هجوم مسلح، بعد إطلاق مسلحين النار على سيارة تقلّهم في منطقة قريبة من سوق المشخاب الشعبي غربي النجف.

وقال الناشط علي العبيدي من مدينة النجف، إن الناشطين أصيبا بجروح بسيطة جراء الهجوم.

وأضاف العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم هو الثاني الذي يستهدف ناشطين في محافظة النجف خلال هذا الأسبوع، فضلاً عن رسائل تهديد تصل إلى قسم منهم عبر الهاتف أو من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، تعرض منزل الناشط كرار أمين، فجر اليوم السبت، لتفجير عبوة ناسفة قالت الشرطة إنها أوقعت أضراراً بسيطة بواجهة المنزل ومحيطه.

ووفقاً لمصدر أمني عراقي، فإن الهجوم قيد التحقيق، لكن الناشط وأسرته بخير ولم يُصَب أي منهم بسوء.

وشهدت الأيام الاخيرة تصعيداً في موجة استهداف الناشطين العراقيين، أدت إلى مقتل الناشط البارز مصطفى الجابري في ميسان وجرح آخرين في ذي قار وبغداد.

وحول الموجة الجديدة من الاستهداف، قال عضو التيار المدني العراقي، أحمد حقي، إن "غالبية الهجمات كانت محاولة إخافة أو ترهيب الناشطين، لإجبارهم على ترك الحراك والتخلي عنه، أو مغادرة مدنهم من الأساس"، وأضاف أن "المليشيات وجدت أن عمليات الاغتيال تسبب زيادة النقمة المحلية عليها، وتزيد من ترسيخ صورتها السلبية دولياً. لذا، قد يكون أسلوب الترهيب بإطلاق النار أو وضع العبوات الصوتية أحد الأساليب الجديدة للمليشيات في العراق لإسكات الناشطين".

واتهم حقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، مليشيات مقربة لإيران، فضلاً عن أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالوقوف وراء الحملة التي تستهدف الناشطين "بعد التحريض عليهم واتهامات وجهت إليهم وصلت لاعتبارهم يتقاضون مرتبات من الاحتلال الإسرائيلي، وحتى الطعن بسمعتهم وسمعة أسرهم".

واتهم، أيضاً، حكومة مصطفى الكاظمي بـ"الضعف أمام ما تفعله المليشيات في ملف الحراك المدني العراقي".

في السياق ذاته، وصل أعضاء خلية الأزمة الحكومية، برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، إلى محافظة ذي قار، قادمين من بغداد، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد.

وبحسب وسائل إعلام محلية عراقية، وصل الأعرجي برفقة رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، إلى محافظة ذي قار، لاستكمال جهود احتواء الموقف في المدينة، التي ما زالت تشهد عمليات دهم وتفتيش تنفذها قوات حكومية، وطاولت إلى غاية الآن نحو 20 ناشطاً بارزاً، بينما اضطر آخرون إلى مغادرة المدينة.

المساهمون