استمرار التوتر في ريف الرقة.. والنظام السوري يهاجم "المنطقة الآمنة"

24 مايو 2022
تحشيد عسكري تركي شماليّ سورية (عمر الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

قتل عنصران من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أمس الاثنين، على يد "الجيش الوطني السوري" على خطوط التماس في ريف الرقة (شمالاً). وفي وقت تحدث فيه إعلام "قسد" عن حشود عسكرية تركية في جبهة عين عيسى، هاجم مسؤول في النظام تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول "المنطقة الآمنة" شماليّ سورية.

وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي قصف، أمس الاثنين، بالمدفعية الثقيلة مناطق متفرقة على محور الطريق الدولي بريف الحسكة الشمالي، موقعاً أضراراً مادية.

وأشارت ذات المصادر إلى أن "الجيش الوطني السوري" أطلق صاروخاً موجهاً على عربة عسكرية لـ"قسد" في محور عين عيسى، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر المليشيات وإصابة آخر.

جاء ذلك بعيد ساعات من تصريحات لأردوغان، أمس الاثنين، تفيد بعزم تركيا على اتخاذ خطوات تتعلق بـ"الجزء الباقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة في عمق 30 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية مع سورية".

في المقابل، قال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب التابع للنظام، بطرس مرجانة، إن حديث الرئيس التركي عن إنشاء "منطقة آمنة هو حتماً لا شرعي، كما هو الاحتلال التركي لا شرعي".

وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن، التابعة للنظام، أن "مخططات النظام التركي الساعية لضم هذه المناطق والاستيلاء عليها لن يُسكَت عنها، والدولة السورية، كما الشعب السوري، لن يقبلوا ولن يسمحوا بتمرير هذه المخططات".

وشكك مرجانة في قدرة تركيا على إنشاء المنطقة الآمنة، مؤكداً أن "الحليف الروسي يقف إلى جانب سورية، كما الحليف الإيراني، ولا ننسى الصين إذا كنا نتحدث عن الجانب السياسي في هذا الأمر، ومجلس الأمن لا يمكن أن يمرر مثل هذا المشروع أو يوافق عليه، وما يجري لا يعدو محاولة ابتزاز".

حشود عسكرية

من جهتها، نقلت وكالة أنباء "هاوار"، التابعة لـ"قسد"، عن مصدر ميداني في المليشيات أن الجيش التركي والجيش الوطني يحشدان قوات بالقرب من بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي. وقال القيادي العسكري في "قسد" عكيد قره موغ، إن العديد من القرى على الطريق الدولية في ناحية عين عيسى تتعرض للقصف، مشيراً إلى أنّ هناك مخططاً تركياً لتطويق عين عيسى نارياً.

وأكدت مصادر من "الجيش الوطني"، لـ"العربي الجديد"، أنه لا توجد حشود جديدة في المنطقة حالياً، والقوات موجودة في ذلك المحور بكثافة، وعُزِّزَت خلال الأشهر الماضية بهدف الحد من الهجمات التي تقوم بها "قسد" والخروقات الأمنية. وبينت أن الوضع حالياً يُعَدّ طبيعياً على خطوط التماس، حيث يجري الرد مباشرة على أي خرق من قبل "قسد"، مؤكدة أن القوات هناك جاهزة لأي عمل عسكري ضد المليشيات، وفي أي وقت.

وشهدت محاور التماس بين "قسد" والجيش الوطني في الشمال السوري، خلال الأيام الماضية، ارتفاعاً في وتيرة التصعيد والقصف المتبادل الذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية من الطرفين.

وفي الجنوب السوري، قتل شاب جراء هجوم مسلح من مجهولين في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي. وذكر الناشط محمد الحوراني أن "الاستهداف طاول الشاب أمام منزله مباشرةً قبل أن يفرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة".

وفي القنيطرة المجاورة أصيب عنصر من شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام بانفجار عبوة ناسفة بسيارته على الطريق الواصل بين بلدتي مسحرة ونبع الصخر بريف المحافظة الأوسط.

"قسد" تهاجم روسيا وتنفي حدوث تغييرات في توزع القوى الدولية

جدد الجيش التركي، ظهر اليوم الثلاثاء، قصفه على مناطق تخضع لسيطرة "قسد"، وسط تحليق مكثف من طائرات الاستطلاع على مختلف محاور التماس شمالي سورية، فيما هاجمت "قسد" الصمت الروسي حيال تركيا وأكدت أنه لا توجد أي تغييرات على توزيع القوى الدولية في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي قصف مناطق تخضع لـ"قسد" بالمدفعية في محور قيني الوحشية وأم القرى في ريف حلب الشمالي، تزامناً مع تحليق مكثف من طائرات الاستطلاع على محاور متفرقة في المنطقة. ولم تتبين حجم الخسائر في صفوف "قسد".

في المقابل، قال الرئيس المشترك لـ"مجلس تل أبيض العسكري" التابع لـ"قسد" رياض الخلف، في تصريحات إعلامية، إن تركيا قصفت المنطقة أكثر من 120 مرة خلال الفترة الماضية، مندداً بصمت الضامن الروسي حيال هذا القصف وعدم التزامه تعهداته التي انتشر بموجبها في المنطقة، فيما أكد لوكالة أنباء "هاوار" أن قواته تقوم بالرد والتصدي لتلك الهجمات.

وكانت القوات الروسية قد انتشرت في عدة نقاط بالمنطقة عقب شنّ الجيش التركي عملية "نبع السلام" التي سيطر من خلالها على تل أبيض ورأس العين، وكذلك عقب سحب واشنطن قواعدها من هذه المنطقة.

من جهتها، قالت "قوات سورية الديمقراطية"، إنه لا يوجد أي تغييرات على توزيع القوى الدولية الضامنة في شمال وشرق سورية، وذلك بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال المركز الإعلامي لـ"قوات سورية الديمقراطية" في بيان: "لا تغيير استراتيجياً في توزع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال وشرق سورية (...) تسخين الأجواء واستعراض (قوة الاحتلال) من قبل الدولة التركية يأتيان في سياق محاولات ضرب الاستقرار".

وأضاف البيان: "قواتنا تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق شمال وشرق سورية وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرّح مساء أمس بعزم تركيا على اتخاذ خطوات تتعلق بـ"الجزء الباقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة في عمق 30 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية مع سورية".

المساهمون