تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني في ريف دير الزور شرقي سورية حالة من الاستنفار والتشديد الأمني على الطرقات ومداخل ومخارج المدن والبلدات، وذلك بعد مقتل القيادي الإيراني، مسلم مشهدان، بغارة جوية خلال عبوره من سورية إلى العراق. كما يأتي ذلك في ظل استمرار حالة التوتر على خلفية اغتيال عالم الذرة الإيراني، محسن فخري زادة، قرب طهران، والتوعد الإيراني برد ضد إسرائيل.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ القوات التابعة لمليشيات "الحرس الثوري" تلقّت أمراً من المدعو "حاج حسن" مسؤول "محور الميادين" بالاستنفار ورفع الجاهزية القصوى في جميع النقاط والمداخل والمخارج وأطراف الطرق.
وترافق ذلك مع أوامر للمليشيات المتمركزة في ناحية البوكمال ومدينة دير الزور، وجاءت تلك الأوامر، وفق المصادر، بعد وصول نبأ مقتل مشهدان القيادي في "الحرس الثوري".
وذكرت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها، أنّ الاستنفار له أسباب أخرى منها تعرض "الحرس الثوري" خلال الأيام الأخيرة لعدة هجمات برية من قبل مجهولين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضحت المصادر أن الاستنفار ترافق أيضاً مع أنباء غير مؤكدة عن تعرض رتل للمليشيات المدعومة من "الحرس الثوري" لهجوم من مجهولين في ناحية السخنة ببادية حمص، الأمر الذي أدى إلى وقوع عشرين عنصراً بين قتيل وجريح.
وقالت المصادر إنّ مواقع المليشيات الموالية لإيران تعرضت عدة مرات لغارات جوية في منطقتي البوكمال والميادين، وطاولت تلك الغارات أنفاقاً وتحصينات وأماكن تخزين لصناعة وتطوير صواريخ وأسلحة.
ومن أبرز المناطق التي تنتشر فيها المليشيات الإيرانية منطقة نبع عين علي في البوكمال، ومنطقة القورية على ضفة نهر الفرات، وهي مناطق أقامت فيها المليشيات أيضاً معالم ومزارات دينية.
وتتمركز في مدينة البوكمال ومحيطها عدة مليشيات أجنبية ومحلية تتلقى الدعم المادي والعسكري من إيران عبر الحدود العراقية السورية، وأبرزها مليشيات "فاطميون" و"حزب الله" العراقي و"حزب الله" اللبناني، و"حركة النجباء" و"أبو الفضل العباس" و"لواء القدس" و"زينبيون".