ارتياح روسي بعد محادثات جنيف: واشنطن تتعامل بجدية مع مقترحات موسكو

10 يناير 2022
وصف ريابكوف محادثات اليوم بالمهنية لكنه رأى أن هناك حاجة إلى انفراجة وحلول وسط (الأناضول)
+ الخط -

صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الاثنين، بأن الولايات المتحدة تعاملت بجدية بالغة مع المقترحات الروسية حول الضمانات الأمنية، ودرستها بعمق. 

وقال ريابكوف، في تصريحات صحافية، في ختام المشاورات الروسية الأميركية حول الضمانات الأمنية، والتي انعقدت في جنيف واستمرت لنحو ثماني ساعات، إنه "لدينا انطباع بأن الجانب الأميركي تعامل بجدية بالغة مع المقترحات الروسية، ودرسها بعمق".  
ووصف المحادثات مع الولايات المتحدة حول الضمانات الأمنية بأنها كانت صعبة ومهنية بلا محاولات لتجنب القضايا الشائكة.

ومضى قائلاً: "كان الحوار صعبا وطويلا ومهنيا للغاية وعميقا ومحددا بلا محاولات للتجميل أو تجنب القضايا الشائكة".  

واعتبر ريابكوف أن مفاوضات روسيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يجب ألا تدوم لأشهر أو سنوات، قائلا "هناك تباين في درجة قابلية التنبؤ لهذه الأطر، ويجب التقدير ما إذا كانت هناك أفق للخطوة المقبلة الوشيكة. في جميع الأحوال، يجب ألا يطول ذلك وألا يتحول إلى عملية تستمر لأشهر وسنوات". 

ووصف ريابكوف محادثات اليوم، بأنها مهنية، لكنه قال إن هناك حاجة إلى انفراجة وحلول وسط.

وأضاف ريابكوف، أن روسيا ستقرر ما إذا كانت ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة بعد اجتماعات مقررة هذا الأسبوع مع حلف شمال الأطلسي وتحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وبحسب "رويترز"، ذهب ريابكوف، في مؤتمره الصحافي، أن هناك أسسا للاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، لكن ينبغي على واشنطن ألا تقلل من شأن مخاطر المواجهة. 

وتأمل واشنطن من هذه المفاوضات تجنب خطر غزو روسي جديد لأوكرانيا، دون الإذعان لمطالب الكرملين الأمنية واسعة النطاق.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة كانت حازمة، خلال محادثاتها مع نظيرها الروسي في جنيف، في رفض المقترحات الأمنية غير الفعالة، وعدم السماح بإلغاء سياسة الباب المفتوح التي يتبعها حلف شمال الأطلسي، وفق وكالة رويترز.

وأضافت شيرمان، أن الولايات المتحدة أجرت مناقشات صريحة ومباشرة مع الوفد الروسي على مدى نحو ثماني ساعات، وأنها مستعدة للاجتماع مرة أخرى قريبا لبحث قضايا ثنائية بمزيد من التفصيل.

وذهبت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، إلى إن روسيا لم تقدم أي رد بشأن ما إذا كانت ستخفّض التصعيد بشأن أوكرانيا، وجددت دعوة موسكو لسحب قواتها من على حدود هذا البلد.

وبحسب فرانس برس، فإن شيرمان صرّحت للصحافيين، عندما سئلت عن رد موسكو خلال محادثات الاثنين، "لا أعتقد أننا نعرف الرد على ذلك. لقد أوضحنا أنه من الصعب للغاية أن تكون لدينا دبلوماسية بناءة ومثمرة وناجحة بدون خفض التصعيد"، وحضّت روسيا، على "إعادة الجنود إلى ثكناتهم".

ومن المقرر أن تستمر المفاوضات الروسية الغربية حول الضمانات الأمنية، هذا الأسبوع، في إطار اجتماع لـ"مجلس روسيا - الناتو"، في بروكسل، يوم الأربعاء، على أن يليه لقاء بين ممثلي روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا، يوم الخميس المقبل.  

 يذكر أن روسيا سلّمت واشنطن وحلف شمال الأطلسي في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، مسودتي اتفاقين أمنيين نصتا على تحديد مبادئ الأمن المتبادل، بما فيها استبعاد استمرار توسع الحلف شرقا، وعدم قبول الجمهوريات السوفييتية السابقة إلى عضوية الحلف، والتزام الولايات المتحدة بالامتناع عن نشر قواعد عسكرية على أراضيها، والدفع بالتعاون العسكري معها، وغيرها من الضمانات.   

وكان الجانبان قد عقدا، مساء أمس الأحد، لقاء تمهيديا وصفه نائب وزير الخارجية الروسي بـ"المذهل والصعب والعملي".

وقال ريابكوف، إن توقعات بلاده بشأن محادثات جنيف واقعية، لكن موسكو غير متفائلة بعد التصريحات الأميركية.

ولم يستبعد أن يقتصر الحوار مع الولايات المتحدة في جنيف على اجتماع واحد، ما لم تظهر الولايات المتحدة رغبة في مناقشة مخاوف روسيا.
واستبعد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحات أمس الأحد، حدوث انفراجة كبيرة في محادثات جنيف، بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وقال بلينكن لشبكة "سي.إن.إن"، إنه لا يعتقد أنه ستكون هناك "انفراجة كبيرة.. سنكون قادرين على مناقشة الأمور، وكذلك سيفعل الروس، وسنرى إذا كان هناك سبب للتحرك قدما".

المساهمون