استئناف الاحتجاجات الإسرائيلية ضد التعديلات القضائية وسط دعوات للتصعيد

06 يوليو 2023
توعّد منظّمو التظاهرات ببدء احتجاجات كبيرة مساء اليوم (Getty)
+ الخط -

يستأنف المتظاهرون الإسرائيليون المعارضون للتعديلات القضائية احتجاجاتهم، اليوم الخميس، وسط دعوات للتصعيد، بعد ليلة ساخنة تخللتها مواجهات مع الشرطة واعتقالات وإصابات في تل أبيب ومناطق أخرى.

كما شهدت مدينة تل أبيب، ليلة أمس الأربعاء، محاولة مركبتين دهس متظاهرين في أحد التجمعات. وأغلق المحتجون شوارع مركزية حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس، فيما استخدمت الشرطة وسائل عدة لتفريق التظاهرات. وتظاهر الآلاف أمام محطات الشرطة مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين.

وبالإضافة إلى رفض التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة لإضعاف المحكمة العليا وإحداث تغييرات تطاول نظام الحكم والفصل بين السلطات، جاءت تظاهرات أمس تضامناً مع قائد شرطة تل أبيب عامي إشيد، الذي ألقى خطاباً أمس أعلن فيه استقالته، مبرراً أنه تم استبعاده من منصبه لأسباب سياسية، وهاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وسياسته ومحاولته السيطرة على الشرطة.

وكانت بعض الخلافات بين قائد شرطة تل أبيب وبن غفير قد بدأت على خلفية طريقة تعامل شرطة تل أبيب مع المتظاهرين ضد الحكومة، والتي أرادها بن غفير أكثر حزماً.

ومنذ ساعات صباح اليوم الخميس، انطلقت تظاهرات أمام منازل عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي من أحزاب الائتلاف الحكومي، تخللها رفع عدة شعارات، على غرار: "الديكتاتورية لن تمر".

في السياق ذاته، توعّد منظّمو التظاهرات ببدء احتجاجات كبيرة، مساء اليوم الخميس، أمام منازل أعضاء الائتلاف "الذين يتعاونون مع القوانين الديكتاتورية"، بحسب ما نقله موقع القناة "12" الإسرائيلية.

وقال أحد منظمي الاحتجاجات، في حديثه مع إذاعة (103FM)، اليوم الخميس، موجهاً حديثه لأقطاب الائتلاف الحكومي: "لم نبالغ (في الاحتجاجات) ولم تروا شيئاً بعد"، مضيفاً أنّ أكثر من نصف الإسرائيليين يفكرون مثله ويعارضون توجهات الحكومة، وأنّ قائد شرطة تل أبيب المستقيل كشف "النوايا الحقيقية" للوزير بن غفير.  

وقال إشيد في خطاب الاستقالة، أمس الأربعاء: "أنا أدفع ثمناً شخصياً باهظاً لأنني اخترت منع حرب أهلية".

وأضاف، قاصداً في حديثه بن غفير وملمحاً إلى أنّ الأخير طلب منه استخدام القوة المفرطة: "أعترف هنا أمامكم بذنبي الكبير المتمثل في عدم قدرتي على تلبية توقعات المستوى الوزاري، والتي تضمّنت خرق القواعد والتدخل السافر في صنع القرار والتفكير العملياتي".

وتابع: "كان بإمكاني تلبية هذه التوقعات بسهولة، من خلال استخدام القوة المفرطة (ضد المتظاهرين) وتعبئة قسم الطوارئ في مستشفى إيخيلوف (بالمصابين) في أعقاب كل تظاهرة في تل أبيب (...) كان يمكننا إخلاء أيالون (أحد أبرز شوارع تل أبيب) خلال دقائق معدودة، بثمن باهظ، من خلال تكسير الرؤوس (رؤوس المتظاهرين) وتفتيت العظام.. بثمن خيانة العهد بين الشرطة ومواطني البلاد". 

من جانبه، اعتبر بن غفير أنّ إشيد "يحمل أجندة سياسية".

غانتس يدعو نتنياهو للتراجع عن تقويض القضاء

إلى ذلك، دعا رئيس حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي بني غانتس، رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى التراجع عن التشريعات الرامية لتقويض جهاز القضاء، و"حقن دماء" الإسرائيليين.

وقال غانتس، في حديث لوسائل الإعلام، اليوم الخميس، على أثر التظاهرات الصاخبة التي شهدتها تل أبيب ومناطق أخرى ليل أمس: "أدعو نتنياهو إلى وقف التشريعات من طرف واحد، واستئناف المحادثات في منزل الرئيس (إسحاق هرتسوغ) اليوم. إن لم يكن من أجل الديمقراطية، إن لم يكن من أجل الأمن، إن لم يكن من أجل الاقتصاد، فمن أجل شعب إسرائيل ومنع إراقة الدماء".

وأضاف غانتس، على خلفية إطلاق صاروخ من الأراضي اللبنانية اليوم، أنّ "المعارضة  لديها مسؤولية، لقد دعمنا وسندعم أي عمل حازم ومسؤول يخدم أمن إسرائيل".

وتابع غانتس: "حدة التحديات التي تواجه دولة إسرائيل تزداد في عدة جبهات. في مواجهة الإرهاب بكل فروعه، في مواجهة إيران التي تتمدد ذراعها وباتت تقترب من العتبة النووية، وفي الساحات الإقليمية والعالمية المهتزة. العنف في الشوارع والجريمة في المجتمع العربي بلغا حداً غير مسبوق، مجال التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) في أزمة، وتكلفة المعيشة في ارتفاع هائل".

وقال: "أمام جميع هذه التحديات، اختار نتنياهو مجدداً السياسة الضيقة، مفضلاً الهدوء في الائتلاف الحكومي على حساب شعب إسرائيل ودولة إسرائيل. يفضّل المواجهة مع (جو) بايدن على مواجهة سيمحا روطمان (رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست) وياريف ليفين (وزير القضاء - وكلاهما يقودان خطة إضعاف القضاء). ويختار أن يبقي في منصب وزير الأمن الداخلي وهو منصب حسّاس، من يسعى لتسييس عمل الشرطة" (في إشارة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير).   

وأردف غانتس: "عندما نصادف أحداثاً أصعب، ولا قدّر الله سفك دماء، فإن نتنياهو لن يستطيع القول إنه لم يعرف - عندما يرهن أمن مواطني إسرائيل بيد بن غفير، فإنه يتخلّى عنهم. لا شك أن هذه حكومة سيئة لدولة إسرائيل ويجب تقصير عمرها. ومع كل هذا، وخاصة في هذا التوقيت، يجب أن تبقى دولة إسرائيل موحدة. ممنوع تمزيق الشعب".