استنفاد البحث عن المستوطنين الثلاثة واتجاه لعدوان على غزة

22 يونيو 2014
مقاومون من كتائب "القسام" (أشرف عمرة/الأناضول/getty)
+ الخط -

أقرّ محللون عسكريون إسرائيليون بأنّ نشاط قوات الاحتلال الإسرائيلية، في "البحث عن المستوطنين المفقودين"، على وشك استنفاد نفسه، في ظل تصعيد عدوانها على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسقوط شهداء. وبناء عليه، قد تضطر قوات الاحتلال إلى إعادة نشاطها إلى المستوى الاستخباراتي السري والهادئ، وربما قد تذهب إلى شنّ عدوان على قطاع غزّة.

وقالت الصحف الإسرائيلية إن تعزيز الاحتلال قواته في محيط مدينة الخليل، واستنفار أعداد كبيرة في عمليات تفتيش ومسح المنطقة المذكورة، يزيدان من حالات الضغط الداخلي في الأراضي المحتلة، والرفض الفلسطيني للاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما قد يؤدي إلى انفجار، ظهرت ملامحه من خلال المواجهات بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وتأتي هذه المواجهات في ظل تقديم قوات الأمن الفلسطينية كل مساعدة ممكنة لجيش الاحتلال.

ونقلت صحيفة "معاريف"، عن مصدر أمني رفيع المستوى، قوله إن القوات الإسرائيلي تلقت تعليمات تفيد باحتمالات توسيع نطاق الضربات ضدّ قطاع غزة، مع رفع مستوى التصعيد في الضفة الغربية نفسها.

وأقرّ المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، بأنّه على الرغم من الجهود التي تبذلها إسرائيل إعلامياً ودولياً لإبراز دور قادة "حماس"، من خارج الضفة الغربية، في إصدار تعليمات للحركة بتنفيذ عملية "خطف المستوطنين"، غير أن الأدلة التي تقدّمها إسرائيل غير متماسكة وواهنة ولا يمكن البناء عليها. 

وألمح هرئيل إلى أنه في ظل الإخفاق الإسرائيلي في العثور على المفقودين، ومع امتناع حركة "حماس" عن الوقوع في المصيدة الإسرائيلية، فإن من شأن إسرائيل أن تتجه إلى تكثيف معاقبة قادة "حماس" بتوجيه ضرباتها إلى قطاع غزة.

وهو ما ذهب إليه أيضاً المحلل في موقع "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الذي اعتبر أن خيار ضرب قطاع غزّة عسكرياً بات خياراً واقعياً. وقال بن إن هذه التقديرات تعود إلى مصدر أمني رفيع المستوى، وتستند إلى ثلاثة مؤشرات أساسية: الأول هو التصعيد المتواصل من قطاع غزة على هيئة إطلاق صواريخ بشكل شبه يومي باتجاه إسرائيل، وإن كان من ينفّذ ذلك هو منظمات لا تنصاع لتعليمات حكومة "حماس". والثاني هو اقتراب "حماس" من أن تفقد تقريباً كل ما لديها في الضفة الغربية، في ظل الضائقة المالية، التي تعانيها الحركة، والمتمثلة بعدم القدرة على دفع رواتب العاملين في قطاع غزة، وهو ما يعزّز من احتمال القيام بعمليات برية في عمق القطاع. وثالثاً رفض المصريين فتح معبر رفح، كما سبق أن تعهدوا، وتراجع احتمالات تنفيذ المصالحة الفلسطينية فعلياً، مما يجعل "حماس" في وضع ليس لديها ما تخسره، وبالتالي قد ترد بإمطار إسرائيل بالصواريخ والقذائف الصاروخية، سعياً إلى تغيير الوضع الراهن، مما سيضطر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى نقل بعض قواته إلى قطاع غزّة.

وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أنّه من ضمن مؤشرات التصعيد ضدّ غزة النشاط الدبلوماسي، الذي يقوم به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وآخر ذلك اتصاله الهاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الجمعة، وتصريحه بأن إسرائيل ستدافع عن نفسها، مدعياً أن هناك أدلة لا تدع مجالاً للشك في أن "حماس" هي من نفّذت العملية. واعتبر المراقبون أنّ هذا الاتصال والجهود الأخيرة تشير إلى أنّ نتنياهو يسعى إلى تمهيد الساحة الدولية لعدوان إسرائيلي، وأنه يعتقد أنه سيحصل على غطاء شرعي دولي لعملية كهذه.

غير أن أليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت"، اعتبر أنه على الرغم من أن "القلب في الضفة الغربية" حيث يجري البحث عن المفقودين، لكن وجهة إسرائيل هي قطاع غزة. ولفت فيشمان إلى أن الفلسطينيين في القطاع يعملون منذ الآن على تخزين المؤن والمواد الغذائية استعداداً لمواجهة هجوم إسرائيلي جديد.

المساهمون