استمرار التصويت في انتخابات باكستان وسط إجراءات أمنية مشددة

08 فبراير 2024
تجرى الانتخابات الباكستانية في ظل شبح تصاعد الهجمات المسلحة (Getty)
+ الخط -

تستمر عملية الاقتراع في الانتخابات التشريعية والإقليمية في باكستان وسط إجراءات أمنية مشددة وتوقف شبكات الهاتف والإنترنت خوفا من وقوع أعمال عنف.

وبدأت عملية الاقتراع اليوم الخميس عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي في مختلف مناطق باكستان، فيما تأخرت في مناطق نائية لأسباب عديدة، منها عدم وصول طواقم المراكز وتوقف شبكات الهاتف والإنترنت، وتتركز معظم المناطق التي تأخر فيها انطلاق عملية التصويت في إقليم السند، وتحديدا مدينة كراتشي.

كما توقفت شبكات الهاتف النقال والإنترنت بشكل كامل في جميع مناطق باكستان. وقالت وزارة الداخلية الباكستانية، في بيان، إنها أوقفت شبكات الهاتف والإنترنت تجنبا لأي أعمال عنف محتملة، على غرار ما حدث أمس في إقليم بلوشستان وأسفر عن مقتل نحو 30 شخصا.

وكانت وزارة الداخلية الباكستانية قد أعلنت، أمس، أنها لا تعتزم تعطيل شبكات الهاتف النقال والإنترنت بأي حال، غير أن الأمر كان مختلفا صباح اليوم.

وفي الساعات الأولى من عملية الاقتراع، كان هناك إقبال جيد على مراكز الاقتراع في المدن الرئيسية، خاصة العاصمة إسلام أباد ومدن لاهور وبيشاور وكراتشي، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار قوات الجيش والقوات الخاصة.

مقتل 5 عناصر أمن بهجوم في شمال غرب باكستان

ميدانياً، قتل خمسة عناصر أمن في هجوم وقع بينما كانوا يسيّرون دورية تزامنا مع الانتخابات في شمال غرب باكستان.

وقال المسؤول الرفيع في الشرطة شاهد إسلام في موقع الهجوم: "سجّل مقتل أربعة عناصر من الشرطة وعنصر من قوة الحدود وأصيب ثلاثة عناصر شرطة بجروح" في الهجوم الذي وقع في كالوتشي في منطقة ديرا إسماعيل خان.

وكان انفجاران قد استهدفا مكاتب إعلامية في إقليم بلوشستان، جنوب غرب باكستان، وأسفرا عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

وقال رئيس لجنة الانتخابات الوطنية إسكندر سلطان راجه، في حديث أثناء زيارته لمراكز الاقتراع في العاصمة، إن الحكومة تتخذ الخطوات اللازمة من أجل تأمين عملية الاقتراع، لافتاً إلى أن هناك تحديات أمنية كبيرة، وأن لدى الحكومة خططا جيدة لمواجهة أي أعمال عنف.

وحول توقف شبكات الهاتف النقال والإنترنت، قال المسؤول إن لجنة الانتخابات لم تطلب من وزارة الداخلية أن تفعل ذلك ولكنها لن تطلب أيضا في الوقت نفسه منها أن تراجع قرارها لأنها مسؤولة، وحدوث أي أعمال عنف لا بد من التصدي لها.

وأثارت خطوة توقف شبكات الهاتف النقال والإنترنت حفيظة السياسيين والناخبين.

وفي هذا الإطار، قال مرشح حزب الشعب الباكستاني لمنصب رئيس الوزراء بلاول بوتو، في حديث له مع الصحافيين، إن الأمر "مؤسف جدا، ولا سيما أننا بحاجة إلى التواصل مع الناخبين ومع المسؤولين".

وطلب بلاول بوتو من السلطات إعادة تشغيل شبكات الهواتف والإنترنت بشكل سريع.

فيما قال القيادي في حزب الرابطة جناح نواز شريف سعد رفيق، في حديث له مع الصحافيين بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور، إنه فوجئ بالقرار، وإن الأمر ضعف مهمته ومهمة المسؤولين.

ومن المتوقع أن تتركز المنافسات الرئيسية بين المرشحين المدعومين من رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، الذي فاز حزبه حركة الإنصاف بالانتخابات الوطنية الأخيرة، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات ويعتبر المرشح الأوفر حظا.

كما خاض بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، البالغ من العمر 35 عاما، حملة شرسة في محاولة للوصول إلى المنصب الأعلى.

ويقول محللون إنه قد لا يكون هناك فائز واضح لكن جنرالات باكستان الذين يتمتعون بنفوذ كبير ويمكن أن يلعبوا دورا. وهيمن الجيش الباكستاني بشكل مباشر أو غير مباشر على الدولة المسلحة نوويا منذ استقلالها قبل 76 عاما لكنه يؤكد منذ سنوات أنه لا يتدخل في السياسة.

ويعتقد خان أن الجيش يقف وراء حملة لإنهاء وجود حزبه، ويقول محللون وخصوم إن شريف يحظى بدعم الجنرالات.

وإذا لم تسفر الانتخابات عن أغلبية واضحة، وهو ما يتوقعه المحللون، فإن التعامل مع التحديات سيكون صعبا. ومن بين أبرز التحديات السعي للحصول على برنامج إنقاذ جديد من صندوق النقد الدولي بعد انتهاء البرنامج الحالي في مارس/ آذار.

ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية غير الرسمية بعد ساعات قليلة من إغلاق التصويت عند الساعة الخامسة مساء (1200 بتوقيت غرينتش)، ومن المرجح أن تتضح الصورة في وقت مبكر من يوم الجمعة.

ويمكن للأحزاب السياسية الأصغر في باكستان أن تلعب دورا حاسما في تشكيل الحكومة التي ستحتاج إلى 169 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 336 عضوا. ويختار الناخبون بشكل مباشر 266 عضوا في حين يتم تخصيص 70 مقعدا -60 منها للنساء وعشرة لغير المسلمين- وفقا لعدد المقاعد التي يفوز بها كل حزب.

المساهمون