يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إحباط مساعي زعيم المعارضة يئير لبيد لتشكيل حكومة جديدة، بعد أن منحه الرئيس رؤوفين ريفلين التكليف أمس الأربعاء.
وتقوم الاستراتيجية التي يعتمدها نتنياهو على محاولة إقناع بعض نواب الأحزاب اليمينية التي يفترض أن تشارك في هذه الحكومة برفض الانضمام إليها، إلى جانب سعيه إلى استغلال الفروق الإيديولوجية الكبيرة بين مركبات هذه الحكومة واللعب على وتر الخلافات الشخصية بين قادتها، بهدف تقليص فرص التوافق على تشكيلها في النهاية.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن نتنياهو يركز جهوده في هذه الأثناء على استمالة المزيد من نواب حزب "يمينا"، الذي يقوده نفتالي بينت، ودفعهم إلى إعلان رفضهم دعم حكومة برئاسة لبيد.
وحسب القناة، فقد نجح نتنياهو حتى الآن جزئياً في هذه المهمة، بعد أن أعلن النائب في "يمينا" عميحاي شكلي، رفضه دعم مشاركة حزبه في حكومة يقودها لبيد وتشارك فيها حركة "ميريتس" اليسارية وتعتمد على دعم الأحزاب العربية.
وبرر شكلي موقفه هذا بأن المشاركة في حكومة برئاسة لبيد تُعَدّ تجاوزاً للتعهدات التي قدمها الحزب لمصوتيه خلال الحملة الانتخابية.
وأشارت القناة إلى أنه بعد إعلان شكلي موقفه، هناك 57 نائباً يدعمون حكومة برئاسة لبيد، الأمر الذي يعني أن هذه الحكومة ستكون حكومة "أقلية" تعتمد على دعم حزب عربي من الخارج، ومن المرجح أن تكون القائمة العربية الموحدة بقيادة عباس منصور.
ولاحظت القناة أنه إذا أعلن نائب آخر من "يمينا"، بالإضافة إلى شكلي، رفضه الانضمام إلى حكومة بقيادة لبيد، فإن دعم قائمة منصور لن يكون كافياً لحصول الحكومة الجديدة على ثقة الكنيست، حيث سيكون لبيد مطالباً بإقناع ثلاثة نواب على الأقل من القائمة العربية المشتركة بقيادة أيمن عودة بالامتناع عن التصويت عندما تُطرَح الثقة بها.
وأبرزت القناة حقيقة أن نتنياهو يعمد إلى نزع الشرعية عن مشاركة الأحزاب اليمينية في حكومة لبيد عبر تكثيف مخاطبته لجماهير مصوتي هذه الأحزاب، ولا سيما مؤيدي "يمينا".
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الليكود يبذل جهوداً كبيرة لإقناع كل من إياليت شكيد، وزيرة القضاء السابقة والقيادية في "يمينا"، والنائب عيديت سيلمان، بعدم دعم تشكيل حكومة بقيادة لبيد.
من ناحيتها، أشارت طال شليف، المعلقة السياسية في موقع "واللاه" إلى أن نتنياهو يعمل بكل قوة على توسيع محاور الصدع بين الأحزاب التي يفترض أن تشارك في حكومة لبيد، عبر استغلال الخلافات الإيديولوجية والسياسية الكبيرة بين هذه الأحزاب وإرث النزاعات الشخصية التي كانت قائمة بين قادتها.
وفي تقرير نشره الموقع اليوم، لاحظت شليف أن لبيد يعتمد أساساً على قدرة بينت على إلزام نواب حزبه بمواصلة دعم الحكومة العتيدة، مشيرة إلى أن نواب الحزب، الذي يُعَدّ أحد الأحزاب التي تمثل تيار "الصهيونية الدينية" يتعرضون لضغوط كبيرة من حاخامات مؤثرين بعدم الموافقة على الانضمام إلى حكومة لبيد، إلى جانب الضغوط التي يمارسها حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو.
وأبرزت شليف حقيقة أن العلاقة مع الأحزاب العربية والتنسيق معها بشأن القوانين التي ستمرر في الكنيست ستكون إحدى المشكلات التي ستواجه الحكومة التي سيشكلها لبيد.